أثار تشعب المتحدثين في ندوة "شعر محمد العيد الخطراوي" في مجالات الخطراوي العلمية والشخصية جدلية التداخلية في الندوة التي احتضنتها خيمة الفعاليات بسوق عكاظ مساء أول من أمس. وقال الدكتور عالي القرشي في مداخلته إن "أوراق المتحدثين استحضرت شخصية الخطراوي ومجالاته العلمية، لكنها خرجت عن شاعريته التي هي محور الندوة وعنوانها". وكان الدكتور عبدالله عسيلان بدأ الندوة، بقوله "الحديث عن الشاعر محمد الخطراوي ذو شجون، يبدأ ولا يكاد ينتهي"، مشيرا إلى أنه يحظى بمكانة مرموقة بين الأدباء والمثقفين في المملكة بل تجاوزهم إلى خارجها، وهو شاعر مبدع زاوج بين الأصالة والحداثة، وله ما يزيد على 10 دواوين شعرية، وله من المؤلفات 20 كتابا، وله مشاركات أدبية وثقافية كثيرة، كما أنه عاشق للتراث ويسعى للبحث عمن يحققه ويلتزم بطرق البحث العلمي. موهبة فارس وتابع عسيلان "يمتلك الخطراوي موهبة شعرية وهو فارس ميدانه، وكتب في الشعر العامودي والحر والتفعيلة، وتحدث عنه عدد من الباحثين والنقاد مفصحين عن ذلك في أغلب الدراسات الشعرية". وقال إن "شعر الخطراوي تأثر بسلطة المكان وسمو الغاية والبعد الروحي وأثر الثقافة الأدبية والدينية والتأثر بلغة القرآن والسنة النبوية". وأضاف عسيلان أن "الخطراوي حقق عددا من دواوين شعراء المدينة من القرن الحادي عشر إلى الرابع عشر لشعراء أمثال عمر بري والأسكوبي والزللي"، مشيرا إلى أن تحقيقه لكتبهم يمتاز بأنه يتحدث فيه عن الشاعر بمقدمة طويلة، ودرج على تذليل الصفحات بتعليقات، وتعليقاته بين مد وجزر، وسار إلى تصحيح النص ويشير إلى ذلك في الحاشية، واختتم حديثه بأن "الخطراوي درج في دواوينه على أن يصدرها بمقدمات طويلة، ينبغي أن يهتم بها الدارسون لشعره". مقارنة وقارنت المتحدثة الثانية في الندوة الدكتورة أسماء أبوبكر بين قصيدة الخطراوي العبير والمطر وقصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب أنشودة المطر، وتطرقت إلى الإيحاء الموجود في القصيدتين، وإلى أن روح أنشودة المطر سكنت روح العبير والمطر. وتناول الدكتور حمد القحطاني في ورقته ديوان الخطراوي أمجاد الرياض وحول تطور شعره خلال عدة مراحل، واختلاف أسلوبه من مرحلة إلى مرحلة، مشيرا إلى أن ديوانه أقرب للملحمة الشعرية، فهو قدم لكل مقطع ببيت شعر أو مقولة ودعمه بصورة فوتوجرافية. وفي المداخلات قال الدكتور محمود عمار إن الخطراوي من كبار الشعراء وله شخصية متميزة عن سائر شعراء المملكة بين الوضوح والغموض، ولعل ذلك يعود إلى توظيف مظاهر التراث.