تصوير - محمد الحربي الاثنينية الثقافية مساء امس كانت مختلفة تماماً فالحضور النسائي كان متميزاً وواضحا وضيفة الاسبوع هي شخصية سعودية فريدة على المستوى المحلي والعالمي بل انها حصلت مؤخراً على جائزة اشجع امرأة في العالم لعام 2014م من الرئيس الامريكي اوباما. ضيفة الاثنينية هي الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الامان الاسري الوطني للوقاية من العنف والايذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الاقليمية للجمعية الدولية للوقاية من ايذاء واهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والاصابات لمنطقة الشرق الاوسط. كلمة صاحب الاثنينية ووسط حضور كبير من المثقفين والادباء والاكاديميين وضيوف الاثنينية تحدث صاحب الاثنينة الاستاذ عبدالمقصود خوجة وقدم نبذة عن الضيفة شارحاً بعض تفاصيل عن حياتها العلمية والثقافية قال فيها هناك: سيدات وطنيات غيورات .. من الله عليهن بحب الخير وغرس فيهن رمزية الكفاح والصمود والصبر والتضحية لاسعاد ذوي الحاجات بنكران الذات من خلال تضافر عدة جهات .. ععملت خلف الاضواء الكاشفة لان هدفها شمس الحقيقة وان واجهتها مصاعب تخطتها بعزيمة واقتدار زاوجت خلالها بين قواها العاطفية ورسالتها السامية فحفرت لاسمها رقماً مهماً في خارطة العمل الجمعي مما حدا بمجلة (فوربز) تصنيفها ضمن خمس نساء يغيرن العالم في مجال السياسات العامة باسمكن جميعا احيي الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف الطبيبة السعودية المستشارة غير المتفرغة تحت قبة الشورى الرئيس التنفيذي لبرنامج الامان الاسري الوطني الذي تأسس بمرسوم ملكي عام 1426ه - 2005م تمحور حول قضايا العنف الاسري عامة وضد الاطفال خاصة .. بعد مرور اكثر من نصف قرن على ميلادها كان قدرها على موعد مع جائزة اشجع امرأة دولية منحها مؤخراً الرئيس الامريكي لدورها الفعال في مسيرة حياتها المهنية والاجتماعية حصلت قبلها على شهادات البورد الامريكي اربع مرات في مجال الطفولة الامر الذي يشكل دوافع وحوافز قوية لتغيير الصورة النمطية للمرأة السعودية ودفع عجلة التنمية المجتمعية خطوات ثابته الى الامام .. كما تزامن ميلاد ضيفتنا الكريمة مع صدور المرسوم الملكي الذ فتح باب التعليم الرمس امام الفتيات لاول مرة عام 1960م فالحقتها اسرتها بالتعليم الذي كان خاضعا آنذاك لسلطان القبيلة والعيب والعرف والتقاليد فكم من مواعهب قبرت وعبقريات ضاعت وطاقات همشت .. عشر سنوات امضتها ضيفتنا الكريمة في اغتراب عن الاهل واقتراب من العلم بالولايات المتحدةالامريكية تخصصاً وتأهيلا وتدريباً هيأتها لمواجهة ازمات ومعضلات مجتمع المرضى وما شاهدته من مآسي الطفولة التي تجاوزت مشاعر الرحمة والعطف واللين شكلت في مجملها منعطفاً مهماً نحو الاهتمام بالعنف الاسري سواء ضد الاطفال او بالزوجات او الابناء وكشفت دراسة لمنظمة الصحة العالمية ان العنف ظاهرة عالمية مؤرقة وسلوك بشري مؤلم على امتداد التاريخ درساة شملت اكثر من 48 بلداً تأرجح فيها لعنف بين 10% و70% يقل او يزداد بحسب فعالية التصدي لاسبابه مما يشي بان وجوده في مجتمعاتنا لا يعد نقيصة ذميمة كما انه