رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير امس حفل التدشين الرسمي لأعمال المنتدى العالمي للعمل التطوعي 2009م وذلك بقاعة عسير بفندق قصر أبها. وفور وصول سمو أمير منطقة عسير قام بتسليم دروع تقديرية للمتحدثين في الملتقى . اثر ذلك افتتح سموه المعرض المصاحب للمنتدى والذي ضم مشاركات لسبع عشرة جهة تعمل في المجال الخيري والأعمال التطوعية والمنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية وشركات تصميم المواقع ودور الاستشارات المالية والقانونية ومراكز التدريب والجامعات. وتجول سمو الأمير فيصل بن خالد والحضور داخل المعرض واستمع إلى إيجاز عن محتوياته ومن أبرزها جناح معرض مؤسسة الملك خالد الخيرية الذي يضم العديد من المطبوعات والصور واللوحات التعريفية والمطويات إضافة إلى قاعدة معلومات تسلط الضوء على جوانب عدة من تاريخ الملك الراحل وما قدمه لشعبه ولأمتيه العربية والإسلامية من خدمات . كما يبرز الجناح جميع المعلومات النصية والتسجيلات الصوتية والمرئية ومقابلات التوثيق الشفهي والصور عن سيرة الملك خالد وإنجازاته . ويقدم الجناح قاعدة بيانات تحتوي على 14 مصدراً من مصادر المعلومات هي المؤلفات والمطبوعات الحكومية والصحف والدوريات ووكالات الأنباء والمؤتمرات والندوات والإنتاج الفكري والتوثيق الشفهي والمنتديات من صفحات الانترنت والتسجيلات المرئية والتسجيلات السمعية وأرشيف الصور. بعد ذلك شرف سمو أمير منطقة عسير الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة والذي بدأ بالقرآن الكريم. ثم ألقى أمين عام المنتدى الدكتور إيهاب حسن أبو ركبة كلمة أوضح فيها أن المنتدى يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ويهدف إلى المساهمة في تطوير ثقافة التطوع وتحويلها إلى أساليب عمل احترافية. وأشار إلى أن المنتدى اشتمل على أكثر من 30 ورقة عمل وجلسات حوار علمية عقدت على مدار ثلاثة أيام إلى جانب ثلاث ورش عمل .. كما حاضر في المنتدى أكثر من أربعين خبيراً وأكاديمياً يمثلون ست عشرة دولة . بعد ذلك ألقيت كلمة مؤسسة الملك خالد الخيرية ألقاها نائب المدير العام رياض آل عبد الكريم تحدث فيها عن أهمية العمل التطوعي وانعكاساته الإيجابية على الفرد والمجتمع . ولفت إلى أنه من أجل تحقيق ذلك عقدت المؤسسة اتفاقاً مع لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا لتنمية المجتمعات المحلية " آسيا الاسكو" لتنظيم دورات القدرات الوطنية في المملكة إلى جانب عقد اتفاق مع جامعة كولومبيا الأمريكية لتنمية قدرات الكفاءات الوطنية في العمل الخيري . وأكد سعي مؤسسة الملك خالد الخيرية إلى تنسيق جهود المؤسسات العاملة في المجال الخيري.. وقال أسست المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية مجلساً تنسيقاً لتحقيق هذا الهدف مشيراً إلى تأسيس المؤسسة مركزاً للدراسات والبحوث لتسهم علميا في مسيرة نهضة المملكة . ثم ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين كلمة عبر فيها عن سروره بحضور الملتقى الذي يسعى لنشر ثقافة العمل التطوعي ودعم برامج ومشروعات خيرية . وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله أولت العمل الاجتماعي الخيري عامة جل اهتمامها وأسهمت في نشر ثقافة العمل التطوعي وترسيخ مفاهيمه مشيراً إلى سعي وزارة الشؤون الاجتماعية في تشجيع الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنتشرة في مناطق المملكة والتي وصل عددها قرابة 500 جمعية ومؤسسة خيرية. ودعا الدكتور العثيمين رجال الأعمال والغرف التجارية ومؤسسات المجتمع المدني بدعم العمل التطوعي والشأن الاجتماعي ليكون رديفاً فاعلاً لجهود الحكومة في تحقيق العيش الكريم لكل فئات المجتمع. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير كلمة هنأ فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بحدثين مبهجين أولها شفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والثاني بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وأشار سموه إلى أن موضوع الملتقى يعد من أبرز وأهم العناوين ذات التأثير المباشر على البناء الاجتماعي الوطني بسبب بذرة الخير في نفوس أبناء المملكة التي نشأت على البر والتقوى وللوفر المالي والاقتصادي الذي يجعل من مؤسسات العمل الخيري ذراعا ضخما لكل الخير الجغرافي . وعبر سموه عن يقينه بأن العمل الخيري والتطوعي علم إدارة وتخطيط واستشارات لا مجال فيها للاجتهادات الفردية و هو بحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح. وقال سمو أمير منطقة عسير إنني مؤمن أن بذرة الخير المزروعة في قلب الإنسان السعودي تتعدى حدود الجهاد بالمال في منافذ الخير المشروعة إلى الخدمة بالنفس والجهد للآلاف اللذين يريدون خدمة مجتمعهم للعمل التطوعي في أوقات الكوارث وحتى في أوقات المناسبات الوطنية الكبرى . وحيا سموه المشاركين في المنتدى وتمنى لهم التوفيق والنجاح . بعد ذلك كرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز رعاة المنتدى وتسلم سموه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة. ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ صالح الحصين كلمة وصف فيها العمل التطوعي بالمظهر الأجلى لتحقيق معنى الحياة وحرص الإنسان بفطرته على العمل التطوعي والمساعدة على إسعاد الآخرين . حضر الحفل الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء دولة ماليزيا السابق ومعالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الراشد ووكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني ووكيل الإمارة المساعد الدكتور محمد بن عيسى ووكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية عائض بن دلبوح و كبار ضيوف المنتدى والمشاركين وعدد كبير من المسؤولين والمواطنين.