عندما يفلس بعض الساسة فإنهم يتخبطون ويطلقون تصريحات وأقاويل عن قرارات لم يبت فيها وهذا ما لا يثير الدهشة فقط بل الانفعال الشديد الممزوج بالرثاء والاستهزاء والغضب المكبوت الذي قد ينفجر في أية لحظة فيحرق الأخضر واليابس كون أن الناس قدروا أنهم من العقلاء بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ثم يفاجأون بتصريحات تزيد من بلبة واضطراب الوضع في البلد وتصبح مادة للسخرية عند المعارضين الذين هم من نفس طينتهم لايدركون حجم الأضرار التي قد تسببها تعليقاتهم. في السودان انطلقت الأخبار أن الإجازة المدرسية السنوية ستمتد في ولاية الخرطوم لمدة ستة أشهر لأن الولاية قررت أن تكون بداية العام الدراسي في شهر سبتمبر من كل عام بدلاً عن شهري فبراير ومارس وحجتهم كما رشح في الصحف ووسائل الإعلام التغير المناخي والأمطار التي ضربت الولاية في العام الماضي رغم أنها الأقل بالنسبة للولايات الأخرى والكل يعرف أن الخلل في تصريف المياه..ولكن ومهما كانت المبررات واللجان التي شكلت فقد اصطدم مشروع القرار بسياسات الوزارة الاتحادية وموعد الاختبارات والشهادة السودانية وهلمجرا. والسودانيون يحتفظون في ذاكرتهم أنه ومنذ الاستعمار البريطاني فقد تمت دراسة أحوال كافة الاقاليم وتبين ان أنسب موعد للتقويم الدراسي هو التقويم الحالي الذي أثبت نجاحاً إلى يومنا فما الجديد في الأمطار غير أن الناس قد تضاعف عددهم في العاصمة المثلثة وشيدوا بعض بيوتهم في مجاريها الطبيعية فوقعت الكارثة في بعض أجزائها مع ضعف التصريف.والغريب في الأمر أن يصبح التعليم عرضة للهزات من تغيير للسلم التعليمي ثم تغيير آخر ثم العودة للقديم. الشيْ الآخر أن أحد المسؤولين النافذين أطلق تصريحاً أن الحزب الحاكم يتشاور حول نقل العاصمة إلى مدينة مروي في الشمال أو إلى مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض جنوبالخرطوم ولم يفهم الناس لماذا؟ خاصة أن المدينتين لا تحتملان ذلك. وخاض الخائضون من المعارضين في السب والشتم وإطلاق أوصاف التهميش واحتكار السلطة..ولعل انتقال البشير للقصر الجمهوري الجديد في الخرطوم يبدد هذه السخافات.