الدكتورة سامية العمودي كرست نفسها لقضيتي سرطان الثدي وحقوق مرضى السرطان - وهي الطبيبة الإنسانة الواعية المدركة لمعاناة المصابات بهذا المرض..هذا إلى جانب ما تقدمه لوطنها من خدمات جليلة.في اجابتها عن اسئلتنا أكدت الدكتورة سامية أن ميزة الدين الإسلامي أنه لا تعارض بينه وبين التطور والتحديث متى ما فهمناه على حقيقته وأن المسلم القوي الراسخ في عقيدته لا خوف عليه من ضياع هويته في ظل العولمة التي ترى فيها القاءً للفوارق فيما يخدم البشرية والانصهار في بوتقة واحدة في قرية كونية واحدة.أما الإنترنت فترى أنه ثورة غيرت وجه التاريخ المعلوماتي وقضية لم يعرفها جيلها ولم يألفها بسهولة وكان السؤال : ..كيف تقدمين نفسك؟ _ خليط من: أنثى ، أم لشاب وشابة أفخر بهما ، طبيبة قمت بتوليد المئات على يدي ، ناجية من سرطان الثدي بعد إصابتي قبل تسعة أعوام ، ناشطة في التمكين الصحي والحقوق الصحية ، عاشقة للصحافة والأدب ومشاركة في العديد من الصحف على مدى ما يقارب أربعين عاما ، أخيرا أحمل قضيتي سرطان الثدي وحقوق مرضى السرطان رسالة عمر ما تبقى لي من العمر حتى لا تقع امرأة في المعاناة مثلي . ..ماذا يتراءى في ذهنك من أيام الطفولة؟ - وفاة والدي كونها أول أزمة في حياتي وكفاح أمي لتربيتي أنا وأختي وصمودها حتى نتسلح بأعلى الشهادات قناعة منها أن العلم أبقى من أي إرث يرثه الأبناء . ..صاحب البصمة الأكثر وضوحاً في حياتك؟ -ربما يكون ردي غريبا لكنها الحقيقة لم يكن لإنسان بصمة في حياتي قدر ما كان لإصابتي بمرض سرطان الثدي ولذا أعتبر سرطان الثدي هو صاحب البصمة الأكثر وضوحا في حياتي والتي غيرت مناحي عمري وفتحت لي أبواب أجر وأبواب عطاء لم أحلم به يوما. ..ماذا تعني لك العولمة؟ العولمة هي إلغاء الفوارق فيما يخدم البشرية والانصهار في بوتقة واحدة ليصبح الكون قرية كونية واحدة والذكاء في الاتحاد مع العالم من أجل غد أجمل مع الحفاظ التام على الهوية الخاصة بنا ولا تعارض بين جمال الدين وبين التطور والتحديث دائما وهذه ميزة هذا الدين الجميل متى ما فهمناه حقيقة . ..وكيف نحافظ على هويتنا العربية في ظلها؟ - المسلم القوي الراسخ في عقيدته لا خوف عليه من ضياع هويته الإسلامية والعربية إنما الخوف على من يفتقدون هذه القاعدة الصلبة . ..كيف نجسر الهوة التي تحجب البعض عن فهم القرن القادم؟ - التعليم الصحيح والانفتاح على كل الحضارات والتخلص من هاجس الخوف من التغريب والذي تحول إلى سجن نحن صنعناه ونحن دخلناه ونحن من نعاني منه الآن. ..فكرة في رأسك تتمنين تحقيقها على حيز الوجود؟ كثيرة هي الأفكار التي أتمنى أن أراها واقعا وأهمها عودتنا إلى الطريق الصحيح في الفهم الحقيقي لديننا الجميل فقد ظلمناه بما يكفي وأسأنا له جهلا وعمدا وحان وقت طرد الغفلة وتنوير القلوب قبل العقول . ..يعتقد البعض أن مصير الكلمة المكتوبة إلى انقراض ! مارأيك؟ -لا أتفق مع هذا الرأي تظل للكلمة المكتوبة مذاقها الخاص بها ولا زال كثيرون منا يتقنون وسائل النشر الحديثة لكنهم لا يستمتعون إلا بقراءة كتاب ورقي مكتوب بين أيديهم . ..كيف تنظرين للرجل وللمرأة في الواقع المعاصر؟ -الرجل والمرأة شريكان متكاملان وكلاهما لازم لاكتمال الآخر وأي فصل بينهما هو أمر مغاير لما أراده الله تعالى ... وإخلال بالقوانين الطبيعية. ..هل هناك أمل لأن ينقض الاشتباك بين الرجل والمرأة خلال القرن القادم؟ -بالتأكيد فالحراك المجتمعي يقول أننا سنصل رغم كل المعوقات وكلما عملنا على التمكين المجتمعي استطعنا ردم الهوة بينهما . ..الزوجة والأبناء,عبء يضاف إلى هموم العمل,كيف توفقين بين هاذين الهمين؟ - الزواج والأبناء مسؤولية والعمل أيضا مسؤولية والمرأة العاملة تحتاج إلى ذكاء وحكمة لترتيب أولوياتها وتنظيم أمورها لتنجح في إدارة بيتها وعملها . ..