مع أن السعودية فتحت منذ سنوات مخيمات للأشقاء اللاجئين السوريين في الأردن و لبنان. و مع فداحة مأساة هروبهم بحراً إلى أوروبا والأصواتِ المُنْصفةِ المستغربةِ عدمَ توجُّهِهم للسعودية والعربِ الأقرب، يظل السؤال وجيهاً لماذا تَحمُّلُهم مخاطر أوروبا التي أظهرت دولَها بمظهرِ رحماءِ الإنسانية عكسنا.؟. الإجابةُ في تصوُّري أنه قرار سياسيٌّ له بُعدٌ عميقٌ تجاه حلِّ كارثة سوريا. فَلَو فتحتْ السعوديةُ وشقيقاتُها البابَ لحقّقتْ للأسد والغرب والشرق مُرادهُم بالتّمادي في التهجير بوسائل القتل القائمة. بينما غَضُّها النظر عن هجرةٍ مُوجِعةٍ للغرب يحقق تلقائياً ضغطاً هائلاً على أوروبا التي تَعتَبِر الهجرات خطراً مباشراً على كياناتها تمنعه بالغالي والنفيس. مما يعني اضطرارها لممارسة ضغوطات حقيقية على بشار وأعوانه لحلِّ المأساة برُمّتِها لأن نيرانَها وصلتْها. بهذا "المنظور السياسي" لا "الإنساني" يكون موقفُ دولِنا حكيماً لصالح السوريين..مع أنه حتى "إنسانياً" لو خُيِّر لاجئون بين أوروبا والعرب لاختار معظمُهم أوروبا.