أم القرى .. ومهبط الوحي ومنبع النور الإلهي الذي أضاء للبشر أجمعين دروب الخير ومسالك العطاء والبذل.ولأنها مسقط رأسه .. فيها ولد .. وفيها نشأ .. وفيها تربى وترعرع .. وفي أروقة مسجدها الحرام ومدارسها نهل العلم .. وفي رحابها سعى في أرضها طلباً للرزق ففتح الله تعالي عليه .. وأنار بصره وبصيرته فنمت تجارته وأينعت وآتت ثمارها في كل ما ينفع البلاد والعباد ويمكث في الأرض الطاهرة التي أحبها حد العشق الذي سكن فؤاده وعقله .. لا يغادرها الا ليعود إليها. ولأن الفضل لله ثم لهذه البلدة الطيبة التي كانت مصدر تجارته ومستودع رجائه .. حفظ لها أفضالها عليه وعرف ما لها في دمه من يد سلفت ودين مستحق .. فكان لها النصيب الأكبر من اهتمامه ومن العمل والبحث عن تحقيق كل ما يستطيعه من قدرات وأفكار ودراسات مبدعة ومبتكرة عبر مركز الأبحاث والتطوير الذي أنشأه قبل 18 عاماً .. كان لمكةالمكرمة النصيب الأكبر من الاهتمام والدراسة.واليوم يواصل الشيخ فقيه ما ذكره أمس عن مشروع المسارات المتحركة . ملامح عن المشروع ويقدم المشروع نظاماً ميكانيكياً يُعد أحدث ما هو متاح من وسائل التقنيات الحديثة لمساعدة الحجاج على الانتقال مشياً في سهولة ويسر خلال رحلة الحج بالمشاعر المقدسة ، ويعتمد المشروع على توظيف تقنية حديثة لمشايات تتحرك وبسرعة تصاعدية تصل عند بداية المسار ونهايته إلى نصف متر في الثانية ثم تتسارع لتصل إلى اثنين ونصف متر في الثانية ( أي ما يوازي خمسة أضعاف سرعة المشي العادية والطبيعية بأطوال تصل إلى ألف وخمسمائة متر مما يشكل وسيلة نقل جماعية مناسبة ) حيث تقدّر طاقة المشاية الواحدة منها نقل الحجاج إلى 14.650 حاجاً في الساعة ، وبهذا يتحقق استيعاب قرابة ( 000ر500 حاج ) من خلال تشغيل ( 6 ) مشايات متحركة في (6 ساعات). ويتكون المشروع المقترح من مبنى مكيف الهواء لمسار معلق تصل مساحته إلى ( 000ر260 متر مسطح ) يضم عدد ( 6 ) مشايات متحركة ويمتد هذا المسار بطول يبلغ متوسطه ( 700ر15متر ) ، ويبلغ إجمالي طول المشايات الميكانيكية المستخدمة في نقل الحجاج مشياً على الأقدام (712ر58 متراً ) داخل مبنى مكيف الهواء ، ويسمح بحركة عربات كهربائية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة . ويبلغ عدد الحجاج الذين تخدمهم هذه المسارات المتحركة 87900 حاجاً في الساعة . ويمر هذا المسار المعلق بطرق الحجاج المشاة ومناطق تجمعهم بكل مشعر من المشاعر المقدسة ، وبما يحقق عدم التعارض مع محاور ونظم نقل الحجاج الحالية ، ويضمن عدم استقطاع أي مساحات للمشروع سواء من مساحات المشاعر المقدسة المخصصة للسكن أو الخدمات أو أياً من شبكة الطرق الحالية . كما يوفر هذا المسار كافة الخدمات التي يحتاجها الحجاج خلال رحلتهم بما يكفل لهم أداء مناسكهم في سهولة ويسر . حيث يوفر المسار 11086 دورة مياه منها 8760 مرحاضاً و 2326 مبولة و 17948 موضئاً و6032 مشرباً مثلجاً ،إلى جانب توفير مطاعم وكافيتريات بعدد 1145 موقعاً وخدمات تجارية على مساحة 22906 متراً مربعاً كما يوفر المشروع المرافق الحكومية المتكاملة من المراكز الصحية والأمنية والدفاع المدني ومكاتب خدمات المطوفين وإرشاد التائهين والتوعية الدينية والاستعلامات بعدد 470 موقعاً على مساحة 7522 متراً مربعاً . كما أن كافة عناصر المشروع مهيأة بالكامل لحركة الحجاج المشاة وكبار السن والمعاقين ومجهزة بكل ما يلزم لضمان حركتهم في يسر وأمان كاملين . وقد راعى تصميم المشروع أن يتم توزيع عناصر الخدمات والمرافق التي قد يحتاجها الحاج خلال رحلته في كافة أرجاء المشاعر التي