أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي أن المتتبع للنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في جميع المجالات وخاصة في المجال الصحي يجد صعوبة في متابعة ملامح هذه النهضة بدقة نظرا لسرعة تطورها ، وانتشارها وشمولها لجميع مناطق المملكة حتى وصلت بلادنا الغالية إلى مستوى يضعها في مصاف الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية والعلاجية ، بفضل من الله ثم بفضل الدعم غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله . وبين سموه خلال كلمة ألقاها امس في اللقاء الصحفي الذي عقد بمناسبة احتفال الجمعية باليوم العالمي لمرضى الفشل الكلوي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في فندق الفورسيزون في الرياض أنه لا يخفي على الجميع ما للتثقيف الصحي والتوعية في مجال أمراض الكلى من دور بارز في إيصال المعلومات الصحية لكافة شرائح المجتمع والذي يعد أحد عناصر الرعاية الصحية الأساسية التي تهدف إلى تعبير الأفكار والعادات والسلوكيات ، الغير صحيحة في المجتمع . وأفاد سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان أنه انطلاقا من رؤية الجمعية المتمثلة في جعل المجتمع أكثر وعيا بأسباب أمراض الكلى وطرق علاجها فقد برزت الحاجة إلى بناء علاقات تعاون مع الجهات والمؤسسات ممثلة في وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية تهدف إلى توحيد الجهود التوعوية والتثقيفية ، ونشر الوعي حول أمراض الكلى وأساليب علاجها وتسخير كل الإمكانيات للوقاية من هذا المرض الذي يعتبر مشكلة صحية عالمية تواجه جميع دول العالم بما فيه المملكة.وكشف سموه بأن احتفال الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم "باليوم العالمي للكلى" يأتي امتدادا للتعاون الذي بدأ بالاحتفال "باليوم العالمي للكلى لعام 2008 م" وانطلاقا من الحرص على توعية وتثقيف جميع أفراد المجتمع بما فيهم الطلاب والطالبات حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى والأمراض التي قد تتعرض لها الكلى وتؤدي إلى تعطيلها عن القيام بوظائفها وأساليب الوقاية منها تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية حفظه الله على المشاركة الفاعلة في المناسبات العالمية المرتبطة بصحة الإنسان . وقال سموه: إن الأمراض المزمنة غير المعدية وأمراض الكلى على وجه الخصوص باتت تمثل تهديدا للصحة العامة حيث يوجد حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ما لا يقل (500) مليون شخص في العالم يعاني من مشاكل في الكلى وهذه الحقيقة العلمية تستدعي من الجميع اهتمام والتركيز على ضرورة الكشف المبكر لأمراض الكلى ومعالجتها قبل الانتقال إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي وبالتالي حاجة المريض إلى إجراء العلاج المعاوض والمتمثل في إجراء الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى والتي تسبب عبئ اقتصاديا على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة وبشكل أكبر على الدول النامية وبتكلفة تراكمية للغسيل وزراعة الكلى قدرها (تريليون دولار خلال العقد القادم ) بما فيها التكاليف الرأسمالية للأجهزة الطبية والصيانة والقوى العاملة إضافة إلى الأعباء الاجتماعية والنفسية للمرضى والتي تحد من إنتاجيتهم ومساهمتهم في بناء المجتمع.وأشار سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أهمية إتباع أساليب وقائية للحفاظ على الكليتين من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية تجنبا للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري ، واللذان يعتبران السببين الأبرز للإصابة بأمراض الكلى إذا لم يتم السيطرة عليهما وتتضح خطورة الوضع المستقبلي إذا عرفنا أنه من المتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكري في العالم إلي ما يقارب (300) مليون شخص في عام 2025 م .