هو مسجد يقع في الطرف الغربي من المدينةالمنورة ويشتهر ببياضه الناصع. كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي "بيت المقدس" الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها، وظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاثة عشر عامًا يتوجهون إليه في عباداتهم وصلواتهم، وما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة. وفي ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان أو رجب حسب أغلب الروايات من السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة، أي بعد البعثة النبوية بثلاثة عشر سنة وبعد ستة عشر أو سبعة عشر أوثمانية عشر شهراً من الهجرة النبوية تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة تبعاً لقول الله (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة 144. وبالفعل قام الصحابة بتحويل وجهوهم واجسادهم شطر المسجد الحرام بمكة.