رايته ممسكا بالآلة الحاسبة وفي يده القلم والورق منهمكاً جدا في الحساب فسألته ما الامر يا اخي عسى الموضوع خير، فتبسم ابتسامة عريضة وقال احسب اثنين ونصف في المائة زكاة امواله فرحت جداً وقلت له بارك الله لك في مالك واولادك وصحتك وفي ممتلكاتك - ان كاة المال هو الجزء المقدر من المال الذي فرضه الله للمستحقين وهي الركن الثالث من اركان الاسلام الخمسة فقد قرنها الله سبحانه وتعالي بالصلاة في كتابه العزيز لاهميتها الكبيرة، وهي طهارة ونماء وبركة. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (قد افلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون . والذين هم للزكاة فاعلون) المؤمنون 1-4 وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وصلم (امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله). وان اعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة؟ قال : تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان .. قال والذي بنفسي بيده لا ازيد على هذا، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا". وفي عهد الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه تمردت قبائل شتى من العرب على اداء الزكاة واكتفوا من الاسلام بالصلاة دون الزكاة، وظاهروا بموقفهم ورفض من رفض من العرب فكان موقف ابوبكر الصديق رضي الله عنه موقفا تاريخيا فذا وقويا ولم يقبل التفرقة ابداً بين الصلاة والزكاة ولم يهاون في اي شيء يؤدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبله ولو كان عنزة او عقال بعير، ولم يثن من عزمه على قتالهم وقال والله لا قاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالاً كانو يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلهم على منعها، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو الا ان قد شرح الله صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق والزكاة لها فوائد كثيرة جدا ومنها انها قيام بركن من اركان الاسلام وامتثال لاوامر الله، وهي عبادة وطاعة وتربية وتدريب للنفس والتعود على البذل والعطاء في سبيل الله وان الله تعالى يمحو بها الخطايا وتطهر الناس من حب المال ورفع حاجة الفقراء، وشعور الفقير باهتمام المجتمع به، وتلاشي شعور الحسد والغل والحقد واحلال محله الايمان والرحمة والحب وتنمية الاموال وتزيد بركتها وتقوية المسلمين وترفع شأنهم فياسادة يا كرام ادفعوا زكاة اموالكم وعلموا ابنائكم وابحثوا عن المحتاجين والمستحقين واذكروا قول الله تعالى (والذين يكتنتزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) التوبة 34 - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. للتواصل ص. ب 198 - مكة المكرمة