فعلى الرغم مما بذلته الوزارة من جهد حيال هذا البرنامج إلا انه ما زال يعاني من الصعوبات والمعوقات التي قد تأتي على آخره كما أتت على أوله . ولعل من أهم الأسباب التي تقف خلف ذلك عدم الإعداد الصحيح لجميع من يسهم في تطبيق هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية والنقص في توفير جميع المتطلبات التي تساعد على نجاح هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية هو تسرب الكثير من القائمين على هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية بمن فيهم المسؤولون الذين وضعوا بذرة هذا البرنامج منذ البداية، خاصة في ظل غياب العمل المؤسسي في قطاعاتنا الحكومية . وهذا يثبت مدى الحاجة إلى إعادة النظر في هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية وإيجاد استراتيجية تطويرية شاملة تسير في تطبيق هذه البرامج بالشكل الصحيح وتعطي نموذجاً واقعيا يمكن أن يحتذى به في مجال الإدارة الذاتية في تطبيق البرامج والمشاريع التربوية والتعليمية ويعتبر خياراً استراتيجيا فعالا لو تم اختياره في الوقت المناسب ولو وجدت له جميع المتطلبات التي تسهم في نجاحه، وقد طبق في أكثر من دولة مثل استراليا وكوريا الجنوبية وماليزيا وقطر وغيرهم من البلدان المتقدمة تعليميا . أما محاولة وزارة التربية والتعليم، بالرغم من أنها مبادرات جيدة إلا أنها لا تعدو كونها زراعة شجرة في أرض لم تهيأ لها، ولهذا، لا يمكن وصف هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية بالريادة، ولكن يمكن اعتبارها تجارب حققت نجاحا نسبيا في تنفيذ بعض البرامج والمشاريع التربوية والتعليمية، وكما تثبت ذلك التقارير التي أعدها القائمون على هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية . ولعل من أهم ما يقف خلف ذلك غياب المتطلبات الأساسية التي يعتمد عليها نجاح هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية من عدمه ..حيث يتمثل أهمها في : - 1 قناعة متخذ القرار ومنفذه في جهاز الوزارة بجدوى هذا الاتجاه ومدى فعاليته، بل لا بد أن يمثل هذا الاتجاه الدعم والتطوير للبرامج، التي يحشد لها الدعم الكامل البشري والمادي والتقني والرأي العام والمجتمع . - 2 ايجاد استراتيجية تدريبية شاملة لكل من يسهم في نجاح وتطبيق البرامج والمشاريع التربوية والتعليمية وتزوده بالمهارات اللازمة لذلك لضمان الالتزام والأداء الأفضل . - 3 مجموعة من الأنظمة الخاصة التي تعطي الصلاحيات المطلقة لمدير المدرسة في تطبيق البرامج والمشاريع التربوية والتعليمية واتخاذ القرار ومحاسبة ومجازاة المقصرين من المعلمين ومنح الحوافز واقرار العلاوات .. الخ ..للمبدعين والمتميزين من المعلمين المطبقين والمنفذين ويكون تحت غطاء نظامي واضح ذي معايير . - 4 توفير ميزانية مالية كافية تتحكم فيها المدرسة بشكل مطلق ووفقاً لنظام خاص بالمدرسة تعتمد عليه في الصرف على البرامج والفعاليات والمناشط التربوية والتعليمية للطلاب والتدريب والتطوير التربوي والتعليمي لجميع العاملين ورفع المهارات والقدرات والكفايات للإداريين والمعلمين وتحسين مخرجات التعليم والتعلم بجودة مستمرة . - 5 وجود استراتيجية تنفيذية واضحة المعالم مبنية على خطة استراتيجية محكمة لها رؤيتها ورسالتها وأهدافها وبرامجها المختلفة، ولها نظام متابعة دقيق تساعد في تصحيح اتجاه تطبيق هذه التجارب والمشاريع التربوية والتعليمية وتجنب تضخم الأخطاء . - 6 وجود استراتيجية إعلامية شاملة تغطي جميع افراد المجتمع بما فيهم الطلاب وأولياء الأمور والمسؤولين تعمل على إقناعهم بأهمية المشاركة في هذا التوجه وضرورة اقتناعهم به وبجدواه وفائدته . ولهذا، فإن تبني أي برنامج أو مشروع تربوي أو تعليمي يجب أن يعتمد على تحقيق هذه المتطلبات، فلن يعدو كونه اضاعة للوقت والجهد وتصحيحاً للأخطاء التي سوف تظهر في كل وقت وعمل ..والله من وراء القصد .