متى قلت (لا) ثم ندمت؟ ..................... ..رأيك في الإنترنت,وكيف ترين جيله؟ - ثورة غيرت وجه التاريخ المعلوماتي وتقنية لم يعرفها جيلي فلم يألفها بسهولة وأتذكر في بداياتي كنت أشعر بالخوف من هذه التقنية المعقدة وأنني أعجز عن التعامل معها فلما كبر ابني وابنتي قليلا ورأيت تعاملهما معها وهم أطفال أدركت أنني في مأزق وأنني سأصل يوما الى مرحلة أشعر فيها أنني أم أمية جاهلة عاجزة عن مواكبة صغارها فكانت لحظة التحول لأدخل هذا العالم واليوم أعيشه مع أبنائي ويضحكون قائلين أصبحت مدمنة عليه وعلى التويتر أكثر منا يا ماما. ..هل كنت ممن راودهم خوف ولو يسير من مشكلة الصفرين؟ ................... ..موقف لا يزال بالذاكرة ؟ - يوم وضعت يدي على صدري فأحسست بكتلة فيه ولأني طبيبة بدأت أفحص نفسي وأدركت في لحظات أن قضاء الله قد حل بي وأنه سرطان في الثدي . ..قرار ندمت على اتخاذه؟ استقالتي في مرحلة من مراحل العمر من عملي كعضوة هيئة تدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ولذلك بمجرد أن تغيرت الظروف عدت إليها فهي بيتي وأرضي التي أتمنى أن أموت وأنا على رأس العمل فيها . ..كاتب تحرصين على متابعته؟ _ كثيرون من كتاب الصحف. ..شاعر لا تملين من قراءة شعره؟ .................. ..كلمة جميلة,لحن,يتردد في ذهنك؟ _ألحان الماضي الجميل في أنغام أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وصوت فيروز. ..لاعب كرة تحرصين على مشاهدته؟ _ لا يوجد أتابع الكرة بشكل متقطع مع إبني. ..هل أنت من أصحاب القرارات السريعة,أم العكس؟ يعتمد بعض قراراتي سريعة وحاسمة وبعضها يحتاج الى تأني وتفكير فتأخذ وقتا مني . ..الغيرة سلوك قد يصل إلى حد النزق,كيف نجعل لذلك حدوداً؟ _الغيرة الشديدة حالة من المرض العاطفي ولابد من مقاومة هذه المشاعر السلبية وتهذيبها . ..أسماء لا تزال مطبوعة في ذاكرتك؟ _مي زيادة وصالونها الأدبي الشهير. ..أسماء محتها الأيام من هذه الذاكرة؟ _كل من أساء إلي. ..كيف تنظرين لماهية الحب؟ الحب هو الحياة ولا حياة من غير حب. ..وكيف نصبغ به حياتنا؟ _ هو شعور فطري وهبة من الله وعلينا أن نفتح قلوبنا وعقولنا ونصبغ حياتنا به حتى نشعر بقيمة الحياة وطعمها وجمالها. ..آخر مرة خفق فيها قلبك ؟ولمن؟ _قلبي يخفق باستمرار ولأمور كثيرة ولأشخاص كثيرين ولمعاني أشعر بها تملأ حياتي. شخص بلا أيديولوجيا!بماذا تصفينه؟ ...................... ..شخص يصنع حول نفسه هالة,أو حواجز,من يكون؟ _ شخص مسكين يستحق الشفقة لأنه شخص وحيد. **"كتاب الأعمدة الصحفية يتهمون بالإفلاس: يلاحظ من خلال ما يطرحه الكثير من كتاب الأعمدة الصحفية وبالأخص كتاب اليوميات,أن الكتابة تتحول بالنسبة إليهم إلى استهلاك كتابي يهدف من ورائه إلى تعبئة الفراغ والحرص على التواجد دون أن يكون هناك هم أو قضية تستحق الطرح..ما هو رأيكم في ذلك؟ _الكتابة اليومية عملية صعبة على الأقل بالنسبة لبعض الناس وأنا منهم ولذلك تجدين كتاباتي دائما عبر عمود أسبوعي حتى لا أضطر للكتابة لأنه واجب ومهمة عمل لكن بلا شك هناك من يمتلكون هذه الملكة ونجحوا فيها بالتأكيد . **"العولمة.. ومواجهة طمس الهوية": كيف نواجه زحف العولمة القادم الذي يتوقع أن يطمس الكثير من الهويات العربية والخصوصيات التي تميزنا عن الآخر؟خاصة وأن هذا الزحف يمتد ليهدد الجوانب الثقافية والأيدلوجية؟ ........... ..في وجه من تغلقين بابك؟ _ بمجرد أن أرى غيابا للقيم الأخلاقية الأساسية في تركيبة من أمامي أنسحب بهدوء. ..لو وقفت على بئر,فما هو السر الذي تبوحين به له وحدك؟ _ سري لا أبوح به فكيف تطلبين مني الآن أن أبوح به. ..قبل الوداع ماذا تقولين؟ _سعدت بأسئلة نقلتني إلى عوالم جميلة متنوعة فشكراً لكِ.