أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أهمية الدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان الذي افتتح في الرياض أمس من واقع كونها الدورة الأولى التي تعقد بين الطرفين وبهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الطرفين للمساهمة في تحقيق التنمية والرفاه بين بلداننا وخدمة المصالح المشتركة لشعوبنا. جاء ذلك في كلمة لسموه في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده ومعالي وزير المالية الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي الامين العام للجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عقب اختتام اعمال المنتدى. وقال سموه : عندما نتحدث عن العلاقة بين الطرفين، فنحن نتحدث عن علاقة تاريخية عريقة تمتد لسنوات طويلة من الروابط الدينية والثقافية والتجارية. ولعله من الملفت أن هذه العلاقة كانت تتسم بالقوة والمتانة في فترات تاريخية كانت وسائل الاتصال والتواصل فيها بدائية، وعبر ما كان يسمى بطريق الحرير آنذاك، ومن المؤسف أن تشهد هذه العلاقة بطئا في وتيرتها في عصر تطورت فيه وسائل الاتصال، علاوة على ما أصبحت تذخر به بلداننا من إمكانات واعدة ,ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا. وأردف سموه : نحن سعداء جدا بنتائج الاجتماع، وما أبداه الجانبان في بياناتهم الرسمية من مبادرات بناءة لتوثيق عرى التعاون المشترك وتطويره، بما في ذلك المبادرات الخاصة بالتعاون في إطار (الاقتصاد الأخضر) لقضايا البيئة والزراعة والطاقة، وكذلك المشاركة الفعالة للمؤسسات المعنية في الجانبين في معرضي أكسبو المقامان في إقليمي البلدين أستانا في العام 2017 ودبي في العام 2020. أسفر عن إنشاء مجلس أعمال مشترك بين الجانبين كأداة محركة لتعزيز الروابط الاقتصادية، وغيرها من المبادرات البناءة التي تتمحور حول القطاعات الاقتصادية باعتبارها المحرك الأساسي للعلاقات المشتركة بين الطرفين، التي تحدث عنها بالتفصيل البيان الختامي الصادر عن الاجتماع. وأشار سموه إلى أن الاجتماع لم يقتصر فقط على بحث قضايا التعاون المشترك، بل حرص أيضا على تأطير هذا التعاون ووضع الآليات المنفذة له، وبناء الجسور بين أصحاب الأعمال والمستثمرين، والعمل على تطوير القوانين والتشريعات والسياسات التي تحكم التجارة والاستثمار والتمويل بين الجانبين على المستويين الثنائي والمتعدد. وختم سموه كلمته قائلا :أن المداولات المثمرة والبناءة التي شهدها اجتماعنا اليوم تشكل إنطلاقة قوية لتعاون بناء بين المجموعة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، ويحدونا الأمل في توسيع دائرة الحوار مستقبلا. من جانبه قدم الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي شكره للمملكة ا لحسن الاستضافة والتنظيم للدورة الاولى للمنتدى مشيراً إلى ان هناك علاقات تاريخية قديمة بين دول اسيا الوسطى واذربيجان وجميع الدول العربية. عقب ذلك أجاب سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية , ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية ومعالي وزير المالية على أسئلة الصحفيين . ففي سؤال حول تأخر مبادرة عقد الاجتماع , ومدى إسهام المملكة باعتبارها الأكبر اقتصادياً في تسهيل العقبات , أجاب سموه قائلاً : إن السبب في التأخر ليس من جانب المملكة , وأنه منذ استقلال الدول قمت بجولة وعدد من الوزراء , كذلك جرت مجموعة من الزيارات بين البلدين ولكن في الحقيقة هم لم يكونوا جاهزين للقيام بمجهودات ومستعدين لذلك وأن الاستقلال حدث لهم فجأة , وأنه حين يتم البحث أو السؤال عن معلومات يقال لهم أن كل المعلومات في المركز وهو في موسكو وكانت الإدارة الشيوعية في ذلك الوقت محتفظة بها ولم يكن هناك إمكانية لحدوث تطور سريع أو مهم في جانب العلاقات , ولكن هذه المتغيرات تحدث بسرعة , واعتقد أن الآن هو الوقت المناسب للبدء في ذلك . وفي سؤال لسمو وزير الخارجية حول وجود نية لدعوة رئيس وزراء إيران لزيارة المملكة لمناقشة الأوضاع وقضايا المنطقة أجاب سموه قائلا ً : إن هناك رغبة في إعادة التواصل وقد تم إرسال دعوة لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة ولكن هذه الزيارة لم تتحقق ولم يزر , وأمل أن تسهم إيران في استقرار المنطقة ولا تكون جزءا من مشكلة التدخل في المنطقة , وإيران جارة ولدينا علاقات معها ونتحدث معهم ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين . وفي سؤال عن ماهي الإضافة الاقتصادية المرجوة من المنتدى لدول آسيا الوسطى وأذربيجان , أجاب معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف قائلاً:" صحيح أن هناك تشابه في المنتجات لهذه الدول ولكن بشكل عام بالعكس هناك تكامل اقتصادي". وأضاف معاليه: المملكة ليست فقط دولة بترولية وأن الصادرات غير البترولية للمملكة وصلت 200 مليار ريال سنوياً.