معظم سكان المملكة من الشباب ويتراوح نسبتهم إلى 60 % او اكثر قليلا والشباب فئة غالية علينا فهم أبناؤنا وفلذات أكبادنا ويحتاجون إلى من يحتوي طاقاتهم ويسهم في إطلاقها فيما ينفع الدين والوطن والمجتمع وبسبب غياب المتنفس للشباب الذي يطلقون من خلاله طاقاتهم تجد شبابنا ينجرفون ذات أقصى اليمين نحو الغلو والتطرف او ينحرفون نحو اقصى الشمال للانحراف والفساد الأخلاقي والمخدرات ولذا كان علينا لزاما الاهتمام بهم وإيجاد الحلول لتوفير البيئة المناسبة لهم لكي يطلق الشباب طاقاتهم في المجالات الإيجابية وتحت رعاية وإدارة واعية ومنضبطة . وقد اطلق الامير عبدالمجيد بن عبد العزيز رحمه الله قبل عشر سنوات تقريبا فكرة رائدة وغير مسبوقة بإنشاء مراكز للأحياء تكون بمثابة مراكز اجتماعية ورياضية وثقافية وتعتمد مبدأ المشاركة الفعالة لسكان الحي في تنظيم وإدارة تلك المراكز. وقد دعم هذه الفكرة من بعده امراء منطقة مكةالمكرمة الامير خالد الفيصل سابقا والأمير مشعل بن عبدالله حاليا وبإشراف ورعاية من محافظ جدة الامير مشعل بن ماجد حفظهم الله جميعا وبارك لهم جهودهم الخيرة لخدمة المجتمع والشباب. وتعتمد مراكز الأحياء على تفعيل دور الحي والمجتمع في احتضان طاقات الشباب وتوظيف قدراتهم فيما يفيدهم ويعود على المجتمع بالنفع، وتنمية مهارات الشباب والعناية بمواهبهم المختلفة، كذلك استثمار أوقات الفراغ والذي يعود على الفرد والمجتمع بالنفع بالإضافة إلى إحياء دور التواصل الاجتماعي بين أفراد الحي والمجتمع، والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية والظواهر السلبية في الحي، وإحياء روح الانتماء إلى الحي وتنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية بين أفراد الحي، بالإضافة إلى إحياء الآداب الفاضلة والأخلاق السامية مثل حسن الجوار وبذل المعروف وزيارة المرضى ومساعدة المحتاج. وقد حققت مراكز الأحياء توسعاً جغرافيا متزايدا حيث بلغ عدد مراكز الأحياء بمحافظة جدة 33 مركزاً لتؤكد نجاح هذه التجربة الرائدة والإقبال الكبير على الاستفادة منها فكراً وممارسة وتعميمها على مستوى المملكة. ومؤخرا وافق مجلس الشورى على مشروع نظام مراكز الأحياء في مناطق المملكة وهي خطوة قوية لانطلاق هذه الفكرة بشكل رسمي وتحت غطاء ورعاية وموافقة الدولة . ولتحقيق الاستدامة المالية لهذه المراكز فقد عقدت جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة ورشة عمل خاصة لوقف الجمعية وتحقيقاً لخطتها الاستراتيجية المتضمنة تحقيق الأهداف الاستثمارية والاجتماعية لتكون مؤسسة عصرية. ولاشك ان هذه الانطلاقات المتلاحقة والخطوات المتسارعة والمتابعة المستمرة لمشروع مراكز الاحياء لهي بشرى سارة لنا جميعا لكي نطمئن لوجود مراكز متكاملة في الأحياء تكون بمثابة مراكز اجتماعية ورياضية وثقافية عالية المستوى تحفظ شبابنا وتسهم في اطلاق طاقاتهم فيما ينفع ويفيد دينهم ومجتمعهم وبلادهم وانفسهم . ولايمكن ان تتحقق هذه النجاحات المتلاحقة والمتابعة المستمرة لمشروع مراكز الاحياء بدون فريق عمل يعمل ليل نهار لكي يرى هذا المشروع النور ويصبح واقعا ملموسا ومستمرا فتحية شكر وتقدير لفريق عمل مراكز احياء جدة بقيادة الأمين العام لمراكز احياء جدة المهندس حسن الزهراني هذا الرجل الذي جعل قضيته الأولى مراكز الأحياء منذ سنوات طويلة وكان يناضل ويكافح هنا وهناك ولم يترك فرصة ولا مناسبة إلا وبذر فيها بذرة مراكز الأحياء وظل يرعى هذه البذرة ويهتم بهذه النبتة حتى كبرت واشتد عودها وبدأت تظهر اغصانها وبعض ثمارها فتحية وتعظيم سلام له ولكل فريق العمل الذي عمل ويعمل معه فنحن بأمس الحاجة لمثل هؤلاء الرجال المخلصين والحريصين على المجتمع وشباب الوطن ونتمنى ان نرى قريبا مركز حي نموذجي ومثالي في كل حي من احياء مدينة جدة. 3903 جدة - 22246 – 6624