سنجر تلك الماكينة العجوز التى أجبرت على الظهور أمام الملأ بلبوس ثيابها البالية بعد ان غسلت الجدات أيديهن من خدماتها ،واقررن بشهادة البراءة منها، ووضعنها في المخازن مع أدوات أخرى لها ذكريات الماضي الجميل في أيام الزمن الفقير حيث لم يكن يخلو أي بيت شعبي منها مطالبا بالحنين الصادق إلى أسطورة تداولها بدل الأسهم التي قصمت ظهروا المتداولين في نزولها وطلوعها. وبما أننا مع شائعات الإمبراطورية " العجوز سنجر " وتبعاتها ومواصفاتها.. وان كانت سنجر أبو أسد او الفراشة.. نقل إلينا احد الزملاء حكاية المرأة العجوز وابنتها البكر حول ماكينة الخياطة " سنجر أبو أسد" واحداثها والتي حصلت في أحد أحياء المدينةالمنورة .. قبل أسبوع....وتقول الحكاية ان المرأة العجوز كانت قد أهدت ابنتها البكر بمناسبة زواجها ماكينة خياطة "سنجر " وذلك قبل حوالى 35 سنة .. ولم تسأل عنها تلك السنين التي مرت .. لأنها هدية.. وإنها أعطتها لابنتها البكر .. في يوم فرحة وبهجة زواجها.. لكن شاءت الأقدار ان تركن تلك الماكينة العجوز تحت الدرج .. او في المخزن " غرفة الكراكيب "...حيث صنعت مكائن حديثة .. أوتوماتيكية .. وبعد أحداث كذبة ابريل حول إشاعة مكائن الخياطة "سنجر " وصل الخبر الى المرأة العجوز بأن ماكينة "سنجر " تخفي في باطنها كنزا .. وقد كثر الطلب على شرائها .. مما جعلها تسأل ابنتها البكر عنها ،كي تستفيد من بيعها .. لكن البنت البكر .. أخبرتها .. بان الماكينة ..قد استغنت من خدماتها منذ سنوات .. والغريب في الأمر ان ابنتها استغربت من سؤالها عن تلك الماكينة .. بعد تلك السنين ..ولم تعلم بالإشاعة التي تناقلت على ألسن الناس والكنز المختبئ في باطنها.. ولعل إشاعة " العجوز سنجر " كشفت هشاشة الثقافة في مجتمعنا ..وإلا لما انتشرت الإشاعة كالنار في الهشيم ! من يتفهم هذه الخلفية جيداً يدرك لماذا تسارع الناس لتصديق هذه الأكاذيب والروايات والإشاعات لتنجيهم من بعض العجز وقلة الحيلة وتحقيق شيء من الآمال المنحدرة هي الأخرى باتجاه “كل شيء أحمر” من أسهم وزئبق احمر وقل ما شئت ... .. في هذا الصدد .. وقد نوجه أصابع الاتهام إلى أصحاب الأسهم الخاسرين في استغلال الوضع لصالحهم طالما أنهم ظلموا وخسروا كل شيء في محاولة لتعويض جزء يسير مما يسد ديونهم لا جوعهم! ومضات: يقال إن امرأة طاعنة في السن سألت أحد أبنائها هل حقا ستبيع مكاينتي ؟ أجابها نعم فقالت له :لكنها غالية عندي يا ولدي هي زهرتي في الدنيا إنها الماضي بكل ما يحمل من ذكريات إنك إن بعتها كأنك بعتني فما كان منه إلا أن قبل يديها وشم عبير السنين الماضية وبكى ثم قال : كل أموال الدنيا لا تساوي لحظة نظرة فرح أشوفها في عيونك يا أغلى الناس.