مدح حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الذي يتزعمه حسن الترابي، حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يقوده، الرئيس السوداني عمر البشير، قائلاً إن الأخير يملك رغبة حقيقية في قيادة «التغيير» في البلاد. ودافع الترابي عن قبول حزبه بالاستمرار في مبادرة الحوار الوطني التي طرحها البشير، معتبراً أنه يسعى لإعادة السلطة إلى الشعب عبرها، كاشفاً عن مطالبة الحكومة بإرجاء موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل. وقال الترابي الذي كان يتحدث أمام حشد من أنصاره، إن «أي تنافس شريف يتطلب تحكيماً محايداً وإشرافاً من ذوي الخبرة». ودعا الحكومة إلى السماح بإشراف جهات محايدة لا تطمع في تولي السلطة، على الانتخابات. وحض الترابي المواطنين على اختيار مَن يستحق أصواتهم والتأكد من أنه سيمثلهم في السلطة. ودعاهم إلى عدم الاستهانة بالمشاركة في الانتخابات، مستبعداً ترشحه شخصياً. إلى ذلك، رفض المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، التشكيك بجدية الحزب الحاكم في ما يتعلق بالحوار الوطني. وقال إن لدى الحزب رغبة قوية في قيادة تغيير حقيقي. وأكد عمر أن الحوار الوطني بين القوى السياسية وآلية الحوار المؤلفة من ممثلين عن الموالاة والمعارضة اقتربت من الوصول إلى خريطة طريق لوضع تصور لمعالجة أزمات البلاد. وزاد أن الحوار الوطني يهدف إلى معالجة الأزمة السياسية السودانية منذ استقلال البلاد وسط تحديات تحتاج إلى توحيد كل القوى، داعياً إلى ضرورة الابتعاد عن دمغ البعض بالخيانة والكذب. ويرفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان تأجيل الانتخابات بعد أن أكد البشير إجراءها في موعدها المُعلن، فيما تربط قوى سياسية إجراء الانتخابات بنتائج الحوار الذي قاطعته قوى اليسار وعلق حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي مشاركته به، راهناً عودته بحزمة شروط. وأعلن الرئيس السوداني في أول أيام العيد أن مبادرته للحوار قطعت أشواطاً كبيرة لتحقيق وفاق وطني شامل. من جهة أخرى، أعلنت ولاية الخرطوم درجة الاستعداد القصوى ووضعت قوات الشرطة في حال تأهب وعلقت العام الدراسي بعد أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ضربت الخرطوم فجر أمس. وألحقت السيول أضراراً بالأجزاء الغربية للولاية، بينما تضررت 15 قرية في ولاية الجزيرة (وسط). وضربت السيول جنوب وغرب أم درمان ودمرت مساكن عدة، مع توقعات بتعرض الأجزاء الشرقية من الولاية إلى السيول. كما عانت الأجزاء الشرقية من مدينة أم درمان جراء الأمطار الغزيرة وانقطاع التيار الكهربائي وسُمعت أصوات الاستغاثة ر في بعض الحارات. وأدت العواصف التي صاحبت الأمطار لاقتلاع الأشجار واللافتات المعدنية، ما شكل خطراً على حركة السير في طرق العاصمة. وذكرت هيئة الإرصاد الجوية أن ولاية الخرطوم وسائر ولايات السودان شهدت زيادة معدلات الأمطار التي تراوحت بين 60 – 110 ملم، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه النيل، الأمر الذي يهدد قاطني الضفاف على النيلين الأزرق والأبيض.