وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحي بمحافظة جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية، بتكريم ملاك المباني بمنطقة جدة التاريخية الذين عملوا على توقيع عقود ترميم لبيوتهم سواء على نفقتهم أو نفقة الدولة، تقديرا لهم وتحفيزاً لأصحاب البيوت في المنطقة, حيث يجري العمل حالياً على الترميم أكثر من 400 منزلاً داخل منطقة التسجيل، و200 منزلاً في منطقة الحماية المحيطة، إلى جانب مباني حديثة مصنفة لأنها بنيت عام 1950 م الموافق 1370هجرية، حسب متطلبات تسجيل جدة التاريخية في سجل التراث العالمي. وأكد سمو الأمير مشعل بن ماجد على حجم المسؤوليات تجاه جدة التاريخية التي تتطلب التكامل والتنسيق بين الجهود الحكومية وجهود الملاك والأهالي للمساهمة في المحافظة على هذه الكنوز مع تقديم الخدمات التي تتوافق مع متطلبات العصر الحديث دون المساس بسمات هذه الصورة من التراث العالمي. وبين سموه أن العمق التاريخي لمدينة جدة يتركز في «جدة التاريخية» التي تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة كالمساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، كما يتجلى تراثها العمراني في حاراتها التاريخية التي تختزن في مسمياتها الكثير من الأحداث، بالإضافة إلى أسواقها. وأكد سموه أن ما حققته السياحة في جدة بشكل عام وفي مهرجان جدة التاريخية بشكل خاص، ليس غريباً في ظل الدعم الكبير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مبينا أن المهرجان الذي ستنطلق أعماله في 23 ربيع الأول الحالي سيكون أكثر توهجاً وتميزاً، مثمناً دور جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ودعم سموهما الكبير للمهرجان. من جهتهم شدد عدد من ملاك المنطقة التاريخية على أهمية إعادة وهج المنطقة التاريخية، التي تعد اليوم واحدة من أهم المدن العالمية في مجال التراث والمورث القديم، بكل ما فيه من تجليات, حيث أعرب الدكتور عبدالله نصيف أحد الملاك عن سعاته بانضمام جدة لمواقع التراث العالمي، مؤكداً أنه إنجاز كبير يحسب لهيئة السياحة والآثار ومحافظة جدة والأمانة. ولفت نصيف إلى أن قيمة جدة التاريخية الآن أصبحت عالمية، ويجب العمل سريعاً لتأهيلها بشكل كامل بتعاون الجميع من ملاك ومحافظة جدة وهيئة السياحة والآثار وأمانة محافظة جدة وكافة الدوائر الحكومية. من جانبه أكد عبود باعشن الذي تملك أسرته ما لا يقل عن 30 في المائة من المباني الأثرية أن القائمين من أسرة باعشن يعملون الآن على ترميم المباني الخاصة بهم، وفق ما وجه به سمو الأمير مشعل بن ماجد, مبينناً أن أقل واجب من ملاك المنطقة التاريخية المشاركة والإسهام في هذه المنطقة التي تعد اليوم لها جدارة التراث العالمي بموجب إقرار دول العالم والتحاقها بالمدن التراثية والتاريخية في منظمة اليونسكو. وأوضح أحمد فتيحي أحد الملاك أن المنطقة التاريخية لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وهي المنطقة التي جعلت من مدينة جدة اليوم مكانة اقتصادية كبيرة ومردود اقتصادي مهم والاستفادة منه على مستوى أكبر, متمنيا أن تكون المنطقة جاذبة طوال العام، وليس في أوقات المهرجانات والفعاليات لما تتمتع به من خدمات وحركة تجارية نشيطة،, وبين فتيحي أن المنطقة التاريخية تحتاج إلى إكمال المسيرة، وذلك بترميم البيوت القديمة وحمايتها من الحرائق وإكمال الخدمات اللازمة لها، والاستفادة منها في إنشاء فنادق, وأسواق للتحف والهدايا التذكارية، وأماكن للزيارة لكبار السن والأطفال لتعريف الجيل الجديد بالتراث القديم. من جهته أشار نائب رئيس غرفة تجارة جدة مازن بترجي، أن «جدة التاريخية» تعزز جزء مهم من العمق التاريخي والحضاري للمملكة، حيث جاءت بين أهم ثلاثة مواقع وضعتها المملكة على قائمة اهتمامها والتي يجب الاهتمام بها وتطويرها بما يتناسب مع أهميتها.