الأجواء الجميلة دائماً ما تكون هي المحرضّ الأول لولادة القصائد الأجمل والأقرب للنفس البشرية (الخليجية تحديداً)،تلك النفس القاسية الجاّفة الصحراوية المتعطشّة لقطرة مطر تجدها تجود بأعذب الكلمات لتترجم عن هوى البر والمطر والطبيعة. ولا ننسى شعراء البادية حين تغنّوا بأجواء الربيع والمطر والبرّ و(شبة النار) و ريحة النفل والخزامى ولقاء الأحباب واجتماعاتهم في هذه الأجواء الجميلة تحت الشمس وتحت المطر،على النفود وبين العشب. فالشعر القديم زاخر بكثير من القصائد لكثير من الشعراء والشاعرات القدامى ممن تعاطوا مع الأجواء الماطرة بكمية ابيات معبّرة عن عشقهم للغيم وللمطر بطريقة تجذب مسامع الجمهور محبي ومتذوقي الشعر الصادق النابع من الوجدان،فالمطر والسحاب يذكّرهم بالحب والحبيب. الشاعر خلف بن هذال يقول: جعل السحاب اللي معه برق ورعود يمطر على دار ٍ وليفي سكنها يسقي وطن منتوقة العنق يا سعود مالي وطن بالعارض الا وطنها والشاعر بن لعبون يقول: سقى غيث الحيا مزن تهاما على قبر بتلعات الحجازي يعط به البختري والخزاما وترتع فيه طفلات الجوازي وغَنَّت رَاعْبيّات الحماما على ذيك المشاريف النّوازي وتستمر القصائد الجميلة ويستمر الحب للمطر في وقتنا الحاضر، هذا الحب شيء فطري كل شخص ينتمي لهذه البيئة الصحراوية،وإن تنوعت القصائد يبقى الغرض الأول والأخير هو وصف الجوّ ووصف ما تشعر به النفس في وقتها وارتباط هذه الأجواء بنبضات القلب وبالمشاعر وبالأحاسيس على الأغلب. فاصلة: يا غيمةٍ بالشوق مالت وهلّت بالخير والآمال ومغازل الجوّ ديمتك أحيت بالمشاعر وبلّت خّد الفياض وهبّ نسناسها نوّ