ليس شأناً عائلياً، يحتمي خلف جدران الصلب والازدراء انما قضية مجتمعية تستحق ان تفرد لها الدراسات العلمية والميدانية مساحا مقدرة على ضوء ذلك عملت ضيفتنا الكريمة ضمن فرق عملفية وعلمية متجانسة زهاء عشر سنوات لتكثيف استمرارية الوعي المجتمعي عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة باعتباره تعدياً على حقوق الافراد والاسر وان تأثيرعه يعمل علىضعضعة المجتمعات وتفنيتها حيث تشير الدراسات الاجتماعية الى ان ضعف القوانين الرادعة وغياب الاجهزة البقابية واستفحال ثقافة الضرب كوسيلة تربوية وتفكك العلاقات العائلية لها دور كبير في استشراء الظاهرة التي أرقت كثيراً من المجتمعات فضلا عن مشكلات محتمعية مساعدة منها البطالة والفقر والمخدرات والعوز الاقتصادي وغيرها مما يتطلب تقديم الخدمات المناسبة الصحية والاجتماعية والامنية والقانونية فصدور نظام الحماية من الايذاء عام 1435ه 2013م علامة بارزة ونقطة تحول كبرى في تأخير عمل المؤسسات الرسمية. كما تحدثت الدكتورة سامية العمودي في حفل تكريم د. مها المنيف وقالت ازدانت اوقاتي بطلب الحديث عن أختي وزميلتي الدكتورة مها المنيف ولربما تعجبون أنني لا أعرف الدكتورة مها معرفة شخصية وانما جمعنا رباط بقوة رابطة الدم وهو حب هذا الوطن وخدمة أهلنا فيه واتحدث اهدافنا فكانت كل واحدة منا تجاهد على ثغر والزميلة طبيبة معروفة من الرائدات في العمل الطبي ومستشار غير متفرغ في مجلس الشورى لكنها حملت رسالة وقضية محددة واهتمت بقضية العنف الاسري وكسرت حاجز الصمت تجاه هذه القضية التي كانت تابوهاً ولاتزال (وباسم القوامة الخاطئة وفهمها المنافي للشريعة) فجاءت امرأة من هذا الوطن لتقف وتقولها عالية كفى.. فغدت هي صوتنا ضد هذا العنف الاسري بكل انواعه. لكن صوتها لم يقف هنا بل وصل الى هناك خارج الحدود ليرى العالم ان النساء عندنا لسن كما يعتقدوا واتذكر يوم تم تكريمي في واشنطن بجائزة الشجاعة هذه وكان لي شرف ان احصل عليها في اليوم العالمي للمرأة في مارس لعام 2007م (وهو عام اكلاق هذه الجائزة والتي يتم منحها لمن احدثن تغييراً ايجابياً في مجتمعاتهن) يومها سألونها ماذا تعني لك الجائزة قلت ان صوتي قد كسر حاجز الصمت واخترق الفضاء، ليلتفت العالم ويدرك اننا مثل غيرنا قادرات متمكنات نستطيع احداث التغيير. فرحتي بك دكتورة مها لانك الدليل الحي على اننا لم نكن يوماً صوتاً عارضاً يتم تكريمه ولكننا واقعاً يدركه العالم ويضيف دليلاً تلو الآخر على ان الحراك المجتمعي وتمكين المرأة السعودية حملناه حلماً وبدأ يطرح ثماره والدليل هنا الليلة من هذا الحفل وهذا الاحتفاء من رجل هو قامة وطنية معروفة فشكراً للشيخ عبدالمقصود خوجة حفاوته بنساء الوطن شريكات في التنمية. ختاما كأني بالناظر اليك يرى ان عقد اللؤلؤ السعودي يتم نظمه من عشرات السيدات ويكتمل بألق وجودك ونضالك من اجلنا كلنا من اجل غد بلا عنف. وان جاز لي ان اهدي تكريمك وقبله تكريمي بجائزة الشجاعة عالمياً من الحكومة الامريكية فاسمحوا لنا ان نهديه الى من جعلنا نعيش العصر الوردي للمرأة والدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لنا ودمتم في محبة.