نظمت إدارة الفنون التابعة لدائرة الثقافة والإعلام، الورشة التطبيقية "خط الشكسته"، في معرض إكسبو الشارقة، أشرف عليها الفنان الإيراني محمد حيدري، الذي قدم للمشاركين والزوار لمحة عن هذا الخط، نادر الاستخدام في المنطقة العربية، عبر عدد من الكتابات، خطّها بكل إتقان، في وقت قياسيّ، نسبة إلى الدقة والتركيز التي تتطلبها. يعتبر خط "الشكسته" أحد الخطوط العربية التي اخترعت في إيران في عهد الصفويين في القرن السادس عشر، وقد اخترع من خط النستعليق، وسمي بالشكسته بمعنى مكسّر، لأن بعض حروفه تبدو مكسرة لسرعة كتابتها. وقد تطور ليكتسب خصائص جديدة، وتعتبر إيران المعقل الأكبر للخطاطين المتخصصين بهذا النوع المميّز من الخطوط العربية. يقول حيدري أن الشكسته بدأ في القرن الحادي عشرة للهجرة، ويعود الفضل في ابتكاره إلى مرتضى قولي خان شاملوه، حاكم هارات في تلك الفترة، وهارات كانت جزءاً من فارس، وأصبحت فيما بعد تابعة لأفغانستان، يضيف حيدري: "في الشكسته يخرج عن كلّ خطّ، خطّ آخر يكسر قواعد الرتابة والتقليد، ويمنح هذا النوع حرية أكبر في التحرك والتصرف لإضفاء جمالية في رسم الكلمات وتشكيلها". بدأ حيدري الكتابة بطريقة "الشكسته" قبل 49 سنة، عندما كان في التاسعة، ثم طوّر هوايته إلى أن أصبحت حرفة، ويقوم بتدريسها في الجامعات الإيرانية وجمعيات الخطاطين منذ 34 سنة، ويعتبر حيدري أن جمالية "خط الشكسته" تكمن في الإبداع الذي يخرج في كل مرّة على يدي الخطّاطين بفعل الحرية التي سمنحها هذا النوع من الخطوط العربية. وكان من اللافت أن حيدري يستخدم اليد اليسرى في اكتابة وعن ذلك قال: من يكتبون بالبسرى يمتازون بدقّة عالية وثبات في رسم الحروف وتعرجاتها. وتعدّ هذ المرة الثانية التي يشارك فيا حيدري في ورشات عن "خط الشكسته" في الشارقة. كما نظمت ورشة "فن الآبرو" التي أشرفت عليها الفنانة التركية توبا روحنغيز حول "فن الآبرو" اوأقيمت في بازار الفنون، ضمن فعاليات "رمضان الشارقة"، ورسمت توبا العديد من اللوحات على طريقة "الرسم على الماء" أمام إعجاب واهتمام الزوار والمشاركين. شرحت توبا تقنيات «فن الإبرو» وكيفية إعداده والعمل به، وقالت أن الرسم على الماء يحتاج إلى الكثير من الصبر والتركيز، ويقوم أساساً على الذوق الرفيع، لما فيه من لمسات جماليّة فنية رائعة، وأضافت أنه لابد من إختيار الورق المناسب، فيجب أن يكون من النوع الذي يمتص الصبغات و له قوة تحمل عالية. يعتبر الآبرو "الرسم على الماء" فن تقليدي للتزيين على الورق بأساليب حرفيّة خاصة، ويأتي أصل التسمية من كلمة "إبر" الفارسية وتعني الغيوم، لم يعرف حتى الآن منشأ فن الآبرو، في حين تقول بعض المراجع الإيرانية أنه أول ما ظهر في الهند، وحمل هذا الفن إلى إيران و من هناك إلى الدولة العثمانية.