تحت عنوان حرية الاعلام يواجه الوطن العربي ثورة انحراف اخلاقي تجاوز في بعض وسائله حدود المفهوم الديمقراطي والانساني. اضافة الى محددات القيم العربية والاسلامية. استغلال المرحلة جاء ليهدم الكثير من هذه المبادئ في صورة مؤلمة لمستقبل جيل يشهد هذه الممارسات.. ومنها يتعلم الاخلاقيات. ويصاب بعدوى الفيروسات التي يكتظ بها فضاء الاعلام العربي اليوم.لكن هل دشنت الثورات العربية التي لم تخلُ في منظومتها من الدماء لانفلات الاعلام على خارطة الوطن العربي ليواكب خطة تهدف الى دعم مطالب الشعوب. من خلال الطرح العقلاني الذي يمكن ان يحترمه المتلقي. أم أنها كانت - اي وسائل الاعلام - أسلحة دمار شامل انحرف عن المسار النهضوي المنشود الى فكر "ثوري" من نوع آخر كرَّس لحروب توزعت في اجندتها على البشر والحجر والشجر.وذلك من خلال نزاعات كان ومازال ابطالها أولئك الذين اخرجوا أحقادهم من الصمت الى خارج احتمال العقل. ليكون الاستثمار في ألسنة الكثير من المرتزقة أحد أهم نتائج الثورات العربية في جانبها الاعلامي. القصة هنا ان الأكثر تفاهة والأكثر جرأة على "قلة الأدب" هم الأكثر ثمناً في بعض القنوات الفضائية. وفي الصحافة أيضاً.. قنوات ظهرت بعناصرها على دماء ومذاهب وصراعات خارج المهنة وأدبياتها.. ومارسات بعض هذه الوسائل تجارة الكلام على حساب مصالح الأمة وأمنها واستقرارها. فكانت وما تزال النتيجة كارثة اطاحت بالمبادئ. وفتحت الفضاء لعناصر "هلامية" الفكر وباحثة فقط عن الشهرة حتى وان كان على حساب قذفها والتراشق بينها على شارع الاعلام الذي تحول في نظر المتلقي الى محطات مسمومة. لم تنجح حتى في نقل فكر الآخرين وان استنسخت منهم التجربة ثم سقطت في وحل التطبيق الذي تم توظيفه لدكاكين سياسية وثقافية وغيرها من الحقائب التجارية الفاسدة. وبالتالي يمكن القول: ان المشهد العربي قد تم اختزاله اليوم في التدمير الاعلامي لمكتسبات الامة ولأمنها خاصة في جانب المراهنات والمزايدات التي افرزتها الثورات العربية. لتكون النتيجة هي انحراف مسار الثورات العربية الى اعلام للنكبات وكشف العورات الاعلامية. Twitter:@NasserAL_Seheri [email protected]