تبلغ مساحتها 78050 متر مسطح وذلك بالعدد والنوعية التي تتلائم مع احتياجات الحجاج في كل منطقة حيث تم توزيع محطات خدمية على مسافات لا تتعدى 400 متر هذا بالإضافة إلى مركز خدمات المشاعر المقدسة الرئيس من 3 مستويات تم اختيار موقعه بمكان متوسط خارج حدود المشاعر بالمنطقة بين مشعري عرفات ومزدلفة وبمساحة تصل إلى 000ر339 متر مسطح بحيث يكون مساحة المستوى الواحد 113.000 متر مسطح . كما يضم المشروع ساحات معلقة تم اقتراح إنشائها داخل الحد الشرعي لمزدلفة بمساحة تصل إلى أكثر من 391.440 متراً مسطحاً ، وهي تضم كافة أنواع الخدمات التي يتطلبها الحاج لقضاء ليلة مزدلفة في طمأنينة ويسر وبمعدلات تتلائم مع طبيعة أنشطة واحتياجات الحج وهي تفوق المعدلات العالمية للمنشآت المماثلة حيث بلغت مساحة الخدمات التجارية والإدارية 25.419 متراً مسطحاً بينما بلغت مساحة الحمامات 57.080 متراً مسطحاً تضم 6170 مرحاضاً بواقع حمام لكل خمسين حاج ، وتضم أيضاً 1485 مبولة و 724ر18 وحدة مواضئ . وفي الوقت الذي استقطع فيه مشروع قطار المشاعر 680.000 متر مربع من مساحة المشاعر المقدسة منها 000ر250 متر مربع في عرفات و 300.000 متراً مربعاً في مزدلفة و 000ر130 متراً مربعاً في منى ، فإن مشروع الحصيرة المتحركة المقترح يستقطع 22.000 متر مربع من مساحة المشاعر المقدسة منها 800ر4 متر مربع في عرفات و 700ر9 متر مربع في مزدلفة و 500ر7متر مربع في منى . ومن ذلك يتضح أن مشروع المسارات المتحركة أكثر كفاءة في إستخدام مساحات المشاعر المقدسة من مشروع قطار المشاعر . وفي الوقت الذي بلغت فيه تكلفة قطار المشاعر حوالي 7ر7 مليار ريال فإن تكلفة المسارات المتحركة حوالي 6ر5 مليار ريال شاملة جميع الخدمات غير المتاحة في مشروع قطار المشاعر . ونظراً لكون المسار معلقاً ، فقد تم إضافة محطات إركاب معلقة أيضاً وبمساحة إجمالية تقدر بحوالي 112ر60 متراً مسطحاً ، كما تضمن المشروع وسائل ميكانيكية مناسبة ومتعددة وبطاقة تتناسب مع عدد الحجاج المخدومين لنقلهم رأسياً من الأرض إلى منسوب المسار المعلق ( مشايات متحركة – سلالم – مصاعد ) . اختصار مسافة المشي وبالإضافة لِما يوفره المشروع من مرافق وخدمات تمت الإشارة لها فإنه يتيح اختصار المسافة التي يمشيها الحاج وزمن رحلته . الحاج ماشياً حيث أثبتت التقديرات أن رحلة الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة والبالغ متوسط طول المسافة فيها 9500 متراً يقطعها الحاج سيراً على الأقدام ( المُشاة) في زمن يستغرق حوالي 3 ساعات و 12 دقيقة عبر 4 مسارات مخصصة للمشاة . المسارات المتحركة أما بواسطة المسارات المتحركة فإن الحاج يقطع سيراً على الأقدام 17.7 % من إجمالي المسافة البالغ 9500 متراً أي ما يعادل 1680 متراً ، ويستغرق زمن رحلته من عرفات إلى مزدلفة مدة متوسطة تقدّر ب 72 دقيقة . القطار أما بواسطة القطار ( حسب دراسة مركز فقيه عام 1433ه ) فإن زمن رحلة الحاج من عرفات إلى مزدلفة يستغرق 3 ساعات و24 دقيقة ، وذلك على النحو التالي : زمن الانتقال من المخيم إلى محطة القطار حوالي ساعة . زمن الانتظار في محطة القطار حوالي ساعة و 42 دقيقة . زمن الرحلة من محطة عرفات إلى محطة مزدلفة 12 دقيقة . زمن الانتقال من محطة القطار في مزدلفة إلى مخيمه فيها 30 دقيقة . مزدلفة - منى كما أشارت التقديرات إلى أن رحلة النفرة من مزدلفة إلى منى يقطع فيها الحاج ماشياً مسافة 3400 متر في زمن يصل إلى حوالي ساعتين و 18 دقيقة تقريباً ، عبر ثلاثة مسارات مخصصة للمشاة . المسارات المتحركة أما بواسطة المسارات