تواصل كاتبتنا عن مواقف تلك السيدة التي سألوها عن العشاق.. وتوقفت في الأسبوع الماضي عندما دارت الأيام. ودارت الأيام …ومرت الأيام …واختفت الكثير من الأحلام , لتتحول السيدة الى خادمة تخدمه وأصدقاءه, الذين لا يكادون يغادرون البيت على مدار الساعة. كانت كمن وقع على رأسه من برجه العاجي. انقلبت حياتها رأسا على عقب لتختفي ابتسامتها الطفولية الساحرة, وتحل محلها ابتسامة زائفة,حائرة, تغطي بها اثار الدموع التي ماانفكت تذرفها وهي تقبع لساعات طويلة في غرفتها, لا تؤنسها الا كلمات والدها: (تحملي نتائج اختيارك ولا تشتكي يوما). لقد اختفت نظرات الحب من عينيه, لتعوضها نظرات شامتة.ورحلت كلمات الحب, والوجد من شفتيه, لتحل محلها الشتائم, والسبب, وكل قبيح من الكلام. وكم حاولت تصبير نفسها, لعل الله يحدث أمرا فتتغير الأشياء … (ماتصبرنيش ما خلاص انا فاض بيه ومليت بين لي انت الاخلاص وانا اضحي مهما قاسيت دامفيش في الدنيا غرام بيعيش كده ع الأوهام). وذات يوم , أحست بالغثيان, والدوران ليخبرها الطبيب أنها حامل.لحظتها أحست بأن السماء استجابت لدعائها وان الله سيبعث لها من يملأ حياتها, ويجعل رفيق دربها يستفيق من غفوته.استعرضت إمام عينيها صورة قريباتها في شهور حملهن, وهن يدللن من طرف ازواجهن. كانت تبتسم بينها, وبين نفسها وقد أغمضت عينيها, وسافرت إلي عالم جميل, لطالما حلمت به. -ماذا تفعلين إلي الآن في السرير؟!! فتحت عينيها في بطء, ثم وضعت يدها اليسرى على بطنها وباليمنى كانت تحاول أخذ كأس الماء' لتبلل حلقها اليابس: – أنا متعبة وقد تمددت لأرتاح قليلا -لكن أصدقائي قادمون, وأنت لم تحضري شيئا.فمن سيخدمهم الليلة؟ كمن سقطت في بئر سحيق, كانت تحاول اسماع صوتها الخافت: -انا فعلا في حالة من الاعياء, والضعف, ولن أقوي حتى على مغادرة السرير. لم تكد تكمل جملتها,حتى أمسكها بقوة من شعرها, وضرب بها الجدار لتقع مغشيا عليها. وهي تستعيد وعيها في المستشفي ، كان يتناهى إلي سمعها صوت مبحوح تخنقه العبرات: ليتك أطعتني ياابنتي ليتك… (كان قلبي كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبر أكبر من طيبة قلبي أكبر من طولة بالي أكبر من قوة حبي مع كل الماضي الغالي ولقيتني وأنا بهواك خلصت الصبر معاك و أهي غلطة ومش ه تعود) ولحديث القلوب شجون لا تنتهي