تشكل مباراة الأهلي اليوم أمام فريق الرائد في بريدة، واحدة من المباريات التي تزعج جماهير الأهلي، وتثير مخاوفها، بعد مباراتين متتاليتين أمام الفتح، والحزم، كان ثمن الأولى « خروج مرّ « من كأس ولي العهد، وانتهت الثانية بتعادل أشبه بالخسارة. كثيراً ما نلاحظ أن جماهير الاتحاد، والهلال، والنصر، لا تعير مباريات فرقها مع فرق الوسط والمؤخرة أي اهتمام، كونها لا يساورها أي شك في تحقيق الفوز، بل إن الأمر قد يصل من « زود الثقة «، إلى وضع هذه النقاط في رصيد فرقها قبل بداية الدوري. أما الوضع في الأهلي، فهو مختلف تماماً، فلقاءات الفريق الأهلاوي مع أقرانه الكبار، « الهلال، الاتحاد، النصر، الشباب، الاتفاق « هي عند جمهور الأهلي « أهون « من مباريات، مع الفتح والرائد، والحزم، والطائي، وأحد، والأنصار، على رغم صعوبة الأولى، وسهولة الثانية. فلو افترضنا أن قرعة كأس ولي العهد وضعت الفريق الأهلاوي في مواجهة مع الهلال، أو الشباب، أو النصر، أو جاره الاتحاد، بدلاً من الفتح، فهنا أستطيع أن اجزم أن الأهلي سيظهر لنا وجهه الحقيقي، وإن لم يكسب ويتجاوز منافسه، فلن يخسر بسهولة، ما يعني أن المشكلة في اللاعبين. لقد حير الأهلي محبيه، ووضع الحسرة في قلوبهم، ولو عدنا بالذاكرة للوراء قليلاً، لوجدنا أن غياب الأهلي المستمر عن المنافسة على بطولة الدوري، هو نتيجة « هدر نقاط « مباريات الفرق التي تأخذ مواقعها بين الوسط، والمؤخرة، وهي مسؤولية اللاعبين أولاً وثانياًً، وعاشراً، وحتى يتغير الوضع. لكن إذا أردنا أن نتحدث بصراحة مطلقة، فإنني أجد أن من أكثر أسباب تواضع الفريق الأهلاوي، وسوء نتائجه، وغياب روحه وطموحه، تهاون الإدارة في السابق والآن مع اللاعبين، على رغم استلامهم لرواتبهم الشهرية دون تأخير، وليس كما يحدث في أندية الصدارة في الدوري، التي تشهد تأخيراً يصل إلى أربعة وخمسة أشهر. ومع ذلك نجد الأهلي في بعض المباريات، وكأنه « ليس الأهلي « الذي سمي ب « قلعة الكؤوس «، وأطلقت عليه الكثير من الألقاب، مثل « فرقة الرعب «، و « الإمبراطور «، و « الكواسر «، و « النادي الملكي «، وهذه الألقاب جميعها أطلقها محبوه. ومن المؤكد أن الأهلي جدير بكل هذه الألقاب، بل هو « سيد الألقاب «، ولكن هل الفريق الحالي يستحق واحداً من هذه الألقاب ( !!!! ) ؟، هذا هو السؤال الذي سأرجئ الإجابة عليه إلى نهاية الموسم الحالي، حتى يكون الحكم صادقاً، ومنصفاً. لم يبخل الأمير خالد بن عبد الله على الفريق، بل إن دعمه وتشجيعه، ومساندته، تعدت الفريق الأول، إلى الشباب والناشئين، وفرق النادي المختلفة، وهذا غير الأكاديمية، أو « أهلي المستقبل «، ومع ذلك « حيّر الأهلي «، وأقصد فريق القدم الأول، ال « أمير الخبير «. وإذا كان الأمير خالد بن عبد الله، قد احتار في وضع الفريق، فإن الإدارة المنتخبة صاحبة الأفكار الجديدة، والمدير الإداري الأجنبي، مطالبة بوضع حد لهذه الحيرة، وعليها أن تشرح لنا مشكورة العمل الذي تقوم به، وتنفذه داخل الفريق، ولا أقول داخل النادي، كون الألعاب الأخرى يقوم عليها رجال أكفاء. وعلى الإدارة الحالية برئاسة عبد العزيز العنقري، أن تتقبل رأيي، وآراء جمهور النادي، حتى وإن كان قاسياً، ولكنه