صدر للمؤرخ (قينان جمعان الزهراني) كتاب (بيت من زهران – الجزء الثاني – احمد عطية بن فاران الدوسي الزهراني) في طبعته الاولى لعام 1436ه، الكتاب جاء في 209 صفحات من القطع المتوسط، وصدر عن الناشر (دار اسياد للنشر). وقد تناول المؤرخ في كتابه حياة ابن فاران المليئة بالكرم والشهامة وتسخير بيته ومزارعه وحلاله للضيوف، ومنهم ضيوف الرحمن (حجاج بيت الله الحرام) في طريق الذهاب والعودة القادمين من اليمن وعسير وقبائل بني شهر وشهران وغيرها.. واقام لذلك بيتين للضيافة، البيت الاول اسماه ضيف السلف، والثاني ضيف الخلف. واوضح المؤلف ان ضيف السلف عند ابن فاران هو الضيف الذي يعرفه والذي لا يعرفه سواء من القرى القريبة منه او البعيدة ممن يمكن له ان يذهب لزيارتهم في يوم ما.. اما الضيف الخلف فهو القادم من مكان بعيد ممن لا يمكن لابن فاران ان يزوره يوماً وصارت ضيافته بمثابة طلب الخلف من الله، وليس سلفاً مثل الاول يمكن ان يسترده يوماً ما. واوضح المؤلف ان ابن فاران عاش حتى زاد عمره عن ثمانين عاماً، وتوفي قبل اكثر من سبعين عاماً من الآن، ويعتقد ان وفاته كانت في العقد السادس من القرن الماضي الرابع عشر، فأحد الشهود الذين قابلهم المؤلف من اليمن وذكر انه زار ابن فاران ونزل عنده ضيفاً لاخر مرة عام 1363ه. وقال المؤلف ان فاران من قبيلة زهران عاش ومات في قريته الصغيرة البيضانء قريباً من آل نعمة من قبيلة دوس بني فهم، وروى المؤلف ان بيوته تتكون من حصن من ثلاث طبقات ومسجد شمالية ومن بيتين الاول للضيوف السلف والثاني للضيوف الخلف، والى جوارهما سقيفة كان يعالج فيها المرضى بعلاج شعبي حيث كان يفد عليه من يطلب الشفاء بعد اذن الله وارادته، وكان يعتمد في علاجه على استخلاص مادة معينة من شجر العتم (الزيتون البري) وما كان يعرف ب(السمنة) وكان يعالج بها كثيرا من الامراض، وكانت هي الدواء الوحيد عنده. وافرد المؤلف فصلاً كاملاً عن كرم ابن فاران وسماه (مُطعم الحجيج احمد بن فاران) موضحاً ان الكرم عادة متجذرة في قبيلة زهران واطعام واستضافة عابر السبيل منهج مهم في حياتهم، حتى ان العابرين عندما يمرون بالمسجد للصلاة فان اهل القرية يتقاسمونهم ليضيفوهم، وايضا يكرمون دوابهم التي حملتهم، وكان الحجاج والزوار خلال عبورهم لديار زهران السراة يغلقون (زوادت مطاعمهم) لعلمهم انهم في ديار كرماء ولن يحتاجوا لها حتى يخرجوا من ديار زهران، بل ان هناك من كان يزودهم بالطعام الذي يكفيهم حتى يصلوا مكةالمكرمة. ويتحدث المؤلف عن فراسة ابن فاران، وقد اكل ذات مرة طعاما (خبزة) عند احدهم وعرف من اول لقمة انها من حب بلاده (مزارعه) وكان يمتاز بالصفح عن كل من اعتدى عليه في حله وسفره، وتحدث المؤلف عن المعالم الموجودة في قبيلة بني فهم، ومنها عقبة ذي منعا التي تبدأ من غرب وادي برحرح ثم تنحدر الى قرى وادي جرداء بني علي من دوس، وكذلك جبل ذي العرنين الذي ذكره المؤرخ السلوك رحمه الله وهو جبل كبير يشرف على جميع بلاد غامد وزهران ويفصل بين دوس ووادي تربة وتكثر فيه اشجار العرعر. وتحدث المؤلف شاكراً ومقدراً جهود من مساعدوه في اخراج كتابه هذا، والذي تمنى ان يكون حافزا للباحثين نحو مزيد من الكتابات والبحوث عن كل شخصيات الوطن السعودي، وخصوصاً أولئك الذين طواهم الغياب وتناقص المعلومات عنهم الا بعد بحث وعناء، مقدماً شكره وتقديره لرجل الاعمال جمعان آل بروان الزهراني الذي تحمل نفقات طباعة الكتاب، والى المؤرخين والبحاثة ومن عاونه على اصدار كتابه وهم: محمد بن زياد الزهراني، واللواء الدكتور صالح بن فارس الزهراني، والدكتور ضيف الله بن يحيى الزهراني، واحمد بن علي الحسني الزهراني، وصالح بن خميس الزهراني، وسعيد بن حمد العسعوس، ومحمد بن سعيد العسعوس.. معلوم انه صدر للمؤلف قبل سنوات الجزء الاول من كتاب (بيت من زهران) عن حممه الدوسي في الجاهلية والاسلام في 193 صفحة من القطع المتوسط وذلك عام 1421ه.