بدأ الحزن يشق طريقه الى قائد ميلان الاسطوري باولو مالديني مع اقتراب موعد وداعه للعبة التي اعطته واعطاها الكثير منذ ان جعلها "حرفته" قبل 31 عاما عندما انضم الى صغار الفريق "اللومباردي" عام 1978 في طريقه ليصبح احد عظماء كرة القدم الايطالية والعالمية. "لطالما تخيلت كيف سيكون اعتزالي. من المؤكد ان هذا اليوم سيكون حزينا بالنسبة الي"، هذا ما قاله مالديني لموقع "ايتاسبورت برس" قبل تسع مباريات على نهاية مسيرته الكروية. واتخذ مالديني (40 عاما) قراره باعتزال اللعب مع نهاية الموسم الحالي وهو يواجه مستقبله ببعض من الفلسفة والحكمة، قائلا "سأرحل بصفاء (الذهن) لاني ساترك رياضة اعطتني الكثير: جعلتني اضحك وابتسم ومنحتني الكثير من الرضى والاكتفاء على الصعيدين الاحترافي والانساني". واعرب مالديني عن فخره برفع لواء ميلان، مشيرا الى ان تخيله لما قام به في السابق مع النادي يخفف من صعوبة الاعتزال، مضيفا "كل الكؤوس التي حصدتها تجعلني فخورا كما هي حال جميع الانجازات التي حققتها مع النادي". وختم مالديني قائلا "كرة القدم كانت خبرة منحتني الكثير من الاشياء الجميلة والقليل من الذكريات السيئة". وقد لا يقتصر "وداع" مالديني على ميلان وجماهير "روسونيري" لان القائد الخلوق وعد سابقا بارتداء قميص المنتخب الايطالي للمرة الاخيرة، علما بانه اللاعب الاكثر مشاركة مع "الازوري" (126 مباراة دولية). وقال مالديني "نعم. سيكون من دواعي سروري ان ارتدي قميص المنتخب مجددا. لن تكون عودة الى المنتخب بل الفرصة المثالية للاحتفال بمسيرتي الطويلة مع ايطاليا. سأكون مغتبطا اذا حصل هذا الامر". ورحب مدرب المنتخب مارتشيلو ليبي بفكرة تكريم مالديني باستدعائه الى المنتخب للمرة الاخيرة والاولى منذ خروج "الازوري" من الدور ثمن النهائي لمونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 على يد المضيفة الاولى، لكنه لم يحدد لاي مباراة سيستدعيه. وبدأ مالديني الذي سيبلغ الحادية والاربعين من عمره في يونيو المقبل، مشواره مع ميلان عام 1978 في الفرق العمرية قبل ان يشق طريقه الى الفريق الاول عام 1984 ومن ثم يخوض مباراته الاولى في 20 يناير عام 1985 عندما دخل في الشوط الثاني امام اودينيزي بعد اصابة سيرجيو باتيستيني. ونجح مالديني في الموسم التالي في فرض نفسه اساسيا ضمن تشكيلة "روسونيري" في طريقه ليصبح احد افضل المدافعين الذين عرفتهم الكرة المستديرة، بعدما توج بالقاب الدوري المحلي في 7 مناسبات اخرها عام 2004، والكأس المحلية مرة واحدة والسوبر المحلية 4 مرات. ويحتل مالديني المركز الثاني من حيث اكثر اللاعبين تتويجا بلقب الدوري المحلي (7 مرات) مشاركة مع روبرتو بيتيغا (يوفنتوس) وزميله المعتزل اليساندرو كوستاكورتا وتشيرو فيرارا (2 مع نابولي و5 مع يوفنتوس)، مساعد مدرب المنتخب حاليا، وغايتانو تشيريا (يوفنتوس) وغوغلييلمو غابيتو (2 مع يوفنتوس و5 مع تورينو). اما اكثر اللاعبين فوزا بالدوري (8 مرات) فهم فيرجينيو روزيتا (2 من برو فيرتشيلي و6 مع يوفنتوس) وجوفاني فيراري (5 مع يوفنتوس و2 مع انترميلان و1 مع بولونيا) وجوزيبي فورينو (يوفنتوس). ولن ينجح مالديني الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات في الدوري (639)، في معادلة انجاز اللاعبين الثلاثة لان ميلان فقد الامل هذا الموسم في المنافسة على اللقب المحلي لانه يتخلف بفارق 14 نقطة عن جاره انتر ميلان المتصدر وحامل اللقب. اما على الصعيد القاري، فتوج مالديني بخمسة القاب في دوري ابطال اوروبا (89 و90 و94 و2003 و2007) ووصل الى النهائي اعوام (1993 و1995 2005)، و4 القاب في كأس العالم للاندية بمختلف تسمياتها (69 و89 و90 و2007)، والكأس السوبر الاوروبية (1993). وعادل مالديني في 2007 انجاز مهاجمي ريال مدريد الاسباني الاسطورة الفريدو دي ستيفانو (1956 و1957 و1958 و1959 و1960) وزاراغا (1956 و1957 و1958 و1959 و1960) عندما توج مع ميلان بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا على حساب ليفربول الانكليزي (2-1)، علما بان الرقم القياسي موجود في حوزة نجم ريال مدريد ايضا فرانسيسكو خنتو (6 مرات). كما عادل مالديني الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات في النهائي والمسجل باسم خنتو وهو ثماني مباريات نهائية. ولن يتمكن مالديني من تحطيم ارقام دي ستيفانو وزاراغا وخنتو لان ميلان شارك هذا الموسم في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي (ودع المسابقة) بعدما فشل في الذي سبقه من احتلال احد المراكز الاربعة المؤهلة الى المسابقة الاوروبية الام. وعلى الصعيد الدولي شارك مالديني في المونديال في 4 مناسبات حيث بلغ النهائي مرة واحدة عام 1994 في الولاياتالمتحدة، وحقق المركز الثالث عام 1990 في ايطاليا، وبلغ نهائي امم اوروبا 2000. وكان مالديني اساسيا في 74 مباراة مع "الازوري" من اصل 126 مشاركة بين عامي 1988 و2002، علما بان اول مباراة دولية له كانت في 31 مارس 1988 وكانت ودية امام يوغوسلافيا (1-1) وهو كان في التاسعة عشرة من عمره حينها.