تظل الدعوة الى الله عز وجل من اشرف الأعمال وأنبلها وأزكاها عند ربنا تبارك وتعالى وهي وظيفة الانبياء والمرسلين شرفهم الله بها وحملهم إياها فقاموا بها خير قيام ونالوا بها عند ربهم أعظم الأجر وجزيل الثواب فأكرم وأنعم بها من وظيفة.. ولكني اتساءل وأقول هل كان الأنبياء ومن جاء من بعدهم ممن حملوا هذه الدعوة على عواتقهم وجعلوها همهم وشغلهم الشاغل هل كانوا يدعون الى الله وهم في بيوتهم مغلقين عليهم أبوابها كما يفعل بعض دعاة اليوم واقول البعض وليس الكل وترى بعضهم يدعو من مكتبه وكأنه يقول للناس تعالوا لكي أدعوكم الى الله، أهكذا كانت طريقتهم في الدعوة من قبل .. لا والله بل كانوا يخرجون من بيوتهم وينزلون إلى الناس في بيوتهم أو في اسواقهم او في تجماعتهم يدعون الى الله ويحدثونهم ويرفقون بهم ويجيبون على تساؤلهم ويأخذون بأيديهم الى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة، أما الآن فنجد النقيض من هذا من بعض دعاتنا وللأسف الشديد ترى بعضهم عندما يكون أمام الكاميرا وخلف الشاشات تراه يوزع الابتسامات وينطق بأجمل الكلمات وأروعها وعندما تلتقي به تراه مقطب الجبين مكهفر الوجه وكأنه يعطيك من جيبه شيئاً ،لماذا هذا التناقض؟ واما اذا أردت أن تأخذ رقمه الخاص عبر شاشة الرائي "التلفاز" يرحب بطلبك هذا اشد الترحيب ويحيلك إلى ما يسمونه بالكنترول لكي يُعطونك إياه واذا أردت الاتصال به تجد الهاتف "مقفل" واما لا يرد واذا رد عليك يقول لك ألا تحترم الأوقات التي تتصل فيها ألا تختار الوقت المناسب والعجيب انه في جميع الأوقات لا يرد على مدار الاسبوع! اخواني الدعاة أنتم النور الذي يستضيء به من ضل في طريق المعاصي، أنتم الشعاع الذي يلوح من بعيد فيراه العائد إلى الله ويهرع إليه، أنتم الأمل أنتم من اختاركم الله لكي تكونوا دعاة إليه.. فاذا كنتم كذلك فالله لله باخوانكم ممن يريدون التوبة بالكلمة الحانية منكم وبمسحة الرفق من يديكم.. أنتم بلسم الشفاء بعد الله لمن قاسى ألم الذنوب. كونوا كذلك بأعذب الأسلوب وألين العبارة وطيب المعشر تكونوا دعاة حق كما أمر الله وكما كان عليه نبيكم صلى الله عليه وسلم وانزلوا إلى عامة الناس.