المحرر يظل الوطن الهاجس الأوحد والوحيد في عمق احساس المواطن.. فالوطن ليس مجرد تراب وشوارع واحياء انه غير ذلك انه الروح التي يتحرك بها المواطن.. وكم يكون هذا المواطن حريصاً على سلامة روحه مثل ما يكون حرصه على سلامة وطنه من أي دخيل أو مناوئ له. لهذا عندما تستمع الى تلك الكلمات التي كتبت في حب الوطن تشعر بأن هناك احساساً طاغياً.. يلامس وجدانك ويهزك من الداخل لصدق تلك الكلمات التي سطرها أولئك الشعراء في لحظة تجلي صافية وأداها أولئك المؤدون بعذب الصوت وشجوه.. لتستمع الى ما تقوله هذه الكلمات النابعة من الفؤاد فؤاد ذلك الشاعر طاهر زمخشري: أهيم بروحي على الرابيه وعند المطاف وفي المروتين وأهفو إلى ذكر غاليه لدى البيت والخيف والأخشبين فاهدر دمعي بآماقيه ويجري لظاه على الوجنتين ويصرخ شوقي بأعماقيه فأرسل من مقلتي دمعتين أهيم وفي خاطري التائه رؤى بلد مشرق الجانبين يطوف خيالي بأنحائه ليقطع فيه ولو خطوتين أمرغ خدي ببطحائه وألمس منه الثرى باليدين وألقي الرحال بأفيائه وأطبع في أرضه قبلتين أهيم وللطير في غصنه نواح يزغرد في المسمعين فيشدو الفؤاد على لحنه ورجع الصدى يملأ الخافقين فتجري البوادر من مزنه وتبقي على طرفه عبرتين تعيد النشيد إلى أذنه حنيناً وشوقاً إلى المروتين أو اقرأ ما قاله ذلك الشاعر وهو يتغني بوطنه في لغة حميمية مشبعة بكل العزة والكرامة فيعطيك احساساً جميلاً بأن هذا الوطن هو كحل العيون.. ودرة الحب التي تستقر في سويداء القلوب. اقرأ ما كتبه الشاعر عبدالرزاق بليلة لتعيش نسمات هذا الوطن في زهوه وشموخه: روحي وما ملكت يداي فداهُ وطني الحبيب وهل أحب سواهُ .. وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ منذ الطفولة قد عشقت ربوعه إني أحب سهوله ورباهُ وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ وطني الحبيب وأنت مؤول عزةٍ ومنار إشعاعٍ أضاء سناهُ .. في كل لمحة بارقٍ أدعو لهُ في ظل حامٍ عطرت ذكراهُ وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ في موطني بزغت نجوم نبيهِ والمخلصون استشهدوا في حماهُ في ظل أرضك قد ترعرع أحمد ومشى منيب داعً مولاهُ .. يدعو إلى الدين الحنيف بهديه زال الظلام وعززت دعواهُ .. في مكةٍ حرم الهدى وبطيبةٍ بيت الرسول ونوره وهداه .. بيت الرسول ونوره وهداه وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ عندما يصف الشاعر بلاده.. بمنار الهدى فهو يغرف من وجدان مليء بهذا الايمان وبطولة اهله الذين يريقون دماؤهم في سبيل الذود عنه واستشهاد ارواحهم في الدفاع عن ترابه وعن مقدساته.. كل ذلك يأتي انعكاساً صادقاً لما يعيش في داخله من حب وايثار له ولمجده الذي لا تغيب عنه الشمس.. اقرأ ما يقوله الشاعر سعيد فياض: بلادي بلادي منار الهدى ومهد البطولة عبر المدى عليها ومنها السلام ابتدا وفيها تألق فجر الندى حياتي لمجدِ بلادي فدِا بلادي بلاد الإبا والشمم ومغنى المروءة منذ القدم يعانق فيها السماح الهمم وفيها تصون العهود الذمم ستبقى بلادي منار الأمم لتمنع عنها دياجي الظلم باسم المهيمن حامي العلم وعزم السيوف وهدي القلم وعزم السيوف وهدي القلم بمكةَ صرح الهدى عمرا ليبقى المزار المنيع الذرى أعز به الله ام القرى وطيبةَ حيث يضم الثرى رسول السلام لكل الورى يرى كل شيءٍ بها أخضرا ونجد العرين أسود الشرى ستبقى لمجد العلا منبرا ستبقى لمجد العلا منبرا يميناً بخالقنا الأوحد علينا ونحن رجال الغدِ عهود الحفاظ على السؤددِ بصدق الرعاية للمهتدي وصدق الرماية للمعتدي يمينا بلاد الهدى نفتدي علاك ببذلٍ سخي اليد . وعمر يطول بمستشهدِ وعمر يطول بمستشهدِ هذه هي بلادنا التي هي فوق الذرى ولتعش مصانة.. لا تنال منها ايادي الاعداء ما تريده منها من سوء فتحيا في ايمان واستقرار فالتحيا بلادي.. فلتحيا بلادي.