المتحركة فإن رحلة الحاج تستغرق ساعة ودقيقتان فقط ، وذلك على النحو التالي : زمن الرحلة من مزدلفة إلى منى والتي يبلغ متوسط طولها 5058 متراً يمشي فيها الحاج على السير المتحرك مسافة 3832 متراً و على قدميه داخل بيئة مكيفة وممهدة للمشاة لا تتعدى 1235 متراً في مدة متوسطة تبلغ 32 دقيقة . متوسط طول المسافة من محطة المسارات في مِنى إلى المخيم حوالي 1000 متر يقطعها الحاج في 30 دقيقة . القطار أما بواسطة القطار فإن رحلة النفرة من مزدلفة إلى منى يستغرق فيها الحاج 5 ساعات و 16 دقيقة ، ( حسب دراسة مركز فقيه لعام 1433 ه ) وذلك على النحو التالي : المسافة من المخيم إلى المحطة حوالي 387 متراً يقطعها الحاج في 30 دقيقة . زمن انتظار الحاج في محطة القطار بمزدلفة 4 ساعات و6 دقائق . زمن الرحلة من محطة مزدلفة إلى محطة القطار في منى 10 دقائق . المسافة من محطة القطار في منى إلى المخيم حوالي 1000 متر يقطعها في 30 دقيقة . ومن ذلك نستنتج الحقائق التالية : 1)أن رحلة الحاج من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى تستغرق مشياً على الأقدام : 5 ساعات و30 دقيقة . 2)أن رحلة الحاج من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى تستغرق بواسطة المسارات المتحركة : ساعتان و14 دقائق . 3)أن رحلة الحاج من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى تستغرق بواسطة القطار : 8 ساعات و40 دقيقة . وقد راعى التصميم المقدم لتلك المسارات المتحركة أن يتم تجميعها في مجموعات متوازية تضم كل منها ( 6 ) مسارات متوازية وهذه المجموعات المتتالية منفصلة في تشغيلها ويبلغ طول كل منها حوالي 400 متر وهذا يتيح عدم توقف عملية نقل الحجاج في حالة حدوث أي عطل لأي من تلك المسارات ، كما يتيح نظام التشغيل التحكم في اتجاه حركة المسارات الميكانيكية وعملية نقل الحجاج المستهدفين خلال كافة مراحل الحج سواء التصعيد من منى إلى عرفات أو الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة والنفرة من مزدلفة إلى منى ، وحتى في أيام التشريق يقوم النظام بنقل الحجاج من مخيماتهم في أنحاء منى إلى الجمرات وبالعكس من خلال تحريك نصف المسارات في اتجاه والنصف الآخر في الاتجاه المعاكس .. والمقترح المقدم للمشروع يضم مساراً واحد بطاقة استيعابية تبلغ 000ر500 حاج ضمن رؤية أشمل للمشروع حيث يقدم المشروع مرحلة ثانية تتضمن إضافة مسارين إضافيين لتصبح طاقة النقل للمشروع حوالي مليون و 500 ألف حاج بعد اكتمال مساراته الثلاثة . ويساهم المشروع عند اكتماله في توفير أسطول الحافلات المستخدم في نقل هذا العدد من الحجاج والذي تم تقديره بستة وثلاثين ألفاً وثلاثمائة وخمسون رحلة حافلة وتوفير ما مقداره مليون وتسعمائة ألف متر مسطح من مساحة المشاعر المقدسة وحرمها تستخدم كمواقف انتظار لتلك الحافلات هذا بالإضافة لمساحة الطرق اللازمة لحركتها والبالغ مساحتها ثلاثة ملايين وستمائة ألف متر مسطح . كما يقترح المشروع مرحلة ثالثة تتكامل فيها منظومة النقل مع تلك المسارات الثلاث حيث تمتد الخدمة لنقل الحجاج إلى الحرم الشريف بمكةالمكرمة وإلى المجازر بمنطقة المعيصم ، ويضيف المشروع المقترح في صورته النهائية ما مقداره مليون متر مسطح من مساحات ممهدة ومعلقة كاستراحات للحجاج بالإضافة لما تضمه من خدمات سبق سردها ، ولما كان المشروع يمر فوق المسارات المخصصة لحركة المشاة فقد راعى المصمم وضع تصور للارتقاء بالمنطقة أسفل المسار وبما يكفل تهيئتها لحركة المشاة ورفع طاقة خدمات الحجاج بها . غداً الحديث عن بعض الأصدقاء ..