الملهمة مصطلح يطل علينا،كلما قرأنا قصيدة غزلية لشاعر،أو رسمة حالمة لرسام،أو نثر رقيقٍ لأديب،حتى كدت أجزم بأنه لا يوجد عمل إبداعي بالمطلق إن لم يمر في حرم الجمال الأنثوي ! وتذكرت قول الشاعر محمد زينو شومان حين قال (الشاعر الذي لا تمنحه حواء حقلها المغناطيسي أو ذاك الذي لا يقد قميصه من دبر ، سيكون دخوله في ثقب الإبرة أيسر من ولوجه باب الشعر) فهل هذا الرأي صائب ؟.. الملهمة ! من أسبغ هذه التسمية على المرأة ؟!..أهو المبدع،أم المتلقي ؟..وبماذا تختلف الملهمة عمّن سواها من النساء؟.. أسئلة تطرح نفسها عليّ كلما قرأت كتابا أو مقالا أو دراسة أدبية تتحدث عن الإلهام والملهمات والعلاقة الوثيقة التي تربطهمابالإبداع! وكان ما أثار تساؤلاتي كتابا للأديبة والشاعرة الفلسطينية مي علوش، والذي تناولت فيه الملهمات في الشعر العربي القديم والحديث والشعر الغربي. تقول في مقدمة كتابها(ستظل المرأة دائما خلف كل عمل عظيم ولدى وقوعنا على أي عمل عظيم لا يسعنا إلا أن نقول:فتش عن المرأة). ألهذا الحد أصبح إبداع الرجل مقرونا بوجود امرأة في حياته؟..وإن لم تكن هناك امرأة ،ألن يكون هناك إبداع؟.. الملهمة !! هذا الاسم بدأ يسلب المبدع شيئا من إبداعه ل يهبه للمرأة..والحجة أنه لولاها لما أضحى المبدع مبدعا..وفي هذا ظلم كبير!..