جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس موقف بلاده الداعي إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، في وقت أكدت مصادر أردنية رفيعة ل «الحياة»، أن عمان تدرس جدياً وقف استقبال اللاجئين السوريين بعدما وصل عددهم إلى قرابة 600 ألف منذ بدء الأزمة في آذار (مارس) 2011. وقال الملك عبد الله خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن هناك «مسؤوليات وأعباء كبيرة يتحملها الأردن جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، الذي يبلغ عددهم نحو 600 ألف». وأضاف: «الضغط الذي يمثله هذا الأمر على موارد المملكة المحدودة وإمكاناتها، بات أمراً غير مقبول». وتابع: «نؤكد موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة يوقف مأساة الشعب السوري وينهي الصراع الدائر بما يجنب المنطقة آثارها الكارثية ويحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً». من جانبه، أكد كيري مساندة بلاده للأردن، من أجل التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن كيري تأكيده خلال المحادثات «استمرار واشنطن في مساندة المملكة، لتتمكن من التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، والعمل على حث المجتمع الدولي للعب دور أكبر وتحمل مسؤولياته في هذا المجال». وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة: «الحرب في سورية كبيرة وتؤثر على المنطقة برمتها، كما تحمل رسائل متعلقة بعشرات آلاف الأسر التي فقدت منازلها، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك وأن يمد يد العون إلى الأردن». ولوح العاهل الأردني في خطاب جديد، باتخاذ إجراءات حاسمة بخصوص ملف اللجوء السوري، وذلك في حال لم يقم المجتمع الدولي بمساعدة المملكة على تحمل أعباء استقبالها الأعداد المتزايدة من اللاجئين. وهذا أول تلويح من جانب الملك الأردني، الذي كان يقتصر حديثه سابقاً على مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه ملف اللاجئين السوريين. وقالت مصادر رسمية أردنية ل «الحياة»، إن السلطات الحكومية والأمنية تدرس في شكل جدي وقف استقبال اللاجئين السوريين إذا لم يحصل الأردن على مساعدات مباشرة لخزينته عوضاً من المساعدات التي تقدمها أطراف دولية للمنظمات الإنسانية الخاصة برعاية اللاجئين. وكانت منظمات دولية معنية بملف اللاجئين السوريين أعلنت قبل أيام أن كلفة استضافة الأردن للاجئين السوريين بلغت 2.1 مليار دولار العام الحالي، وأنها ستبلغ حوالى 3.2 مليارات العام 2014. وتقول الأممالمتحدة إن المساعدات التي قدمت للأردن لاستضافة اللاجئين السوريين بلغت 777 مليون دولار، وإن اللاجئين السوريين يشكلون حوالى 8 في المئة من سكان الأردن، وإنّ 77 في المئة منهم يعيشون خارج المخيمات المخصصة لهم. ووفق تقديرات الأممالمتحدة، فإن 550 ألف سوري لجأوا إلى الأردن. وتعاني المملكة، التي تتقاسم مع سورية حدوداً مشتركة على طول 370 كيلومتراً، ظروفاً اقتصادية صعبة وشحّاً في الموارد الطبيعية، وديناً عاماً تجاوز 23 بليون دولار، وعجزاً في موازنة العام الحالي قدرت بنحو بليوني دولار، واعباء فاقمها وجود اللاجئين السوريين.