اختيار الاحساء لتنفيذ هذه الجريمة الشنعاء كان اختياراً – تافهاً – لأن الاحساء منذ عشرات السنين ان لم تكن مئاتها تعيش ألفة بين مكوناتها فلم تعرف في يوم – من الأيام – أي تنافر بين أهلها.. لقد تقاسموا تمر الخلاص.. فلا تعرف من أي بستان هو من بساتين المبارك أو الخرس.. ولا تعرف من ذلك الذي يسبح بجانبك في عين أم سبع – من أي بيت هو- إنهم كانوا يشكلون "مجتمعاً" يذهبون كل صباح الى بساتينهم أو ليرفوا البشوت.. أو تلك السيدة التي اسمها فاطمة تتلقى في ذلك الصباح ذلك الفطير من جارتها – عائشة – لم يعرفوا ذلك التنافر أو التنابذ.. أو حتى التباعد.. هذا هو ديدنهم منذ الزمان بزمان.. لهذا عندما اختارت يد الغدر والجهالة هذا المكان كان اختياراً خطأ بل هو اختيار جميل الجميل فيه إن كان هناك جمال في مثل هذه الجريمة انه تم في هذا الجزء من الوطن حيث قتل هؤلاء المتسامحون.. الهادئون المقدرون لصون بلادهم.. الحريصون على سلامته وأن يكون وطناً قائماً على تطبيق شرع الله.. لهذا كانت نفوسهم مرتاحة مطمئنة أما أولئك الذين قاموا بهذا العمل بكل تأكيد ليسوا من قماشة الاحساء بل هم من خارجها وهم الذين ارتكبوا هذه الجريمة بغية جر البلاد كلها الى مصير يتخيلونه من الدماء والدمار نقول لهم لقد فات عليكم معرفة هؤلاء – الشهداء – ومن خلفهم من آباء وأمهات الذين يؤمنون بأن سلامة الوطن قبل سلامتهم وهي ما يؤمنون به وأن هذه القيادة التي ينعم الوطن بها لا تريد لها بديلاً أبداً.. فهم يقولون لهم فمهما عملتم لن تصلوا من خلالنا الى ما تريدون.. حمى الله وطننا من كل شر وأبعدنا عن كل ناعق له.