شهدت غرفة الشرقية بمقرها الرئيسي بالدمام لقاء هاما وموسعا بين شركة أرامكو السعودية وقطاع الأعمال في المملكة حول مشاركة القطاع الخاص الوطني في برنامج الملك عبدالله لإنشاء أحد عشر استاداً رياضيا في مختلف مدن المملكة. واستهل اللقاء بكلمة رئيس مجلس إدارة الغرفة عبدالرحمن بن صالح العطيشان , رحب فيها باستضافة الغرفة لهذا اللقاء الذي يناقش تنفيذ المبادرة الملكية بإنشاء أحد عشر استاداً رياضياً في جميع مناطق المملكة ، وبأعلى المواصفات والمعايير العالمية ، وهو التكليف الذي أسنده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لشركة أرامكو السعودية لإدارته والإشراف على تنفيذه على غرار ما تمَّ إنجازه في مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة . وأشاد العطيشان في كلمته بالمهنية العالية لشركة أرامكو السعودية والتي ساهمت على مدى العقود الماضية في تأهيل مقاولين سعوديين على مستوى عالمي للتصدي للمشاريع العملاقة ولنا في أستاد الجوهرة اسوة حسنة حيث تصدت للمشروع وبكل نجاح إحدى شركاتنا الوطنية ,مؤكداً على أهمية أن تكون مساهمة قطاع الأعمال السعودي سواء على مستوى قطاع المقاولات او الخدمات المساندة مساهمة استراتيجية ورئيسية وفق آلية تضمن تنفيذ (برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة) بشكل مسئول واحترافي يراعى من خلاله قواعد المدة الزمنية والتكلفة ومستويات الإنجاز . بدوره أكد رئيس لجنة المقاولات وعضو مجلس ادارة غرفة الشرقية , عبدالحكيم بن حمد العمار في كلمته على أهمية عقد هذا اللقاء لعرض متطلبات شركة أرامكو السعودية لإنجاز هذا المشروع الحيوي والإستماع لآراء قطاع الأعمال والمقاولين منهم على وجه الخصوص. وأفاد أن شركة أرامكو السعودية على مدى العقود الماضية تبنت سياسات بناءة تهدف لتنمية قطاع المقاولات الوطنية ليتواءم وحجم الأعمال والمشاريع التي تشهدها البلاد النفطية منها على وجه التحديد ، منوهاً بأن تلك المشاريع تعد فرصة سانحة لقطاع المقاولات في المملكة في التوجه الذي تنتهجه أرامكو السعودية نحو توطين اعمالها وكذلك الأعمال المرتبطة بمشاريعها في المشتريات والتوريد من السوق المحلية بما يكمل منظومة البناء وفق أسس اقتصادية واستراتيجية من جانبه ألقى مدير عام المشاريع في أرامكو السعودية المهندس معتز بن عبدالعزيز المعشوق كلمة رفع فيها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على توجيهه بتنفيذ برنامج الملك عبدالله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة الذي سيسهم في تنمية القطاع الرياضي والشبابي في وطننا الغالي ,معبراً عن اعتزاز الشركة بما ستتيحه لها هذه الفرصة من التواجد في 11 منطقة من مناطق المملكة لبناء منشآت رياضية حديثة ، وكذلك لبناء شراكات جديدة مع مقاولين جدد لم يسبق أن عملت معهم . وأشار المعشوق إلى إدراك الشركة لحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها في تنفيذ هذه المشاريع على أعلى المواصفات والمعايير العالمية ، استناداً إلى خبراتها العريقة ودعم شركائها لها من شركات المقاولات الإنشائية والمكاتب الهندسية ,مشيراً إلى أنه في العام الماضي بلغت قيمة مشتريات أرامكو السعودية التي تمت ترسيتها على موردين من السوق المحلية أكثر من 23 مليار ريال تشكل 75% من إجمالي مشتريات الشركة , كما بلغت قيمة عقود مقاولات الخدمات التي تمت ترسيتها على شركات وطنية الي 114 مليار ريال ما نسبته 92 % من إجمالي مقاولات الشركات التي تمت ترسيتها. وأعرب عن اعتزاز الشركة بهذه العلاقة المتينة وتطلعها عبر هذا اللقاء إلى تعزيزها كماً ونوعاً ، لافتاً الى ان أرامكو السعودية سعت من خلال عقد هذا اللقاء إلى صياغة رؤية مشتركة تؤسس لتنمية حقيقية للقطاع الخاص ، وتتيح له المشاركة القصوى الممكنة في تنفيذ هذا البرنامج الضخم ، وما يقدمه من فرص تنموية تنهض بقطاع المقاولات والهندسة وسلسلة التوريد وتوطين الخبرات وفتح ما يزيد على 10 آلاف فرصة لتدريب وتوظيف الشبان السعوديين . وشرح المعشوق في كلمته التحديات الكبيرة التي يكتنفها تنفيذ هذا البرنامج الإنشائي الضخم ، بما في ذلك إنجازه خلال عامين ، وعلى أعلى المواصفات والمعايير العالمية واضعاً في الحسبان توطين فرص التصنيع وسلاسل التوريد والوصول إلى القوى العاملة المؤهلة ، وتنفيذ المشاريع بكفاءة عالية ، ضمن هذا الجدول الزمني القصير ,مشيراً إلى أهمية إيجاد السبل بما فيها الشراكات للإسهام في بناء قدرات كبيرة في القطاعين الهندسي والإنشائي والاستفادة من التجارب الوطنية الناجحة في هذا المجال. تلا ذلك تقديم عرض تعريفي عن أبعاد وملامح الأحد عشر مشروعاً قدمه مهندس المشاريع في إدارة المشاريع في أرامكو السعودية المهندس ابراهيم بن مسعود المولد , أوضح من خلاله أنواع المقاولات والأعمال التي تستلزمها تلك المشاريع ، كالأعمال الهندسية ودراسات التربة وتهيئة المواقع والبنية التحتية ، وتوفير الخدمات العامة ومباني المكاتب والسكن المؤقتة لفرق العمل في تلك المشاريع ، وخدمات الأمن والسلامة ، ومقاولات الإنشاءات ، ومقاولات أعمال الكهرباء والميكانيكا والسباكة والهياكل الفولاذية والسفلتة والزراعة والواجهات والتشطيب والأنظمة التقنية . وتناول في العرض البيانات والكميات التقديرية للمواد الرئيسة اللازمة لمراحل الإنشاء ، والأعمال اللوجستية المختلفة المرتبطة بها , إضافةً إلى متطلبات تنفيذ تلك المشاريع والتوطين وبرامج تدريب السعوديين التي تشترطها الشركة فيها ، وذلك لتوضيح حجم القدرات اللازمة للشركات والمكاتب الهندسية الراغبة في الدخول في تلك المشاريع. وفي ختام اللقاء قدم ممثل العقود بشركة أرامكو السعودية المهندس سعيد بن صالح الغامدي , عرضا تعريفيا عن الآلية اللازم اتباعها للعمل مع الشركة ، والتي تتضمن تعريفاً بنظام تسجيل المقاولين في أرامكو السعودية ، ونظام اعتمادهم كمقاولين مؤهلين للدخول في منافسات العقود التي تطرحها الشركة لتنفيذ أعمالها.