قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن الدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول أسيا الوسطى وأذربيجان، تكتسب أهميتها من كونها الدورة الأولى التي تعقد بين الطرفين وبهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الطرفين للمساهمة في تحقيق التنمية والرفاه بين البلدان لخدمة المصالح المشتركة. العلاقات مع دول وسط آسيا وأذربيجان تاريخية وقديمة..والاجتماعات شهدت انطلاقة قوية للتعاون وأضاف الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش المنتدى ، أن العلاقة مابين الدول العربية ودول وسط أسيا وأذربيجان تعتبر تاريخية وعريقة تمتد لسنوات طويلة، تتخللها الروابط الدينية والثقافية والتجارية،مشيراً إلى أن اللافت للنظر أن هذه العلاقة كانت تتسم بالقوة والمتانة في فترات تاريخية كانت وسائل الاتصال والتواصل فيها بدائية، عبر مايسمى بطريق الحرير آنذاك،لافتا إلى انه من المؤسف أن تشهد هذه العلاقة بطءاً في وتيرتها في عصر تطورت فيه وسائل الاتصال، علاوة على ما أصبحت تذخر به بلادنا من إمكانات واعدة وقال "أن تأتي متأخراً خير من أن لاتأتي أبداً". العساف: المنتجات الجديدة لدول وسط آسيا وأذربيجان ستكون لها إضافة على تكامل الاقتصاد السعودي وأبدى وزير الخارجية سعادته بالنتائج التي خرجت بها الاجتماعات ، وما أبداه الجانبان في بياناتهم الرسمية من مبادرات بناءة لتوثيق عرى التعاون المشترك وتطويره، بما في ذلك المبادرات الخاصة بالتعاون " الاقتصاد الأخضر" لقضايا البيئة والزراعة والطاقة، وكذلك المشاركة الفعالة للمؤسسات المعنية في الجانبين في معرضي اكسبو المقامين في إقليمي البلدين لتعزيز الروابط الاقتصادية، وغيرها من المبادرات البناءة التي تتمحور حول القطاعات الاقتصادية باعتبارها المحرك الأساسي للعلاقات المشتركة للطرفين. الوزير المكلف بالتجارة الخارجية المغربية: دول المنتدى تتمتع بثروات تمثل ركيزة للاقتصاد العالمي وأشار الفيصل إلى أن الاجتماع لم يقتصر فقط على بحث قضايا التعاون المشترك، بل حرص أيضا على تأطير هذا التعاون ووضع الآليات المنفذة له ، وبناء الجسور بين أصحاب الأعمال والمستثمرين، والعمل على تطوير القوانين والتشريعات والسياسات التي تحكم التجارة والاستثمار والتمويل بين الجانبين على المستويين الثنائي والمتعدد. وتحدث الفيصل خلال المؤتمر حول وجود نية لدعوة رئيس وزراء إيران لزيارة المملكة لمناقشة الأوضاع وقضايا المنطقة أجاب سموه قائلا ً : إن هناك رغبة في إعادة التواصل وقد تم إرسال دعوة لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة ولكن هذه الزيارة لم تتحقق ولم يزر , وآمل أن تسهم إيران في استقرار المنطقة ولا تكون جزءا من مشكلة التدخل في المنطقة , وإيران جارة ولدينا علاقات معها ونتحدث معهم ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين. العربي: الاجتماع المقبل للجامعة يشهد إنشاء محكمة عربية ولفت الفيصل النظر إلى ماتتعرض له سورية في الوقت الراهن من عمليات قتل وتهجير سكان والتي وصفها بأكبر كارثة حدثت في العالم المعاصر. وعبر وزير الخارجية عن شكره لجمهوريتي طاجيسكتان وكازاخستان على دعوتهما الكريمة لاستضافة الدورة القادمة للمنتدى للعام 2016، معبراً عن أمله في أن تسفر التداولات الجارية عن الاتفاق بين البلدين الشقيقين حيال استضافة المنتدى. وختم الفيصل حديثه بالإشارة إلى أن المداولات المثمرة والبناءة التي شهدها الاجتماع يشكل انطلاقة قوية لتعاون بناء بين المجموعة العربية ودول أسيا الوسطى وأذربيجان، الأمر الذي يوسع دائرة الحوار مستقبلا، ليشمل كافة جوانب التعاون المشترك، بما في ذلك القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك للمجموعتين. بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على متانة العلاقات العربية القديمة مع دول وسط أسيا