وأوضح سموه أن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي حرصت على مد الجسور وتقوية الأواصر مع كل أفراد المجتمع ومؤسساته سواء الحكومية أو الخاصة لتقديم الخدمات وتحسينها لمرضى الفشل الكلوي وتوعية المجتمع عن أمراض الكلى والوقاية منها. وقال سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان" إنه تم أبرام عدة اتفاقيات مع جميع الجامعات في المملكة الحكومية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي تؤطر القيام بحملات توعوية مشتركة لمثل هذه المناسبات الصحية العالمية ومنها اليوم العالمي للكلى وذلك لنشر الوعي بين الطلاب والطالبات حول وظائف الكلى وأهمية الوقاية والتوعية بأمراضها كما سيتم توقيع اتفاقية مع كل من وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لعمل وأعداد مجموعة من البرامج التوعوية المشابهة// ، متمنيا أن تؤدي إلى نشر الوعي الكافي للعناية بالكلى والمحافظة عليها وتقليل عدد المصابين بها في المملكة وخصوصا بين الأجيال الشابة في المجتمع الذين يمثلون أكثر من 60 في المائة من عدد السكان. ولفت سمو المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي إلى أن الاكتشاف المبكر لأمراض الكلى يساعد في التقليل من الإصابة بمرض الفشل الكلوي والحد من تدهور وظائف الكلى ويتم ذلك من خلال إجراء الفحوصات الطبية الضرورية الروتينية مثل فحص السكر وضغط الدم ونسبة الزلال وهذه فحوص متوفرة في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية وهي مجانية. وقدم سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان شكره لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية التعليم وكافة منسوبي وزارة التربية والتعليم على التعاون والجهود الطيبة التي بذلوها للأعداد والمشاركة في المناسبة العالمية الهامة التي هي امتدادا للعمل التوعوي المشترك بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم، وبمؤازرة المؤسسات التعليمية الأخرى في سبيل نشر ثقافة الوعي الصحي بين جميع أفراد المجتمع. كما قدم شكره لجميع من ساهم ويساهم مع الجمعية في سبيل تحقيق أمالها وتطلعاتها وبرامجها واخص بالشكر وزير الصحة ورئيس مجلس الخدمات الصحية الدكتور عبد الله الربيعة والأخوة أعضاء المجلس، والجهات الإعلامية لمؤزرتها ومساندتها للجمعية. من جهته قال المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى المشرف العام على الحملة التوعوية لأمراض الكلى الدكتور خالد بن عبد العزيز السعران: إن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة تتراوح بين 90 إلى 110 أشخاص لكل مليون نسمة في المملكة يصابون بالفشل الكلوي، فيما وصلت في أمريكا إلى 250 شخصاً لكل مليون نسمة، ونحو 300 شخص لكل مليون نسمة في دول آسيا. وأضاف أن بعض الدراسات تشير إلى أن نسبة الإصابة بأمراض الكلي عالميا تصل إلى واحد من بين كل10 أصحاء, بالإضافة إلي ذلك فإن مرضي الكلى أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى واحد مقارنة بمرضي الأزمات القلبية والسكتة الدماغية . وأشار إلى أن الإحصاءات تؤكد أن هناك 500 مليون مصاب بأمراض الكلي حول العالم, ومليون حالة وفاة سنويا بسبب أمراض القلب المرتبطة بأمراض الكلى المزمنة . وبين الدكتور السعران انه يوجد أكثر من 1.5 مليون مريض كلى حول العالم يعيشون اعتمادا علي الغسيل الكلوي أو عمليات الزراعة, ومن المتوقع أن يتضاعف عدد هؤلاء المرضي خلال السنوات العشر القادمة . وأضاف بأن مرض الكلى يمكن اكتشافه في مرحلة مبكرة من خلال القياسات بالتحاليل الضرورية والمراقبة المنتظمة لارتفاع ضغط الدم، مؤكد أهمية التقصي والكشف المبكر لهذا المرض للحد من تطوره . مشيراً إلى أن المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم يتعرضون في اغلب الأحيان إلى هذا المرض . وأفاد الدكتور السعران أن مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى يطلق يوم غداً السبت الحملة الطبية التوعوية لأمراض الكلى والتي تتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للكلى ، وستقيم مخيمأ مفتوحاً لتقديم عيادات مجانية بهدف التقصي المبكر لأمراض الكلى والوقاية من القصور الكلوي المزمن . وأوضح أن الفعاليات تشمل محاضرات تثقيفية من قبل مختصين عن الفشل الكلوي المزمن ومسبباته وطرق الوقاية منه والعلاج. وسيتم إجراء قياس الطول والوزن كما سيتم إجراء التحاليل لقياس نسبة السكر وكذلك قياس الضغط الذي يعتبر أحد العوامل المسببة لأمراض الكلى. إلى جانب معرض يشتمل على عدد من الكتيبات والمطويات التي ترشدهم إلى كيفية المحافظة على صحة وسلامة الكلى ويشارك فيه عدة جهات حكومية وخاصة .