العصاميون هم كثر وفي مجالات شتى وأغلب المشهورين منهم في مجال جمع الثروات المالية وقصصهم ربما لا تصدق أو تبدو ضرباً من الخيال .. ولكن هناك عصامي من نوع نادر وذو فكرة نادرة جمع ما لا يخطر على بال حيث صنع جزيرة من الأرض الخصبة وسط مجرى النيل وما دفعه الى ذلك هو قلة الأراضي الزراعية للشريط المحاذي لمجرى النيل وبالتحديد في تلك القرية التي بقطنها حيث هاجر الكثير من الأهالي لهذا السبب وتركوا ديارهم. أما الشاب شريف في ذلك الوقت ذو الثلاثين عاما بدأ يفكر ويقضي جل وقته في التفكير لحل هذه المشكلة حيث خطر في بالة أن ينشئ جزيرة وسط النيل ليمتلك أرضاً زراعية تدر عليه الكثير ويستقر في قريتة التي رفض مغادرتها رغم ضيق العيش وبدأ شريف في تنفيذ خطته حيث بدأ وضع الرمل في جوالات ونقله بقاربه الخشبي إلى داخل النيل ووضعه في المكان الذي يريد أن تكون عليه الجزيرة ، نقل شريف 300 جوال من الرمل وضعها داخل النيل ورص عليها الحجارة في شكل سد طوله 100 متر وارتفاع 4 أمتار وفي فيضان النيل عام 48 بدأت الترسبات خلف السد تشكل النواة الأولى للجزيرة أما السد نفسه فقد أصبح قاعدة للجزيرة التي أصبحت تمتد وتنمو عاماً بعد عام حيث أنها قبل 60 عاماً بدأت من الصفر أما الآن فمساحتها 11 فداناً ترسو داخل النيل حيث يطلق عليها الأهالي جزيرة شريف أما صاحبها الحاج شريف يسميها جزيرة (سارموتة) باللغة المحلية وهي تعني الجزيرة الطيبة حسب تفسيره . ويصطحب الحاج شريف احفاده وأحد ابنائه للدخول إلى الجزيرة ويقضي بها نهاره مع العمال في الجزيرة ويعود الجميع إلى القرية في المساء. والجزيرة الآن بها الكثير من أشجار النخيل وأنواع الفواكه والبهائم وتدر علي الحاج شريف ما كان يحلم به من ركائز الاستقرار في قريته . والحاج شريف يعد الأب الروحي لأهل القرية ويشاركهم في افراحهم وأتراحهم رغم بلوغه التسعين عاماً من العمر ولكنه يتمتع بصحة جيدة ويعتمد علي نفسه في قضاء حوائجه.