"توقفت" امام ما نشرته الصحف المحلية عكاظ – الرياض – الجزيرة – مكة الأسبوع الماضي عن زيارات لسجون المباحث العامة وتميزت عكاظ كعادتها في الخروج بمادة صحفية وصور تقدمت بها عن بقية الصحف .. عادت بي الذاكرة الى عام 1399ه عندما اجريت حديثا مع ضيف "مهم" وصل الى مكةالمكرمة لاداء الحج من دولة مجاورة ونشره د. هاشم عبده هاشم وكان نائباً لرئيس التحرير الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله ونشر بعناوين بارزة في الصفحة الاولى والحديث في الصفحة الثانية وفي ضحى يوم النشر اتصل بي مدير مباحث مكةالمكرمة اللواء زايد البنيان وكانت تربطنا علاقة تلك الفترة لا تتعدى ثلاث سنوات اتصل على هاتف منزلي وقال لي لدى امر من مدير عام المباحث العامة باستجوابك .. قلت ما الأمر قال حديث البلاد اليوم ونقل لي غضب المدير العام الذي اعطاه الامر هاتفيا لجأت بعد الله الى والدي ووالدتي رحمهما الله ونقلت لهما الموضوع وطلبت الدعاء منهما. ونزلت الى مقر الجريدة في جدة عصراً ودخلت مكتب الاستاذ عبدالمجيد شبكشي بعد ان نقلت الامر للدكتور هاشم الذي كان مكتبه مجاورا لرئيس التحرير وقلت للاستاذ الشبكشي ما قاله لي مدير المباحث .. وكما هو معروف سبق للاستاذ عبدالمجيد ان عمل ضابط أمن في مكةالمكرمة قبل الصحافة ولم يخل اللقاء من تعليقات الاستاذ رحمه الله ثم قال "قل لهم عبدالمجيد شبكشي اجاز الحديث" اتصلت على منزل اللواء ونقلت له الاجابة لكني شعرت ان الامر لم ينته وكنت في مركز الشميسي وامام داري وانا اتوجه الى عملي في اليوم الثاني اتوقع القبض عليّ أو حجزي وسلم الله ثم عاودت لقاء الضيف وابنه وعرفت المباحث بالامر واتصل بي اللواء زايد معاتباً ووعدته بعدم زيارته مرة اخرى وحمدت الله على فضله باقتناع المدير العام تلك الفترة وكان رجلا صارماً بإجاباتي لمدير الادارة .. اوردت هذه القصة وانا ارى اليوم زملاء الاعلام والصحافة يدخلون الى سجون المباحث ويلتقون بالنزلاء بل وينقلون عنهم احايثهم كما هي واحتياجاتهم ويتحدثون مع الضباط ويكشفون لهم كل شيء .. الى ما قبل سنوات قريبة كان الناس لا يقتربون من مقرات المباحث العامة بل يبدون عدم ارتياحهم للحديث مع ضابط او حتى ضابط صف يعمل في المباحث العامة. الفريق صالح واجدها فرصة ان اذكر ما فعله معالي الفريق اول صالح طه خصيفان شافاه الله بعد ان آلت اليه مسؤولية الجهاز والتغيير السريع الذي حصل في فترته واقتراب الناس من المباحث لانه استطاع ان يغير الصورة بواقع جديد ويعمل على محو الصورة القديمة التي استمرت سنوات وافسدت العلاقة ما بين المباحث والناس واسجل هنا انني كنت الوحيد الذي نقل العديد من احاديث الفريق صالح أواخر فترة عمله مديراً عاماً للمباحث العامة وبعد تعيينه مستشاراً في الديوان الملكي هنا في "البلاد" ووجدت اصداءً لدى الناس بما يحمله من ذكريات قديمة عن العمل الامني في بلادنا بداية من مدرسة الشرطة في مكةالمكرمة وعمل والده الفريق طه رحمه الله في مكةالمكرمة في العديد من المواقع .. اليوم يتحدث معالي الفريق عبدالعزيز محمد الهويريني المدير العام للجهاز للصحافة. وهي صورة جميلة ومتقدمة .. اليوم يدخل الصحفيون يحملون مسجلاتهم ومذكراتهم وكاميراتهم الى سجون المباحث العامة وكأنهم يحضرون احتفالية عامة بعد ان كان الحديث للصحفي او السؤال لرجال المباحث وتحديداً الفترة التي ذكرتها وبعدها بسنوات يعد ضربا من الخيال او الخطر بعينه.. خلف الصورة الجديدة رجل من طراز نادر هو الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي يتعامل بكل قدرة ودراية ومسؤولية واقتراب من الناس .. الصورة الذهبية هذه تسجل في تاريخه الذي ضم العديد من الانجازات في الاجهزة الامنية والقطاعات المرتبطة بالداخلية .. حصون ومتاريس المباحث العامة اصبحت مباني تدار بفكر وحيوية وبعقليات ناضجة يرتطبون بالنزلاء بعلاقات ود وعمل وقناعة بعد ان زال "الممنوع" .. وبصاص وبُحُث ودبوس.