سباق محموم في خارطة البرامج الرمضانية بين الإذاعات والقنوات الفضائية، فالمعادلة المعتادة في اقتسام كعكة الجمهور بينهما تختلف عن غيرها من الشهور، وبخاصة في ساعات الذروة. وتبحث الخارطة البرامجية الرمضانية للإذاعات والقنوات السعودية، سبل استقطاب الشريحة المستهدفة والاستحواذ على اهتمامها عبر البرامج والمواضيع المثيرة، خاصة تلك التي تتطرق للقضايا والإشكالات التي يعيشها المجتمع السعودي، والتي تصنف بالبرامج المجتمعية. وتتقاطع أوقات الذروة بين الإذاعات والفضائيات، ففي فترة ما قبل الإفطار تكتسح الإذاعة ميدان المنافسة إذ تضع في هذا التوقيت حزمة برامج متنوعة تمتاز بالديناميكية الاجتماعية، بينما ترتفع مستويات المشاهدة للقنوات الفضائية من بعد المغرب حتى ساعات الصباح الأولى، والتي تسيطر فيها الدراما على شاشاتها. ويأتي البرنامج اليومي "بسطها" عبر أثير إذاعة بانوراما fm، كجزء من البرامج التنموية التي تتسم بها الإذاعة في ساعات الذروة، عبر 30 حلقة نقاش هادئة، يبتعد فيها مقدم البرنامج خبير التنمية البشرية رضا العواد عن التعقيد، ويضعً للمشكلات التي يستعرضها حلولاً مستوحاة من اسم البرنامج. ويشير رضا العواد في سياق حديثه الصحفي، بأن "بسطها" يهدف إلى تجديد الأمل لمن تمر حياتهم اليومية بأزمات ومنعطفات لم يجدوا لها حلولا، مؤكدا في الوقت ذاته بأن الإذاعة كوسيلة إعلامية لاتزال تحظى بنسب استماع قد تتفوق على التلفاز في بعض الأوقات. ويرى مراقبون إعلاميون بأن الإذاعة لا تزال تحظى بنسب متابعة تنافس الفضائيات، ولم تُكتسح بعد من قبل منافسها التقليدي "التلفزيون"، وتصل نسب الاستماع للإذاعة في المملكة ب 60%، ويشير خبير الإعلام المحلي أنور عسيري بأن مفهوم شيخوخة الإذاعة في المملكة غير ملموس. ويذهب العسيري الى التأكيد بأن الإذاعة لا تزال الخيار الأول لأكثر من 85% من قائدي المركبات، والحرص الذي يوليه أصحاب المحطات الإذاعية لإرضاء شغف مستمعيهم، عبر المواد الترفيهية والمعلومات المفيدة المقدمة بقالب مضحك، مكنها من الاحتفاظ بمكانتها.