قد يبدو عنوان هذا المقال غريباً للبعض و غير مُستساغ نوعاً ما , رغم أن الكلمة دارجة و كثيراً ما نستخدمها نحن عند التعبير عن اللامبالاة وعدم الاهتمام لأمر، أو لشخص ، أو لموقف. و من يبحث عن أصل كلمة (طُز) سوف يجدها كلمة قديمة عثمانية الأصل و تعني (الملح).و لا أدري كيف اختلف معناها ووصلت إلينا بمعنى مُغاير تماماً وبعيد كل البعد عن أصلها. يروى أن الحكومة العثمانية كانت تفرض ضرائب على التجار في جميع السلع باستثناء (الطُز) أي الملح. و يُقال إن التجار العرب كانوا إذا مروا من عند المفتشين الأتراك يقولون لهم (طُز) ! أي لا يوجد معه إلا ملح فيسمح لهم بالعبور. و تخيلوا إاختلاف المعاني في المفردات بين الشعوب ، فماذا لو قالها خليجي عند نقطة تفتيش ! حتماً لن يُمر بسلام ، أو اذا كان في مطعم و نادى "الجرسون" وقال له : هل لي بقليل من الطُز لو سمحت ؟ و غير تلك المفردة مفردات كثيرة تختلف معانيها من بلد عربي لآخر ، لن تسعفني المساحة لذكرها غير أني تذكرت موقفا حصل لصديقة مصرية زارت المملكة في أحد مواسم الحج و طلبت (لبن) و اللبن عند المصريين هو الحليب ، لكن لدينا هناك فرق بين الحليب و اللبن. فظنت أن البائع قد غشها بحليب منتهي الصلاحية إلى أن عرفت معناها. إن اختلاف المعاني وارد لاختلاف ثقافات الشعوب ، و بما إني تطرقت إلى مفردة (طُز) بمقالي اليوم سأعود لها ، فنحن قد ندعي اللامبالاة في بعض الأحيان ، و نُمثلها،و نتقمص دور اللامُبالين ، و نُشغل أنفسنا بأي شيء و لكننا نفشل فشلاً ذريعاً عندما تُباغتنا الذكريات ، و تُضعفنا ، و تُرجعنا معها إلى نقطة الصفر ! ياليت (الطُز) بمعناه الدارج لدينا و الدال على اللامبالاة و عدم الاهتمام هو شيء ملموس و يُشترى بالمال ، لكنت والله أول من يشتريه و يستورد منه أطناناً أحتفظ بها لنفسي و لا أصدرها لأحد ، فلقد قررت أن يكون (الطُز) هو مبدئي في هذه الحياة الفانية التعيسة لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. تخيلوا معي لو أحد (الأشناب) قالها يوماً لأنثى (كيدها عظيم) ، عندها فليترقب أقرب شيء ثقيل بجانبها ممتلئاً بالطز الذي سوف يطُز فوق (نافوخه). و والله العظيم لو قيلت لي يوماً من رجل يهمني أو لا يهمني أمره (لطَزطَزت) رأسه حتى يتهشم و قلت بعدها في ستين طُززز ! قال طُز قال!! ريهام زامكه rzamka@