ينطلق من حرصي وحرصها على الفريق، فالإدارة وهذه هي الحقيقة، أهدرت أموال النادي في لاعبين أجانب « غير مفيدين «، وهي بذلك تكرر أخطاء إدارات سابقة. ويكفي للحكم على أجانب الأهلي، ذلك القرار الفني الذي اتخذه مدرب الفريق، البلغاري ميلادينوف في مباراة الفريق الأخيرة أمام الحزم، عندما أقدم على استبدال اللاعبين الثلاثة دفعة واحدة، في إشارة واضحة إلى عدم قناعته بهم، وعدم تحقيقهم أي إضافة للفريق، وهذا رأيي أيضاً. ولعلي هنا أتذكر مقالاً لي في صحيفة الوطن كتبته قبل التعاقد مع الثلاثي العربي، قلت فيه « إذا لم يكن بديل البرازيلي هاريسون أفضل منه، وأكثر فائدة للفريق، فإنني أقترح استمرار هاريسون «، ويبدو أن ما كتبته قد وقع تأثيره بالفعل على الفريق، وفقد الفريق بغيابه ثقل كبير كان يمثله في خط الوسط. ورغم ذلك، فإن الأهلي البعيد عن المنافسة على بطولة دوري المحترفين، وقد يتحقق ذلك من الموسم المقبل، إذا عرفت الإدارة كيف تختار، ومن تختار، وكم سترصد من ميزانية للاعب، أو لاعبين، أو ثلاثة، وقد يتحقق ذلك في لاعب واحد فقط، قد يشكل لوحده الإضافة ويصنع الفرق في الفريق. ليس إلاّ وصل الحال بفريق يمثل نادي المثاليات والأخلاق والقيم، أن يرفض أحد لاعبيه احترام الكابتن، ويشير له أن يصمت، ونفس اللاعب يدخل إحدى المباريات ب « بوت « بلونين مختلفين ..! « صورة مع التحية للإدارة « ..! وحالة أخرى للاعب آخر، لم يحترم ناديه، وأكثر من الغياب بدون عذر، ضارباً بمصلحة النادي عرض الحائط، ورغم ذلك كان لاعباً أساسياً في مباراة « الفتح العظيم «، أين القرار الإداري ..؟! هل المطلوب من الإدارة والإدارة المشرفة أن تخرج علينا في كل مرة لتؤكد أنها تتحمل المسؤولية، وما الذي استفادة جمهور الأهلي من ذلك؟ وهل يتكرر تحمل المسؤولية اليوم ؟ كان مدرب فريق الحزم، التونسي السويح، مجاملاً جداً للأهلي، وهو يصف تعادل الأهلي مع فريقه بأنه مكسب لفريقه !، هذا وفريقه هو البادئ في التسجيل، والفريق الأفضل في المباراة. . « شهادة في حق النادي الأهلي من مدرب كبير، لكنه مجاملة لا يستحقها الأهلي الفريق، فهل استوعبها لاعبوا الأهلي ؟! قبل مباراة اليوم طالبت جماهير الرائد بنقاط مباراتهم أمام ضيفهم الكبير، فهل فهم لاعبوا الأهلي الرسالة ؟ « طمعتهم فيك يا أهلي « ..! ماذا تغير في فريق الأهلي بعد « ستة الشباب « في كأس الأبطال في الموسم الماضي، فقط تغيرت الإدارة، ولم يتغير الطموح ..! قد يتحقق التأهل إلى بطولة الأندية الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين، وهي آخر البطولات للفريق الأهلاوي، وللتذكير تجربة الموسم الماضي كانت مريرة جداً، ولا ندري هل يتغير الوضع في النسخة الثانية من البطولة ؟، أما إذا تحقق التأهل إلى بطولة دوري أبطال آسيا، فهذا يحتاج إلى عمل كبير في الموسم المقبل ، حتى لو أدى الأمر إلى إحضار أحد عشر محترفاً ..! شكراً للأمير فهد بن خالد، فقد قاده حبه وتعلقه بالأهلي إلى السفر معه وخلفه في ملاعب المملكة المختلفة، وهو أحد الداعمين للفريق الذين يعتز النادي بوجودهم ووقفتهم، ولكن لا حياة لمن تنادي. ماذا قدم نائب رئيس النادي الأهلي، للأهلي ؟ هل من مجيب ؟! [email protected]