هل المواطنون الشيعة هم المستهدفون كمذهب وأشخاص من الأعمال الإرهابية؟ وبالمقابل: هل السنة هم مستهدفون أيضاً بنفس الطريقة من الجانب الآخر؟ وفي توضيح أكثر بعداً وأكثر استعراضاً للأحداث وتفاصيل المعطيات. هل هي حرب مذهبية محصورة في جانبها الديني. وخلافات على المرتكزات والمخرجات من أجل الاصلاحات العقائدية والتقرب إلى الله بثقافة الإرهاب الذي وصل إلى تفجير المساجد التي يذكر فيها اسم الرحمن وتأدية العبادة؟ أم أن أدوات التنفيذ ليست أكثر من عناصر لا تدرك هذه الأبعاد.. قاصرة في التفكير تدفع بها قوى سياسية لها مخططاتها.. واستراتيجيتها خارج الحروب المذهبية. فكان لابد أن تستخدم هذه العناصر الإرهابية لتوسع نطاق مكاسب هذه الممارسات من الجهل. وذلك في محاولة للوصول إلى المزيد من اثارة الفتن لتفكيك وحدة الأوطان العربية. وإذا كانت المملكة العربية السعودية هي الدولة الأقوى في المكانة الدينية والوحدة الوطنية. فقد كانت وما تزال هدفاً سياسياً بورقة الدين المختزل في عقول تتحرك داخل الصندوق الضيق من الوعي. إلا من رصاصة الموت. وحزام الانتحار!!. وبالأمس الأول, كانت واحدة من الممارسات المؤلمة حين خرج الوجه القبيح المتمثل في الارهاب ليقتل ويجرح عدداً من المصلين في مسجد قرية القديح بالمنطقة الشرقية. ولعلنا هنا نتوقف عند المعادلة واطارها السياسي فهل كانت هذه العملية الإرهابية هي الأولى؟ وهل كانت ضد المواطنين الشيعة أم أنها كانت قد بدأت باستهداف المواطنين السنة في أكثر من مكان.كان من أبرزها نسف مبنى إدارة المرور بالرياض. ومهاجمة عدد من رجال الأمن. إضافة إلى الاعتداءات على مصالح حكومية. ومصادر اقتصادية. وما تم احباطه من مخططات في هذه الأعمال الإرهابية. وبالمقابل كان قد تم التغرير بعقول بعض أبناء القطيف نفسها لارتكاب اعتداءات ضد رجال أمن واثارة الفتنة في المحافظة أيضاً. وهنا لابد من الاشارة إلى أن العملية برمتها ليست حروباً مذهبية في منظومتها سواء ما حصل في المملكة في السابق أو الحاضر. ولا في المشهد بكامله في العراق واليمن. ولكنها استراتيجية سياسية صنعت الحروب المذهبية لاستخدامها كورقة تمهيدية تؤدي إلى خلخلة المجتمع وتأجيج الصراعات ثم استثمارها في خارطة التوسع بدعم أطراف ضد أخرى. وذلك بصرف النظر عن الانتماء المذهبي الذي سيكون مؤجلاً بعد السيطرة الجغرافية .. وبنظرة مختصرة. فانه يمكننا أن نتوقف عند بعض النقاط المهمة. ومنها: أن طهران أعلنت في الشهر الماضي أن ما يحصل في المنطقة هو تأثير مباشر للثورة الإسلامية في إيران. كما أن داعش ليست بعيدة عن المنهج الخفي لتنظير الثورة الإيرانية. وهو ما كان قد ألمح إليه أبو بكر البغدادي في وقت سابق.على أن هناك قيادات وعناصر من القاعدة تمتلك علاقات مع ذلك البلد منذ حرب افغانستان والسؤال الأكبر هنا. لماذا لم تحصل أعمال إرهابية للقاعدة أو داعش داخل الخارطة الإيرانية رغم وجود المذهب الشيعي والسني داخل المجتمع الإيراني؟. وبالتالي يتضح أن هناك جهلاً واضحاً داخل الوطن العربي في ممارسة الإسلام السياسي بالتطرف محصوراً في ولاء بعض الشيعة لإيران على أنها تعمل من أجلهم. وغباء بعض السنة بأنهم سوف يحصلون على دعم طهران في مشاريعهم من خلال التجربة وتصدير الثورة كما حصل مع اخوان مصر وحماس وقبلهم في افغانستان. وذلك في الوقت الذي تعتبرهم إيران مجرد أدوات يتم استخدامها من أجل الوصول إلى خارطة الحلم الفارسي الذي يفتح باب (السرداب) لخروج المهدي المنتظر!! طبقاً لما كان قد اشار إليه الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد. وهو ما لا يعيه جيداً من جندوا الإرهاب القبيح لمهاجمة المصلين في مسجد القديح.