للحديث عن الذائقة الشعرية والنص الروائي عند المبدعات السعوديات ،تظل رؤية جمالياتهن مغامرة صعبة للدخول عالم الإبداع من جهة .. وخروجهن النسبي عن إمبراطورية المبدع السعودي في التفرد بحس أنثوي خجول من جهة أخرى .. فان الأمر يبدو صعباً حين يتعلق أمرهن بالجرح المضاعف أو ما يسمى بالتجاهل النوعي..اي بإرهاقهن في حضرة النقد الرجولي . فالذائقة الشعرية والنص الروائي الأنثوي للمبدع والناقد السعودي لم تستسغ هذا التحول مستندة في ذلك إلى كون القضية تتصل أولاً وقبل كل شيء بهوايتهن لا بوجودهن . فالبداية التدشينية التي خط بها قلم النقد الرجولي في ساحتنا الثقافية .. لم تعط الاعتراف الكامل بوجودهن كمبدعات يمتلكن ذائقة شعرية ..او روائية ..او حتى كاتبات لهن تفكير مشابه بالمبدع السعودي او متفوق عنه بعض الشيء . وإذا كانت أدبيات المرأة السعودية.. قد مست أدبيات الرجل السعودي في وجوده، وفي مخيلته وأيضاً في تصنيف الديمغرافية الثقافية، فقد كان الحديث عنهن في الوسط الثقافي أشبه بالسير في نفق مظلم. لذلك فقد تحدث عنهن البعض في أغالب كتاباتهم او خطاباتهم المنبرية ..بشيء من الحذر او من وراء حجاب، لأنهم لم يستطيعوا الدخول إلى متونها مادام الأمر يقتضي وبالضرورة لديهم بالتعرف على هوياتهن.. وليس هدم إبداعهن البارز والذي تحدث عنه المثقفون من خارج الوطن، ولعل تلك التصريحات والكتابات عن المبدعات السعوديات كانت بهدف تفكيكهن وإخضاعهن لسلطة عقل المثقف السعودي بوصفه الرجل الذي يدير أمرهن بوجودهن في محفل الساحة الثقافية على حد تعبيره. وعلى الرغم من أن العديد من المبدعات السعوديات، قد تلمسن هذا الإجحاف والتجاهل في إبداعهن، فان المنجز الشعري والروائي الذي ظهر في الآونة الأخيرة، خير دليل على ترجماتهن بمرجع دونته الخارطة الثقافية المحلية الذي اعتبره البعض من النقاد والكتاب على حد سواء الفرش النظري الأقل نضجاً في تناولهن للإبداع، وقد يتعلق الأمر في نظر البعض ..بأن المرأة تخوض محاولة الى هيمنة وجودها الذي فاجأ الرجل المسيطر في ظهوره دائماً في المحافل الثقافية المحلية والعربية..وغير قادر على تدشين نتاج فكر المرأة التي شاركت أدبيات الرجل في أظهار الجماليات الإبداعيةبوصفه الراعي الرسمي خصوصية الأدب وما يتضمنه من حميمية الاتصال مع المعيشي واليومي.وهل يستطيع المثقف السعودي الاستمرار في وجودهن بتقديم الكثير من أنتاجهن الفكري والأدبي. لكن السؤال عن أدبيات المرأة ..لا يعني القول بالتقليل عن أدبيات الرجل السعودي أو محو الأثر الإبداعي لهم ، وبالمثقف السعودي باعتباره المتسبب الرئيسي في اكتشاف المبدعة السعودية التي لا تتجاهل وقوف المبدع السعودي بجانبها وأبرازها في المنجزات والمحافل الثقافية. ويبقى لنا ان نوجه .. كلمة للمثقف السعودي الاهتمام بأدبيات المرأة السعودية وبمنجزهن الجمالي وهن يواصلن شغبهن الإبداعي . ومضات: هنا ..في غفلة .. كم .. وكم .. وكم شاخت الأشياء. " هيلدا إسماعيل "