الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد: فمما لاشك فيه ان نعمة الامن نعمة عظيمة امتن الله بها على اقوام دون غيرهم وهو من اهم مطالب الشرع المطهر وبه يحصل الاطمئنان والاستقرار والتنمية وبه يتحقق حفظ الانسان على ماله ودمه وعرضه ومن هنا حرم الاسلام قتل النفس الا بالحق قال الله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) وقال صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات..) ومنها (قتل النفس التي حرم الله الا بالحق). في كل مرة وبعد ان ينسى الناس جرائم الفئة الضالة واعمالهم التخريبية في البلد الحرام لفترات طويلة كنا نعتقد بأن الفئة الضالة واصحاب الفكر المنحرف وخوارج هذا العصر قد عادوا الى رشدهم وعرفوا طريق الحق ولكن للاسف الشديد نجدهم في غيهم وضلالهم وانهم مازالوا يعيشون في جحورهم واوكارهم يخططون للنيل من منجزات هذا البلد بسفك الدماء المعصومة وزعزعة امن البلاد وايغار صدور الناس ضد ولي امرهم. انه من المؤلم ان تستمر هذه الفئة الضالة والخلايا الارهابية في مخططاتها المدمرة، ومن المحزن جداً ان يكون معظم هؤلاء من الاحداث وصغار السن قد ظهروا من هذه الارض الطيبة التي تحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وعندما يحذر اعضاء هيئة كبار العلماء من الارهاب ويصفونه بانه جريمة نكراء وظلماً وعدواناً تأباها الشريعة الاسلامية والاديان السماوية والفطر السليمة. ومن هنا جاء بيان هيئة كبار العلماء الذي صدر مؤخرا انما جاء ليؤكد مخاطر الارهاب ومساوئه على المجتمع السعودي وان هذا الارهاب ليس له دين ولا وطن ولا تقره الشرائع السماوية حيث جاء هذا البيان مشتملا على تأصيلاته الشرعية المبنية على الكتاب والسنة في مرحلة مهمة وخطيرة تمر بها الامة في عصرنا الحاضر والتي لم تمر عليها من قبل وهي انتشار هذه الجماعات الارهابية في كثير من الدول العربية والاسلامية والعالم التي تقوم بأعمال مخالفة للشرع كالقتل والتدمير والفساد باسم الاسلام وقد تضمن البيان العديد من الامور المهمة في مكافحة الارهاب بمنع من يتجرأ على الدين والعلماء ويزين للناس التساهل في امور الدين واستنكار ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط الارهاب بالمناهج التعليمية موضحا بأن هناك من يوظف الاحداث للنيل من الثوابت القائمة على عقيدة السلف الصالح كما تضمن بانه يجب على العلماء القيام بواجبهم وان يبينوا للناس مخاطر الارهاب وحيث ان الارهاب يعد جريمة نكراء وظلما وعدوانا تأباه الشريعة والفطرة. والمملكة ولله الحمد قامت بخطوات مميزة ودور عظيم في محاربة الارهاب بوسائل عديدة لمحاربة هذه الظاهرة باساليب متعددة ومنها تحقيق الامن الفكري منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- البرامج المعمول بها في مركز الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز للمناصحة والرعاية للموقوفين امنيا بين اعضاء هذه الجماعات. 2- موافقة وزارة التربية والتعليم على تكليف بيت خبرة بتولي دراسة وتنظيم برنامج وقائي وشامل يهدف لمعالجة قضايا المعلمات والمعلمين في عقائدهم الاخلاقية. 3- قيام حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمحاورة معتنقي الفكر الضال والمتطرفين على الشبكة العنكبوتية والتي قامت بدور كبير في انحسار عدد معتنقي الافكار الضالة. وخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - له الجهد الاكبر في محاربة الارهاب من خلال تحذير العالم من هذه المنظمات الارهابية التي تعيث في الارض فسادا فدعا للكثير من المؤتمرات لمحاربته وانشاء المركز الدولي لمكافحة الارهاب ودعمه مؤخرا بمئة مليون دولار دعما منه - ايده الله - للمركز. حفظ الله بلادنا بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من عبث العابثين وجنب ابناءنا وبناتنا الارهاب وافكاره الضالة والمنحرفة وحفظ خادم الحرمين الشريفين وجعله ذخرا للاسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين. الدكتور/ صالح بن ابراهيم الدسيماني مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة مكة المكرمة