طالب نحو 350 مقاولاً سعودياً، شركة أرامكو السعودية بإفساح المجال لهم للمشاركة في برنامج خادم الحرمين الشريفين لإنشاء 11 استاداً رياضياً في مناطق السعودية، ورحبت الشركة بطلب المقاولين، وحددت لهم المجالات التي يستطيعون التنافس فيها، داعية إياهم إلى تسجيل بيانات شركاتهم في موقع إلكتروني، تمهيداً لاختبار كفاءتهم وإمكاناتهم. في الوقت ذاته، أعلنت اللجنة الوطنية للمقاولين في السعودية، أنها تلقت وعداً من أرامكو السعودية، بمنح الفرصة للمقاولين السعوديين، للاستفادة من المشروع، مؤكدة أن المقاولين الوطنيين سيجدون مناخاً ملائماً للنجاح والإنجاز تحت إشراف أرامكو، مما يؤهلهم للقيام بدور محوري في عملية البناء، وفق المواصفات المطلوبة. وشارك أكثر من 800 شخصية، بينهم ما يزيد على 350 مقاولا سعوديا، في اللقاء الذي نظمته شركة أرامكو السعودية في مقر الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية أمس، لعرض متطلبات مشروع إنشاء الملاعب ال 11 التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين. وأشاد عبد الرحمن العطيشان رئيس مجلس إدارة الغرفة، بتكليف شركة أرامكو بتنفيذ المشروع، مؤكدا أن الشركة تتمتع بإمكانات عالية، تجعلها تنفذ المشروع وفق أعلى المواصفات الفنية». وأشار المهندس معتز المعشوق مدير عام المشاريع في أرامكو إلى أن الشركة تشعر بالفخر لتكليفها بهذا المشروع الضخم، وقال: «المشروع سيسهم في تنمية القطاع الرياضي والشبابي في السعودية، ونحن ملتزمون بالانتهاء منه خلال عامين من الآن، وفق أعلى المواصفات والمعايير العالمية»، مبيناً أن «كل استاد سيتسع لنحو 45 ألف متفرج». وأكد المعشوق أن «الفرص متاحة لجميع المقاولين للمشاركة في تنفيذ المشروع، خاصة أن علاقتنا معهم تزداد متانة وقوة مع مرور الوقت»، موضحا أن «المشاريع التي نفذت في قطاع المقاولات تحت إشراف أرامكو في العام الماضي، ونفذها مقاولون وطنيون بلغت أكثر من 23 مليار ريال، فيما بلغت قيمة خدمات الشراء التي تمت ترسيتها على الشركات الوطنية أكثر من 114 مليار ريال». وتوقع المعشوق أن يوفر تنفيذ مشاريع الملاعب 10 آلاف فرصة وظيفية للشباب السعودي في قطاع المقاولات والإنشاءات». أكد إبراهيم المولد مهندس المشاريع في أرامكو السعودية أن «فرص العمل متاحة لجميع شركات المقاولات والمكاتب الاستشارية السعودية، التي بإمكانها القيام بالأعمال الأساسية في المشروع، مثل الأعمال الميكانيكية والكهربائية وشبكات الصرف الصحي، والأعمال المدنية، بالإضافة إلى المقاولين العاملين في الأنظمة ذات الجهد المنخفض، والأغلفة الخارجية ومقاولي الهياكل الحديدية ومقاولي التصاميم الداخلية ومقاولي الإسفلت ومقاولي العشب الطبيعي والاختبارات على جودة التربة، وتجهيز المواقع وأعمال البنية التحتية والمرافق المؤقتة والمكاتب وسكن العاملين، بالإضافة إلى تجهيز مكاتب ومرافق وخدمات الأمن والسلامة أثناء تنفيذ المشروع». وألمح المولد أن أرامكو ستواجه تحديات صعبة، إذا اعتمدت على مصنعين وطنيين، وقال إن الشركة ستقوم على تأمين المواد المستخدمة في إنشاء الاستادات الرياضية، وفق مواصفات معينة». واستعرض المولد مراحل بدء العمل في تنفيذ برنامج الملك عبدالله، وتحديد مواقع الملاعب بالاتفاق مع الجهات الحكومية، وتطرق للخطة الزمنية. وقال: «مدة التنفيذ عامان وفق تصاميم عالمية، تحاكي استاد الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة». وأضاف أن «الجهات الحكومية المختصة ستقوم بتزويد المواقع بالخدمات الأساسية اللازمة، مثل المياه والجسور والطرق والكهرباء وشبكة الصرف الصحي والاتصالات، مما سيضيف فرص عمل إضافية لشركات المقاولات الوطنية والمكاتب الاستشارية». وتابع «مرحلة التخطيط والتصاميم الهندسية الأولية ستستغرق مدة تتراوح بين 3 و 6 أشهر، بينما تستغرق مرحلة التنفيذ مدة تتراوح بين 18 و 21 شهراً»، مبيناً أن «عملية الإنشاء في ال11 استاداً ستسير في وقت متزامن، حتى يتم إنجاز المشروع في الوقت المحدد، على أن تقوم أرامكو، بالتعاون مع الجامعات المحلية باختيار التصاميم الهندسية التي تتوافق مع حضارة وثقافة كل منطقة تحتضن أحد هذه الملاعب». ودعا المهندس سعيد الغامدي ممثل إدارة العقود في أرامكو السعودية، المقاولين السعوديين الراغبين في المشاركة في المشروع إلى تسجيل أسماء بيانات شركاتهم في الموقع الذي خصصته الشركة لهذا الغرض. وشرح الغامدي كيفية وآلية تسجيل المقاولين في موقع يعرف باسم «شبكة المقاولات الإلكترونية في شركة أرامكو»، مشيراً إلى أن «أي مقاول لن يتمكن من الدخول إلى الموقع، والتعرف على المواصفات والشروط، إلا بعد أن يستوفي كافة الشروط والبيانات المطلوبة للتسجيل». ذكر فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين، أنه تلقى وعداً من أرامكو السعودية، بأن يكون للمقاولين السعوديين دور كبير في مشروع إنشاء الملاعب. وقال: «لا أقول جديداً إذا أكدت أن المقاول السعودي صاحب خبرة وكفاءة عاليتين، متى تهيأت له الفرصة الكاملة لإثبات نفسه، ومتى حصل على حقوقه في أوقاتها، وهذا ما تحرص عليه أرامكو في المتعاملين معها». واستشهد الحمادي على صحة كلامه بأن «30% من المشاريع التي نفذتها شركة أرامكو، قام بها سعوديون». ودعا الحماد، أرامكو السعودية إلى «عمل برامج سريعة لتأهيل المقاولين الصغار والمتوسطين، وتذليل العقبات أمامهم، حتى يمكنهم المشاركة في المشروع». وأضاف «هناك مجالات عدة تناسب إمكانات المقاولين السعوديين، مثل الحفريات، والردم والإنشاءات، والنقليات وغيرها، وآمل من أرامكو ألا تحرم غالبية المقاولين السعوديين من المشاركة في هذا المشروع»، مبيناً أنه «لا مانع أن يعمل مقاولون صغار تحت مظلة شركات كبيرة وطنية أو سعودية». وبيَّن الحمادي ل «الشرق» أن المقاولين السعوديين حريصون على المشاركة في المشروع، بدليل حضور ما يقرب من 700 شخص، 60% منهم مقاولون».