أكد مثقفون أن الشاعر محمد العيد الخطراوي لم يكن شاعرًا فحسب إنما كان معلمًا وموجهًا وباحثًا واسع الإدراك عميق النظر وناقدًا بصريًا وكاتبًا ذا مواهب أدبية متعددة وشاعرًا مبدعًا، مجمعين خلال ندوة «شعر محمد عيد الخطراوي: التي نظمتها اللجنة الثقافية بسوق عكاظ في دورته التاسعة خلال اليوم الرابع من فعاليات السوق، وقدمها الدكتور صالح الغامدي إن من يتأمل فيما ترك لنا من مؤلفات وبحوث علمية وأدبية وبرامج في الإذاعة والتلفزيون ومقالات في الصحف والمجلات يدرك مدى ما كان له من عطاء معرفي وثقافي وأدبي خصوصًا وأن أثرها الأدبية تجاوزت أكثر من خمسين كتابًا وبحثًا من بينها عشر دواوين شعرية . وأكد رئيس أدبي المدينةالمنورة ورئيس مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله عبد الرحيم عسلان أن اهتمام الخطراوي في مسيرة التأليف كان متجهًا بشكلٍ واضح نحو المدينةالمنورة، ومن ذلك كتبه التي أرخ فيها للحياة الأدبية والعلمية والاجتماعية في المدينةالمنورة وتحقيقه لعدد من دواوين شعراء المدينة مثل ديوان عمر البري. أما الدكتورة أسماء أبوصق، قدمتر ورقة بعنوان «المحبوبة في نظر الخطرواي والسياب» تناولت فيه بشكل تقاربي ومتضاد الرؤية الشعرية لكلا القصيدتين مؤكدة في الوقت نفسه أن الخطراوي رسم صورة تمثل المشهد الشعري للمطر، والتي شكلها من خلال الاتكاء على عناصر بينوية من خلال الاقتران المراوغ لصورة المحبوبة بصورة المطر حيث تفوح أجواء قصيدة العبير والمطر للخطراوي بروائح قصيدة انشودة المطر للسياب. فيما يرى رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الطائف «فرع تربة» الدكتور حمد القحطاني، أن الخطراوي شاعر ذو قيمة كبيرة في خارطة الشعر السعودية غير أنه لم يلقى حظه من الاهتمام الذي يليق بمكانته الأدبية الرفيعة وحسه الوطني العالي، مؤكدًا أن الملحمة التي قدمها لهي عمل فني فريد تصلح أن تكون مسرحية شعرية ضخمة كما أنها لا ينقصها من حيث البناء الرامي والموسيقي التصويري والحكمة الفنية إلا أن تتحول إلى اوبريت وطني يغنى في الأعياد الوطنية بأمجاد المملكة. إلى ذلك، تلى الندوة أمسية شعرية قدمها الدكتور التونسي حاتم الفطناسي شارك فها كل من الشاعر المغربي عبد الرحيم سليلي قدم فيها لجمهور الشعر في الخيمة الثقافية نصين «غيم المراثي، سماء توشك أن تقع» ثم قدمت الشاعرة السودانية عفراء خوجلي «كفي، بحر الضلمات» وقدم رئيس جمعية الثقافة والفنون وعضو النادي الأدبي بالمدينةالمنورة الشاعر عيد الحجيلي عدة ومضات شعرية بعنوان» نعي، هذيان لم يكتمل، طقس، عودة، صفحة، الحلاج، إبانة، في المصعد»، وصافحت الشاعرة الأردنية جمهور الشعر بسوق عكاظ بنص في الطائف، مبارزة، في جذوة النار، وبعثرت قلبي» بينما اكتفى الشاعر الكويتي بنص طويل بعنوان «أنت سري لا الرقية الشعرية» وأخيرًا قدم الشاعر السعودي «على سبيل الأمل ايباء الورد وذنوب سامية» . وفي سياق آخر، أعلنت اللجنة التنفيذية الثقافية المنظمة لمسابقة المساجلات الشعرية التي نظمها سوق عكاظ لأول مرة هذا العام النتائج النهائية للفائزين الثلاثة على مسرح سوق عكاظ بمنطقة العرفاء وسط حضور كثيف من الزوار والمهتمين والمتابعين للحراك الأدبي والشعري لهذه المنافسة. وفاز المتسابقون الثلاثة بعد أربعة جولات شارك خلالها ثلاثون متسابقًا تم توزيعهم إلى ثمان جولات على مدى ثلاثة أيام، حيث فاز بجائزة المركز الأول فايز خميس محمد طالب الماجستير بجامعة الطائف، والتي وصلت قيمتها إلى 30 ألف ريال، فيما فاز بجائزة المركز الثاني المحددة ب 20 ألف ريال عبداللطيف حضيض الحمياني (معلم متقاعد من مدينة عنيزة)، وفاز بالمركز الثالث وجائزة 10 آلاف ريال عبدالعزيز ابراهيم الإمام، والذي يعمل محاسبا قانونيا في جدة. وسلم الجوائز أمين السوق الدكتور جريدي المنصوري بحضور رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله عويقل السلمي، ورئيس النادي الأدبي بالطائف عطاء الله الجعيد وعضو اللجنة الدكتور أحمد الهلالي، فيما واستغرقت المساجلة الشعرية بين المتنافسين الأربعة ما يزيد عن ساعة من الزمن وسط حضور كثيف من الزوار وضيوف السوق ما أضفى على المسابقة جانب من المتعة والإثارة والمنافسة الجملية بين المساجلين.