تلقيت من زميلة شابة معلومات عن الحب وهوامشه أو حواشيه لا أراها صحيحة، فعندي من التجربة الشخصية وتجارب الآخرين ما يعطيني مناعة كافية، خصوصاً إذا زدنا على التجربة محدودية القدرة. الزميلة تلقت رسالة الكترونية عن الحب وصدّقتها لأنها ناسبت هوى الشباب، غير أنني أترك للقراء الحكم. الرسالة قالت: هناك 15 شيئاً الأرجح أنك لا تعرفها ولم تفكر فيها. أولاً، هناك خمسة أشخاص على الأقل في العالم يحبونك الى درجة أنهم مستعدون للموت من أجلك. ثانياً، هناك 15 شخصاً في العالم يحبونك بطريقة ما. ثالثاً، السبب الوحيد لأن يكرهك أحد هو لأنه يريد أن يكون مثلك تماماً. رابعاً، ابتسامة منك تكفي لإسعاد شخص حتى إذا لم يكن يحبك. خامساً، كل ليلة هناك من يفكّر بك قبل الإخلاد الى النوم. سادساً، هناك مَن يعتقد أنك أهم شيء في العالم له (أو لها). سابعاً، لولا وجودك لربما الشخص الآخر ما كان حياً اليوم. ثامناً، أنت من نوع نادر جميل. تاسعاً، هناك انسان لا تعرف بوجوده يحبك. عاشراً، عندما نرتكب أسوأ خطأ، ينتج من ذلك بعض الخير. أحد عشر، إذا اعتقدت أن العالم أدار ظهره لك، أنظر حولك فلعل الأمر أنك أدرت ظهرك للعالم. أثنا عشر، عندما تعتقد أن ليست عندك فرصة للحصول على ما تتمنى، فلن تحصل عليه، ولكن إذا وثقت بنفسك فعاجلاً أو آجلاً ستحصل على ما تريد. ثالث عشر، تذكر ما تتلقى من كلام طيب، وانس الملاحظات المسيئة. رابع عشر، دائماً بلّغ الآخرين بشعورك ازاءهم، فستشعر براحة عندما يعرفون. خامس عشر، إذا كان عندك صديق عزيز، فاجعله يعرف قدر هذه المعزّة عندك. والرسالة تختتم بالقول: تحتاج الى دقيقة لتجد ذلك الشخص الخاص، ولساعة لتقديره، وليوم لتحبه، ولحياة كاملة قبل أن تنساه. خذ وقتك لتعيش وتحب. أقول إن الحب، مثل التانغو، يحتاج الى شخصين، والغالب في مثل هذه العلاقات أن طرفاً مغروم من شوشته حتى أخمص قدميه، وأن الطرف الآخر لا يعرف بوجود الطرف المغروم به. وفي بعض هذه الحالات، إما أن يرتكب العاشق جريمة، أو يجن، لذلك جعل الثعالبي مراتب الحب تبدأ بالهوى وتتدرج حتى تصل الى التّبل وهو أن يسقمه الهوى، ومنه رجل متبُول، ثم التدليه وهو ذهاب العقل من الهوى ومنه رجل مدلّه، ثم الهيوم، وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه، ومنه رجل هائم، وهذه آخر مراتب الحب. وبالنسبة الى الرسالة ونقاطها الخمس عشرة، فأنا لا أصدق أن خمس نساء أو خمس عشرة امرأة يحببني أو القارئ، ولا يهمني أن يكون العدد خمسين، فالمهم هل بينهن نعومي كامبل، وهل هن على استعداد لإهدائي حساباتهن المصرفية. لا أعتقد أن العارضة الحسناء بينهن، وإذا وجدن فالأرجح أنهن عجائز انتهت مدة صلاحيتهن من نصف قرن، وأنهن يعرضن أنفسهن على طريقة «تزوج واحدة وخذ ثلاثاً مجاناً». هناك وسائل أكثر عملية لاختبار الحب، فالشاب الذي يفضل خطيبته على سيارته «السبور» الجديدة مغروم حتماً، وهو يظل عاشقاً إذا تزوجها مع ادراكه أنها ستخرب بيته مالياً. شاءت الصدفة أن أتلقى الرسالة عن الحب وأنا أقرأ موضوعاً في جريدة «لوس انجليس تايمز» عن دراسة مختبرية في جامعة ايموري لنوع من الجرذان البرية أظهرت أن العلاقة بين اثنين تغير المواد الكيماوية في الدماغ، ويزيد الحب مع البعد، وقد يشعر طرف بالإحباط إذا فقد عشرة الطرف الآخر. وقال العلماء في الجامعة إنهم رصدوا المواد الكيماوية نفسها في الدماغ البشري. طبعاً نحن نعرف ما سبق قبل الجميع، فهناك الحديث: زر غبّاً تزدد حبّاً، والمختبر أثبت خطأ المثل الشعبي «بعيد عن العين، بعيد عن القلب». أرسلت خبر الجريدة الى الزميلة الشابة، وأنا أرجو لها إذا وقعت «ولا حدش سمى عليها» أن تكون مفتوحة العينين، حتى لا تصاب. التجربة تقول إن الحب ترمز اليه وردة حمراء، وهو في جمالها ومثلها عمراً، فبعد يومين أو ثلاثة تذبل الوردة، وتتغير رائحتها العطرة الى شيء معفن. والتجربة الأخرى تقول إنه إذا تبع انسان القول أحب جارك، فالأفضل له إذا أحب الجارة أن يكون الجار مسافراً. الأميركيون بعد حرب فيتنام طلعوا بشعار: مارس الحب لا الحرب، وسمعوا من قال فوراً: أنا أمارس الاثنين. أنا متزوج. [email protected]