الحياة مليئة بالضجيج واضواء المدينة المتناثرة في زوايا واركان وجنبات الحياة قد يقود الإنسان إلى ضعف الهمة وقلة الطموح وتحقيق الأمنيات ويصاب بالإحباط في الوصول إلى أحلامه وأماله وتنهار قواه وتخيم الاحزان في اركانه ولكن هناك اشخاص هم ضد الانهزام فتجد لديه أفاق كثيرة وفضاء أوسع تتجدد به الهمة والنشاط ويبحث عن مكانه في زحمة الحياة وضجيج المستقبل لا تثنيه الظروف القاسية ولا تؤثر فيه الأضواء الساطعة ولا تلامس جسده الأرواح الشريرة يقف في وجه أعداء النجاح لديه اليقين إن في الحياة مجالات واسعة وخيرات متعددة يستطيع من خلالها تحقيق الآمال و تجديد الأعمال وفق القدرة ومتطلباتها التي يمتلكها وسر النجاح الذي يقوده نحو مستقبل أفضل ولكن ربما يختلف معيار النجاح في نظرات الأخرين معتقدين بأن النجاح هو ما يمتلكه الشخص من ثروة أو منصب وهذا غير صحيح !! ربما يكون الانسان ناجحاً في مجال اجتماعي أو اقتصادي أو تطوعي وربما يكون أنساناً مؤثراً يستفيد من خدماته ملايين من البشر فمن الجميل أن يكون الأنسان متعدد المواهب لديه القدرة على خوض التجارب من زوايا الفهم والمعرفة ولا يقوده الانهزام بأن يصبح مكاناً لإقامة التجارب عليه ليصبح هدفاً لسمو الاخرين من افاق نجاحاته وربما يتجاهل المجتمع أفضاله وقدراته التي كانت يوماً سراً لنجاح الفضلاء فينهزم من خلالها العقلاء .. ولكن عندما تسرق همتك من بساط راحت يديك .. لا تعتقد بأنها نهاية المطاف .. فمجالات الحياة قد تنتظرك .. وقد يتجدد الابداع من نهاية الوداع .. فلا يخيم اليأس في طريقك ولا تثنيك عثرات النجاح .. فلكل جواد كبوة .. ولكل أمال هفوه .. فقط قف قليلاً وأرفع يديك إلى مستوى منكبيك .. و انظر إلى رحاب الحياة بنظرة تفاءل حتماً سوف تجدها تستقبلك تفتح لك أفاق من جيد أمضي نحو المستقبل ولا تكن الاحداث المريرة معيقة لبناء صرح للحياة من جديد فقد تكون تلك العثرات امتحان لقوة صبرك أو نقطة تحول إلى مجالات أخرى قد تنتظرك وتكون من خلالها مبدعاً ومميزاً فالإخفاقات المتعددة التي تحدث لك قد ينتج عنها تجربة وخبرة يمكن استخدامها كسلاح تواجه به المجهول وتتعلم منه الطرق الصحيحة لأداء المهمات على أكمل وجه فالعقل البشري قد يتحسر أحياناً على ضياع فرصة ثمينة في حياته ولكن في الوقت نفسه لا يدرك أن الله عز وجل أوجد كثيراً من الفرص ربما تكون هي الأفضل ففضل الله اوسع مما نعرف ونتخيل وعلينا أن نعيش الواقع ونرضى بالحال قبل أن يضيع في وجه المحال وتتبدد به الاحلام وتصبح طريقاً للسراب .. قف قليلاً وتأمل نجاحات وإصرار العظماء إلى تحقيق أعمال الكبار مثل كولونيل ساندرز مؤسسة سلسلة مطاعم كنتاكي الذي بداء مشروعه وهو في سن 65 عاماً كيف أبهر العالم وأصبح يمتلك أكبر شركات المأكولات السريعة ، شركة نوكيا الفنلندية الاصل أحد أشهر شركات الهاتف المحمول كانت في بدايتها تعمل في مجال تصنيع المنتجات المطاطية والورق ثم تطورت بعد ذلك للصناعات الكهربائية إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم في عالم تقنية المعلومات و الهواتف الذكية. لا تيأس … فأنت لا زلت تعيش في رحاب الحياة حراً طليقاً فلا تضيق على نفسك وأكتشف مواهبك وطور مجالاتك وجدد أمالك وطموحاتك واصنع المستقبل بأناملك ولا تجعل الضجيج وأضواء المدينة تكسر أحلامك في وجه الحياة . عبد العزيز بن حيد الزهراني الباحث في القضايا والدراسات الأمنية والاجتماعية