إنجازان حققهما سفير المملكة في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية السفير أحمد قطان الليلة قبل الماضية حين دشن ملتقى «رياض النيل».. الإنجاز الأول هو أنه جمع بين أميني الجامعة العربية الحالي السيد عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة مصر وضيف الملتقى في نسخته الأولى والأمين القادم السفير نبيل العربي وزير الخارجية المصري إلى جانب نخبة من السياسيين والمفكرين والإعلاميين والدبلوماسيين المصريين والعرب في لقاء سياسي بامتياز يرسي أدبيات الاختلاف المشروع والبناء. والإنجاز الثانى الذى حققه السفير قطان هو هذا السجال الحضاري والواعي حول المسكوت عنه في العلاقات المصرية السعودية والذي ضخمته وروجت له بعض الشائعات التي أصر معالي السفير على تفنيدها رغم أنه كان يمكن تجاوزها باعتبار الصفة التكريمية للملتقى. وبعد البداية الترحيبية بالضيف أوضح السفير أن اختيار اسم الملتقى « يرياض النيل» جاء ليكرس العلاقة التي تتسم بالخصوصية بين الشقيقتين المملكة ومصر ثم ألقى السيد عمرو موسى كلمته وأتاح السفير بعدها المجال للمداخلات ومن بينها مداخلة رئيس تحرير صوت الأمة وائل الابراشي الذي علق على اسم الملتقى وقال إنه «سعودة للنيل» مثلما يشاع هذه الأيام عن «سعودة مصر» ثم تحدث عن العلاقة بين مصر وإيران ومدى صحة ما يتردد عن محاولات خليجية لعرقلة التقارب بين البلدين رغم العلاقات المتميزة بين دول الخليج وإيران وخصوصاً الإمارات. ورغم أن الملاحظات والأسئلة كانت موجهة للسيد عمرو موسى إلا أن السفير قطان حرص قبل أن ينهى الملتقى على أن يوضح ما التبس وتساءل إن كان الحديث عن سعودة مصر جاء على سبيل الدعابة والمزحة فهو مقبول وكان رد عدد كبير من الحضور بمن فيهم الابراشي على أنها مزحة.. ثم واصل القطان قائلاً: نثق تماماً أن المملكة من الدول القليلة التي تقف بجوار مصر قلباً وقالباً ولا تضع السم في العسل ولكن تضع العسل في العسل.. سنقف دوماً إلى جانب مصر لأننا نعلم أن استقرار مصر هو استقرار للمملكة واستقرار المملكة استقرار لمصر. ثم انتقل القطان إلى النقطة الثانية الخاصة بضغوط خليجية بشأن التقارب المصرى الإيرانى مؤكداً أن المملكة لا يمكن أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري ولا تستطيع أن تفرض شيئاً ما على مصر.. وأضاف: ولكن أريد أن أؤكد في هذا الإطار أن الملك عبدالله ومنذ كان ولياً للعهد حريص على فتح الباب والتحاور مع إيران وكذلك صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ولكن المواقف العديدة أثبتت أن إيران لا تكن لنا نوايا طيبة وصادقة.. وتابع قائلاً: وأنا أؤيد ما ذهب إليه معالى الأمين العام من الحوار مع إيران ولكن حينما تغير إيران من سلوكها تجاهنا.. وكان موسى قد أجاب على السؤال مؤكداً أن العلاقة مع إيران تتطلب إعادة نظر رغم الخلاف العربي الإيراني حول الكثير من القضايا التي تخص المنطقة.. وقال: إيران دولة شرق أوسطية ولم تأت على حاملة طائرات أجنبية وستبقى في المنطقة اليوم وغداً وبعد ألف عام.. وقد يكون لنا عليها مآخذ وهى كذلك والحوار هو الحل. وفي كلمته في ختام الملتقى حرص السفير قطان على أن يتطرق للسؤال قائلاً: إن المملكة قامت على أساس التمسك بكتاب الله وما توارثناه من أمانة وصدق وعدم نسيان المواقف التى كانت تقوم بها بعض الدول، كما أن سياسة الباب المفتوح التى يتبناها الملك عبدالله للتواصل مع الشعب هى سر أسرار قوة المملكة. وكان موسى قد بدأ الملتقى بكلمة أكد فيها أن مصر تشهد تغيرا جذريا مشيرا إلى وجود ثلاثة بنود رئيسة تشكل جدول الأعمال الذى علينا اتباعه وهي الديمقراطية والإصلاح والتنمية، بالإضافة إلى احترام الهوية المصرية والعربية في إطارها الإسلامى.