صدق او لا تصدق، الهاتف الجوال بات اداة قتل ودمار على الطرق.. واصبحت المملكة من اوائل دول العالم في عدد الحوادث المرورية.. التي نفقد فيها ابناءنا حتى وصل معدل الوفيات يوميا اكثر من 15 حالة وفاة، ناهيك عن عدد الاصابات البليغة والبسيطة.. بالاضافة الى الخسائر الاقتصادية من جراء وقوع تلك الحوادث، وهو ما دفع المختصين والمهتمين بالشأن المروري الى وصف ما يحدث في الطرقات بحرب الشوارع. وقد اشارت الدراسات المرورية الى ان نسبة كبيرة من الحوادث سببها استخدام الهاتف الجوال اثناء القيادة وبالتالي بات الجوال هو الخطر الأكبر الذي يهدد قائدي السيارات على الطرقات. وبطبيعة الحال التقنية الحديثة نعمة اذا ما احسنا استغلالها بشكل جيد. ويعتبر الهاتف الجوال كاحد وسائل الاتصال النافعة واضحى بانتشاره الواسع على مستوى العالم من الضرورات التي يكاد لا غنى عنها. فيجب ان نحسن استعمال هذه النعمة بتجنب استخدامها غير الامن اثناء السياقة. كما ان التقنية الحديثة نعمة بحسن الاستخدام. فانها بالعكس قد تكون نقمة اذا ما اسأنا استخدامها. فالتعامل مع الهواتف الجوالة اثناء السياقة بدون حرص او ادراك لخطورتها جعلها تصبح مصدر تهديد لسلامة الآخرين بما ان الجلوس خلف عجلة السياقة تقتضي الانتباه والتركيز التام على الطريق وعدم تشتت الذهن. ومن المؤسف ان معظم حوادث الطرق تقع على الارجح اثناء انشغال السائقين وصرف انتباههم والانشغال بغير السياقة. ومن بينها حمل الهاتف الجوال باليد اثناء السياقة للاتصال او كتابة وقراءة الرسائل. إن استخدام السائقين للهواتف النقالة اثناء السياقة حتى ولو كان باستخدام سماعات الاذن. وغيرها وسائل الاتصال غير المباشرة. يساهم في حدوث العديد من السلبيات حتى عند استخدام اجهزة اتصال غير مباشرة وتغني عن حمل الهاتف النقال باليد. الا ان معظم الناس اعتادوا وبشكل لا ارادي تحريك اليدين او اليد الواحدة. الامر الذي يتعذر معه السيطرة على المركبة بشكل آمن. إن الله عز وجل خلق في زماننا هذا ما لم يكن يعرفه اسلافنا الماضين كالسيارات والطائرات والسفن.. الخ. واصبحت هذه المراكب تملأ البلاد سهولها وجبالها وصحاريها يملكها الجميع بل في بعض البيوت بعدد افراده فصار كلما هم شخص بالسفر حرك سيارته فقطعت به السهول والجبال وحملت الاثقال انها نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل. أول ما يجب علينا هو ان نشكر الله - سبحانه وتعالى - على تسخيره لنا هذه النعم بألسنتنا ونشكره سبحانه باستخدام هذه النعم بطاعته وفيما اباح الله لنا. ومن شكره سبحانه التحدث بهذه النعم ولنحذر كل الحذر من استخدام هذه النعم فيما يغضب الله سبحانه فان بقاءها مرهون بالشكر كما قال سبحانه "واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد" سورة ابراهيم آية (7). يجب توعية الشباب والشابات وجميع سائقي السيارات بخطورة استعمال الهواتف اثناء القيادة ويجب تشديد العقوبة على هذه المخالفة. واتمنى من الشركات الصانعة للمركبات وضع جهاز تشويش على ذبذبات الهواتف اثناء سير السيارة تحد من تلك العادة السيئة في قراءة وكتابة الرسائل الهاتفية القاتلة التي قد تتسبب في اقل من ثانية في حوادث جسيمة ومدمرة. الامان والسلامة في الطرقات مطلب مهم للمجتمع ولحماية كل من يستعمل الطريق فيجب المحافظة عليه من الجميع في الحد من مخالفة الانظمة والقوانين حتى ننعم بجيل يتمتع بسلوك حضاري راق ومتمسك بقيمه الدينية والاخلاقية والنظامية. ان تقنين استخدام الهاتف الجوال اثناء القيادة او حظر استخدامه بات امرا مطلوبا لحماية الناس والمحافظة على حياة قائدي السيارات ودرء المخاطر الناجمة عن ذلك. كما ان الاعلام بكل صوره وانواعه والاسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة والمسجد عليهم دور مهم في التوعية والارشاد والتنبيه الى مخاطر الاستخدام السلبي والخاطئ للهاتف الجوال وما ينجم عن ذلك من مآسي ودمار للنفس وللممتلكات. اللهم احفظنا من مخاطر الحوادث واحفظ ابناءنا وبلدنا من كل شر.