هكذا يكتب الوطن العربي قصة النضال والهزيمة التي لا تلبث في ان ترفع شعار الانتصار رغم حدة الانكسار. ربما تظل هذه هي المسافة المختصرة في الخطاب العربي بكل اتجاهاته في منابر السياسة والشعر .. وروايات الموت في أتون الحرب والجوع والدمار.. لكنها في واقع الامر تبقى خطاباً وان كان مفرغاً من تفعيل مقاومة لا تتجاوز الداخل الفلسطيني بكل تأثيراته المحدودة.. لكنهم العرب لا يملكون أكثر من صناعة الكلام وقراءة قصة النكبة منذ العام 1948م غير ان ذلك افضل من الصمت احياناً. احتضنت ميدياتيك الواقعة بالشارع الرئيسي للعاصمة الجزائرية وهو شارع ديدوش مراد ليلة أمس سهرة شعرية تضامنية مع سكان غزة خاصة الأطفال و التي بادرت بتنظيمها مؤسسة فنون وثقافة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية " نوافذ ثقافية" وعرفت مشاركة نخبة من الشعراء منهم زوبير دردوخ، إبراهيم صديقي ، نصرالدين حديد والشاعر عبد العالي مزغيش وبحضور ممثلين عن السفارة الفلسطينية بالجزائر. استهلت السهرة بكلمة ترحيبية لممثلة مؤسسة فنون وثقافة الشاعرة فوزية لارادي التي حيت فيها الشعراء على قبولهم الدعوة للمشاركة في هذه الوقفة النبيلة بجانب شعب عانى الكثير من ويل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي لم يتوان في ارتكاب أبشع الجرائم في حق الأبرياء من المدنيين لتحيل بعدها الكلمة إلى مستشار السفير الفلسطيني بالجزائر هيثم العمايري الذي لم يتوان في التعبير عن امتنانه وتشكراته لمنظمي هذه السهرة وكذا الشعراء المشاركين فيها مذكرا بمواقف الجزائر التي كانت دوما مساندة للقضية الفلسطينية ومستدلا ببطولة الشعب الجزائر إبان الثورة الجزائرية والتي مكنته من نيل استقلاله للتأكيد بان النصر سيكون حليف الفلسطينيين آجلا أم عاجلا ثم أحيلت الكلمة لرئيس الجمعية الثقافية "نوافذ ثقافية" رياض وطار الذي أكد أن أبواب الجمعية مفتوحة لأي مبادرات تصب في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني كاشفا عن نية الجمعية في تنظيم قافلة ثقافية تضامنية لصالح سكان غزة إذا ما توفرت الظروف الأمنية و المادية لأجل القيام بذلك لتحال المنصة للشعراء المشاركين في الوقفة والذين قرؤوا ما جادت بها قريحتهم من قصائد لنصرة الشعب الفلسطيني فكانت البداية بالشاعر زوبير دردوخ الذي قرأ قصيدته لغزة بعنوان : "ما أقرب القدس لولا ... " كتبها في عدوان 2008 والتي يقول فيها ما أشبه اليوم بالبارحة ... ***** من أَوَّلِ الجُرْحِ .. حَتىَّ يُولدَ الظَّفَرُ تبقَيْنَ واقفةً .. والكُفرُ يَندَحِرُ!! تَبْقَيْنَ ياغزَّةَ الأحرارِ صامدةً رغمَ النَّزيف .. وَيَبقَى وَجْهكِ القَمرُ!! أدري بأنَّكِ أحْلَى .. فاعذُري لُغَتي إنَّ المَواجِعَ أقوى حينَ نَعتذِرُ!! أدري بأنكِ أغْلَى .. كلَّما نَزَفَتْ منكِ الجراحُ .. وأغْلَى كلَّما مكرُوا !! أدري .. وتَدْرِينَ أنَّ القدسَ مَوْعدُنا ما أَقْرَبَ القُدْسَ .. لَولاَ إخوةٌ غُدُرُ!!. ليحيل بدوره المنصة للشاعر إبراهيم صديقي الذي قرأ مقاطع من قصائده منها قصيدة أهداها لروح الشهيد محمد درة ومباشرة بعد اختتامه للقراءة أحال بدوره المنصة للشاعر عبد العالي مزغيش الذي قرأ قصيدة كتبها مؤخرا عن غزة يقول فيها: غزّة ... الدّخان الذي في الفضاءْ ... غزّةٌ تستغيثُ وتطلبُ وُجهتَها كالمسيح المضرّج نحو السّماءْ ... وحدها تتداركُ منذ الفجيعةِ أخطاءَنا تتجاوزُ عنّا الخطيئةَ دومًا وتغسلُ أوزارَنا بالدّماءْ !! غزّةٌ آخرُ الأمنياتِ على وتر القلبِ نسمعُها ...باشتهاءْ آخرُ الأغنيات التي أسقطتْ ورقَ التوت والفارسَ الورقيّ وغزّةُ زغرودةٌ كابتهال الصّباح المدجّج بالحبّ يرفعُها ...عاشقٌ دمُه من بهاءْ غزّةُ امرأةٌ قُنبلَهْ ... أمّةٌ وحدها ،،، زفّتِ الشهداءَ لتختتم السهرة بقراءة للشاعر نصرالدين حديد الذي لم يتوان في رثاء مآسي غزة في قصيدته.