كيف يكون وجع الرحيل لو كنت أخبرتني كيف تكون السماءُ بلا هديل لو كنت فقط جرّعتني ألمَ المسافات ووخزَ الأمكنة حين تغادرها الأسماء ُ ويهجر حنينَها ألقُ المستحيل لو كنتَ ... ولو كنتَ ... ما كنتُ تمنيتُ اللقاء بك سحرا من حرف الأفانين .... ما كنتُ شربتُ الآمال منك جرعة من ساعات الحنين .... ما كنت نسجتُ حكاياتي معك خرافة ينام السُّهد على راحتيها بلا أنين ..... لو كنتَ ... ولو كنتَ .... لبقيتُ أراقبُ أزاهيري غيمة تكاد تطلع من براعم الحالمين ... لو كنتَ تركتني آه ليتك كنتَ تركتني بلا قُبل بلا حلم بلا ألم بلا أمل لكنت كبرتُ مع قصص الأميرات وأبطال الفتوحات ودموع المهزومين ..... لو كنتَ ... ولو كنتَ .... لكنتُ جمّدتُ كلّ سهام اللحظة وكلّ لهفتي وسؤالي عنك سؤال الحائرين .... وأبقيت أحاسيسي تكبر في نظرة طفلة يخطفها ألق الياسمين .... لكنك وعدتني واليوم تفي بوعدك أيها الراحلُ رحيل العابثين د/ علاء الغرابية - الأردن