وإذريبجان، مبيناً أن عدة عوامل مشتركة تربط بين البلدان تتمثل في الرابط الديني والثقافي ،لافتا إلى تعاطف الدول مع قضية فلسطين بالإضافة إلى قيام جامعة الدول العربية بتجديد مواثيقها لتتماشى مع معطيات العصر الحديث،مشيراً إلى إن الاجتماع القادم للجامعة سوف يشمل عددا من القرارات المهمة والتي تتمثل بمناقشة إحدى المبادرات العربية لإنشاء محكمة عربية. وأكد العربي أن التكتلات العربية الموجودة حالياً سيكون لها أثرها القوى على القرارات الدولية، مبدياً أمله في المواثيق التي سوف يتم تعديلها لاحقا في زيادة ومتانة العلاقات العربية. من جانبه أوضح وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أن المنتجات الجديدة لدول وسط أسيا وأذربيجان سوف يكون لها إضافة على تكامل الاقتصاد السعودي،لافتا إلى أنها تحتاج إلى بعض العوامل المهمة لزيادة التبادل التجاري مابين الجانبين، تتمثل في تحسين وسائل النقل والخدمات المصرفية،مبيناً أن صادرات المملكة غير السلعية تبلغ سنويا200 مليار ريال. ولفت العساف إلى تميز تلك البلدان في قطاع الزراعة والأغذية، مايستوجب بحث التعاون لمنع الازدواج الضريبي وبحث كافة السبل لمزيد من التعاون المشترك. من جانبه قال الوزير المكلف بالتجارة الخارجية بالمملكة المغربية رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية محمد عبو إن رئاسة المملكة للمنتدى ستعطي للتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان انطلاقة نوعية تفتح آفاقا واعدة ومثمرة للجانبين. ورأى الوزير المغربي أن تلك العلاقات تستند إلى العلاقات التاريخية والثقافية والدينية العريقة التي تربط العالم العربي بدول آسيا الوسطى وأذربيجان منذ انتشار الإسلام الذي وحّد بين قلوبنا وقام بدور كبير في زيادة مساحة التمازج الثقافي والتأثير المتبادل بين شعوبنا واسهم في النهضة الفكرية والعلمية من خلال تبادل الهجرات لمواطني المنطقتين. وشدد على أن غنى هذا الرصيد يستدعي تطويرا وتعزيزا لشبكة المصالح المشتركة ليتصدر فيها التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني والعلمي سلم الصدارة ،مشيرا إلى أنه لا يمكن إغفال حقيقتين مهمتين وهما العولمة بكل ما تعنيه من مظاهر التأثير المتبادل خاصة في ظل الثورة التقنية المتسارعة في مجال الاتصال الرقمي والثانية إدراك العديد من القوى الإقليمية لأهمية التكتلات الاقتصادية. وقال الوزير عبو إن ما يحفزنا في هذا المسعى هو كون دول المنتدى تتمتع بثروات طبيعية وبشرية مهمة تمثل ركيزة للاقتصاد العالمي وخاصة النفط والغاز الطبيعي والطاقات المتجددة والفوسفات، إضافة إلى الإمكانات الزراعية الهائلة والتقدم التقني على كافة المستويات ووجود عدد من الأطر القانونية كمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، التي تفتح آفاقا واسعة للاستثمار وإبرام الاتفاقيات التجارية الحرة مع التجمعات الإقليمية الأخرى. وأشار الوزير المغربي إلى جهود بلاده في إنشاء لجان مشتركة مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان وإبرام عدة اتفاقيات للتعاون في مختلف المجالات، مستعرضا في الوقت ذاته الجهود التي بذلتها بلاده لتعزيز الانفتاح السياسي والاقتصادي واستعداد المغرب للتجاوب مع أهداف المنتدى الحالي بالرياض ودعم الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص لتعزيز التعاون بين المجموعتين العربية وآسيا الوسطى. واقترح الوزير محمد عبو برمجة لقاءات دورية بين الشركاء الاقتصاديين في البلدان الأعضاء بالمنتدى وذلك بالتناوب بين دولة عربية ودولة من دول آسيا الوسطى وأذربيجان، مقدما الدعوة لدول آسيا الوسطى وأذربيجان للمشاركة في منتدى الطاقات المتجددة الذي تعتزم المغرب تنظيمه في العام 2015م والذي سيشكل فرصة لتبادل الخبرات وبلورة المشاريع المشتركة ،إضافة إلى تجديد الدعوة للدول العربية للمشاركة في المنتدى.