حققت القرية الأثرية بالاطاولة بمنطقة الباحة مكانة متميزة في نفوس حشد كبير من الزوار والسواح والاهالي الذين زاروها في صيف هذا العام 1435ه والذين قدرت مصادر قريبة من القرية ان عددهم زاد عن (10) الاف زائر خلال الثلاثة اشهر الماضية في اشارة الى ان القرية صارت المحطة الاثار والحضارة الاولى في منطقة الباحة. وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، قد قام مؤخرا بزيارة لقرية الأطاولة الأثرية بمحافظة القرى , وكان في استقباله محافظ القرى عبد الله بن زايد الحربي وشيخ قبيلة قريش الشيخ فهد بن جابر الحسين، ورئيس بلدية القرى محمد العويفي ، ومدير السياحة والآثار بالباحة , وعدد من الأهالي . وخلال جولته ، اطلع سموه على تاريخ وحضارية القرية , التي صارت أحد المعالم الأثرية والحضارية في المنطقة ، وتم تقديم شرح للأمير عن المشروعات القائمة من ترميم وتجديد في بعض المواقع وتحسين الطرقات القديمة وإعادة بنائها، وانتقل بعدها سموه إلى مجلس القرية وتناول القهوة العربية وبعض المأكولات الشعبية. وأشاد سموه في ختام جولته بجهود أهالي القرية وحرصهم في إبقاء معالم التراث على ما كانت عليه ، فيما عبر الأهالي عن شكرهم لسمو رئيس الهيئة على دعمه واهتمامه بالقرى التراثية. الى ذلك قامت بلدية محافظة القرى برصف الطرقات داخل القرية الاثرية بالحجر الجرانيتي , في الحي القديم بوسط مدينة الاطاولة أو ما يعرف ب " حي الدار " .. وكانت البلدية قد ارست المشروع على احد الشركات المحلية بمبلغ مليون ومائتي آلف ريال . وهذه هي المرحلة الأولى من مشروع كبير , يستهدف تقديم القرية في صورة حضارية للسواح والزوار والاهالي من داخل وخارج المنطقة , كما قامت بلدية القرى بترميم ممرات المشاة وتهيئة الجلسات للزائرين , وإنارة طرقات ومدخل القرية , وتسهيل الدخول إليها من أكثر من طريق . وبدأت تظهر للوجود أولى طلائع اقامة المتحف الأثري للقرية , ويعقبها اقامة عدد من الخدمات مثل المقاهي والمطاعم الشعبية ومحلات عرض المقتنيات الأثرية , بالتعاون مع الأهالي وملاك المساكن القديمة في محيط القرية وحولها . وخلال جولة ل " البلاد " في القريبة الأثرية بالاطاولة , رأينا ان القرية وقد استفادت من جهد الهيئة العليا للسياحة والآثار , حيث تم بدء العمل في تأهيل بعض البيوت والحصون والمسجد الجامع هناك وإن كان العمل لازال في بدايته , فعدة جدران بدأت متداعية وتحتاج الى الترميم والتأهيل , كما أن عددا من اسقف البيوت والرواشين أو ما يعرف محليا بالرعوش (جمع الرعش ) قد انكشفت من الاتربة التي كانت تغطيها , وأيضا فالأبواب والشبابيك تحتاج الى اعادة ترميم ودهان . وستكون قرية الاطاولة الأثرية في حال اكتمال اعادة صياغتها بشكل كامل وفق التصورات والطموحات , أبرز مزار سياحي في منطقة الباحة , بما يحقق الطموحات في أن تكون وجهة سياحية تزين مدخل المنطقة الشمالي وتشد مئات الزور لها . ومن مزايا القرية انها تقع على مشارف طريق الملك عبدالعزيز ( الطريق الدولي المزدوج ) الطائف – الباحة فالجنوب وأبها . وتقع على تل مرتفع عما حوله في اطلالة جميلة على مدينة الاطاولة ووسطها تحديدا .وقال لي الاستاذ المؤرخ علي سدران الزهراني أن الصواب هو أن نطلق عليها القرية " الأثرية " لا التراثية .. لأنها عبارة عن آثار وليس مجرد تراث , وثمة فرق بين الدلالات اللفظية للكلمتين . وتضم القرية مبان قديمة يعتقد أنها بداية الحياة السكانية في بلدة الاطاولة ونواة الحياة فيها , ولعل من أولها حصن دماس الذي يعتقد انه أول بناء أقيم في الاطاولة قبل عدة قرون , ثم أقيمت حولة عدة مبان حجرية سكنية , بعضها مؤلف من ثلاث طبقات ومازالت قائمة بشكل شبه جيد . وثمة حصن آل عثمان وهو حصن المشيخة الذي سكنه عدد من شيوخ قبيلة قريش من آل عثمان لسنوات كثيرة , وهو مبني من الحجر وبشكل فريد ومطلي بمادة " الشيدة " المعروفة محليا , وهي بحسب الاهالي اقوى من الاسمنت بدليل صمودها حتى الان . وهناك مبنى المدرسة الأولى في تاريخ الاطاولة وهو بناء حجري , وكانت للبنين أولا ثم بعد ذلك للبنات , وثمة طرقات متعرجة وأخرى على هيئة مدرجات , وثمة الجامع القديم للاطاولة بميضئته المميزة على الطريقة التاريخية المعروفة , وتوجد باحة صغيرة للمصلين , ثم يليها بناء الجامع بمحرابه ومنبر خطبته المميزتين وسقفه المرصوف بالأخشاب . كما تحدث معي الشيخ فهد بن جابر شيخ قبيلة قريش فقال : بداية نشكر صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار على جهوده الكبيرة في العناية بقرية الاطاولة الاثرية، مما جعلها تصل الى هذه المرتبة المتقدمة من الحضوة والحفاوة لدى الزوار.كما اقدم عظيم شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي الامير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز امير منطقة الباحة على جهود سموه ومتابعاته وتوجيهاته بجعل القرية محطة حضارية مهمة من محطات المنطقة.هذا ونتمنى المزيد من الدعم من كل الجهات المسؤولة حتى نصل الى تحقيق كل الطموحات. من جانب آخر يبذل الأستاذ عبد العزيز الشملاني جهوداً كبيرة في اقامة متحف الأطاولة الأثري لأبناء سعيد الشملاني رحمه الله .والذي سيتكامل قريباً .