كشف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن توجيه المملكة دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة الرياض ومناقشة الأوضاع وقضايا المنطقة، إلا أن الوزير لم يلب الدعوة، مؤكدا استعداد المملكة للتفاوض مع إيران. وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال الدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان أمس في الرياض: "هناك رغبة في إعادة التواصل مع إيران، وتم إرسال دعوة لوزير خارجيتها، لكن هذه الزيارة لم تتحقق، ونأمل أن تسهم طهران في استقرار المنطقة، وألا تكون جزءا من مشكلة التدخل في جيرانها، نتحدث مع الإيرانيين، وهناك علاقات مع بلدهم، ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين". وعن الأزمة السورية وصف وزير الخارجية الوضع ب"أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث"، لافتا إلى أن الجامعة العربية تراجع الآن كافة قواعد العمل العربي المشترك، للخروج بتصور واقعي وفعال يجمع الصف. كشف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، عن أن المملكة وجهت دعوة لوزير الخارجية الإيراني، لزيارة الرياض، ومناقشة الأوضاع وقضايا المنطقة، إلا أن ذلك لم يتحقق، ولم يلبِ الوزير الإيراني تلك الدعوة، مؤكدا استعداد المملكة للتفاوض مع إيران. وقال الأمير سعود "هناك رغبة في إعادة التواصل مع إيران، وتم إرسال دعوة لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة، ولكن هذه الزيارة لم تتحقق ولم يزرنا، نأمل أن تسهم إيران في استقرار المنطقة، وألا تكون جزءا من مشكلة التدخل في المنطقة، باعتبارها دولة جارة، هناك علاقات معها ونتحدث معهم ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين". ووصف وزير الخارجية، الوضع في سورية ب"أكبر كارثة إنسانية" في العصر الحديث، لافتا إلى أن الجامعة العربية تعمل على جمع الصف العربي، وفقا لاستراتيجية معينة، وأن هناك دراسات للنظر في تطوير المؤسسات التابعة للجامعة. العمل العربي المشترك وأكد الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال الدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان أمس في الرياض، أن الجامعة العربية تقوم الآن بمراجعة كافة قواعد العمل العربي المشترك، للخروج بتصوير واقعي وفعال يجمع الصف العربي. وقال وزير الخارجية "المشاكل الواقعة في البلدان العربية بدون وحدة صف عربية لن يأتي من يحلها، بل ستستمر لسنوات طوال، ولعل سورية التي تعيش عامها الرابع من الأزمة، وهي أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، دليلا على ذلك". وفي سؤال حول تأخر مبادرة عقد هذا الاجتماع ومدى إسهام المملكة باعتبارها الأكبر اقتصاديا في تسهيل العقبات أوضح وزير الخارجية، أن السبب في التأخر ليس من الجانب السعودي، وأنه منذ استقلال دول آسيا الوسطى قام بجولة هو وعدد من الوزراء إليها، وجرت زيارات متبادلة بين تلك الدول. وأضاف الأمير سعود الفيصل "لكن في الحقيقة هم لم يكونوا جاهزين للقيام بمجهودات، وأن الاستقلال حدث لهم فجأة، إذ أنهم حين يتم البحث أو السؤال عن معلومات، يقال لهم أن كل المعلومات في المركز الواقع في موسكو، وكانت الإدارة الشيوعية في ذلك الوقت محتفظة بها، ولم يكن هناك إمكانية لحدوث تطور سريع أو مهم في جانب العلاقات، ولكن هذه المتغيرات تحدث بسرعة، واعتقد أن الآن هو الوقت المناسب للبدء في ذلك". العلاقات الاقتصادية والثقافية وأكد وزير الخارجية على أهمية الدورة الأولى للمنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان الذي افتتح في الرياض أمس، كونها الدورة الأولى التي تعقد بين الطرفين، وتهدف لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية، للمساهمة في تحقيق التنمية بين البلدان وخدمة المصالح المشتركة للشعوب. وقال الأمير سعود الفيصل "عندما نتحدث عن العلاقة بين الطرفين، فنحن نتحدث عن علاقة تاريخية عريقة تمتد لسنوات طويلة من الروابط الدينية والثقافية والتجارية، ولعله من الملفت أن هذه العلاقة كانت تتسم بالقوة والمتانة في فترات تاريخية كانت وسائل الاتصال والتواصل فيها بدائية، وعبر ما كان يسمى بطريق الحرير آنذاك، ومن المؤسف أن تشهد هذه العلاقة بطئا في وتيرتها في عصر تطورت فيه وسائل الاتصال، علاوة على ما أصبحت تذخر به بلداننا من إمكانات واعدة، ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا". توسيع دائرة الحوار وأردف وزير الخارجية قائلاً "نحن سعداء جدا بنتائج الاجتماع، وما أبداه الجانبان في بياناتهم الرسمية من مبادرات بناءة لتوثيق عرى التعاون المشترك وتطويره، بما في ذلك المبادرات الخاصة بالتعاون في إطار "الاقتصاد الأخضر"، لقضايا البيئة والزراعة والطاقة، وكذلك المشاركة الفعالة للمؤسسات المعنية في الجانبين في معرضي أكسبو المقامان في إقليمي البلدين أستانا في العام 2017، ودبي في العام 2020، التي أسفرت عن إنشاء مجلس أعمال مشترك بين الجانبين، كأداة محركة لتعزيز الروابط الاقتصادية، وغيرها من المبادرات البناءة التي تتمحور حول القطاعات الاقتصادية باعتبارها المحرك الأساسي للعلاقات المشتركة بين الطرفين، التي تحدث عنها بالتفصيل البيان الختامي الصادر عن الاجتماع". أصحاب الأعمال والمستثمرون وأشار وزير الخارجية إلى أن الاجتماع لم يقتصر فقط على بحث قضايا التعاون المشترك، بل حرص أيضا على تأطير هذا التعاون ووضع الآليات المنفذة له، وبناء الجسور بين أصحاب الأعمال والمستثمرين، والعمل على تطوير القوانين والتشريعات والسياسات التي تحكم التجارة والاستثمار والتمويل بين الجانبين على المستويين الثنائي والمتعدد. وأبان الفيصل، أن المداولات المثمرة والبناءة التي شهدها الاجتماع تشكل انطلاقة قوية لتعاون بناء بين المجموعة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، مضيفا "يحدونا الأمل في توسيع دائرة الحوار مستقبلا ليشمل العديد من جوانب التعاون المشترك بما في ذلك القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك للمجموعتين، وبما يسهم في خدمة الأمن والاستقرار في أقاليمنا وفي العالم". وأكد وزير الخارجية أن أعمال الدورة الأولى للمنتدى تعكس الرغبة المشتركة للبناء على مخزون العلاقات التاريخية والروابط الدينية والثقافية التي تجمع بين منظومة الدول العربية ومجموعة دول آسيا الوسطى وأذربيجان. وقال الفيصل "إن من يمعن النظر في طبيعة السياسة الدولية في عصرنا الحالي فإن أول ما يبصره للأسف هو تحول السياسة الدولية عن التوازن الذي كان يحكم علاقات الدول في إطار منظمات دولية فاعلة، ودول كبرى كانت على الأقل تعمل وفق مبادئ المنظومة الدولية، وكان هناك محاولات للتصدي للأزمات الدولية على أساس السعي لخلق مصالح مشتركة يرى فيها الجميع مصلحة له، ولم نكن نسمع من الدول الكبرى مقولة أن سياساتها الخارجية مبنية على المصالح الوطنية فقط، وإنما كان ينظر لتنمية المصالح المشتركة بينها وبين الدول الأقل حجماً، فتغير الوضع من الحرص على سيادة الدول واستقلالها والحرص على أمنها إلى نهج يؤكد أن إصلاح الأوضاع الدولية يكمن في تغيير الأوضاع في هذه الدول من الداخل". الإرهاب ضرر للجميع وأضاف سعود الفيصل "أصبحت المطالبات بتغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية من الدول المتقدمة على اعتبار أنهم يمثلون القيم الإنسانية مما يسمح لهم بالتدخل، وأصبحت الأزمات عندما تظهر إلى الوجود مجالا للتسابق على التدخل في الشؤون الداخلية، وما يؤدي إليه من تفكك في المجتمعات وهو من أهم أسباب ظاهرة الإرهاب التي تعود بالضرر على الجميع، مما يتطلب تعاون الجميع للتصدي له والكف في ذات الوقت عن التدخل في شؤون الدول الداخلية". وأوضح الأمير سعود الفيصل إنه من البديهي القول أن القضايا التي تهم العرب لن تحل إلا بالتضامن والاعتماد العربي على نفسه، ولكن ذلك حديث لنا موعد سويا للخوض فيه في المستقبل القريب إن شاء الله، أما الآن وفي هذا اللقاء فقد تم التوافق على التركيز على الجوانب الاقتصادية بيننا. موقع جغرافي واستراتيجي وبين وزير الخارجية أن ما يضفي على اجتماع اليوم أهمية، كونه يأتي في سياق ما تشهده العلاقات العربية من نشاط وتطور ملموس مع الدول والمجموعات الإقليمية على امتداد عالمنا، بهدف تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما في ذلك علاقات العالم العربي مع جمهوريات آسيا الوسطى ودولة أذربيجان، وحقيقة الأمر أن ما تتمتع به الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان من موارد طبيعية وبشرية وثروات معدنية وموقع جغرافي واستراتيجي متميز، يوفر لها فرصا استثمارية واعدة، بما في ذلك الدخول في مشاريع متكاملة وإرساء دعائم راسخة من التعاون المثمر الذي يعود بالنفع والمصلحة لسائر دولنا. وعاد الأمير الفيصل بالذاكرة للوراء وقال "أسمحوا لي أن أعود بكم إلى الماضي الذي شهد طريق الحرير، وما كان يرمز إليه من التواصل والتلاقي في ثقافاتنا، فمن منا من لم يقرأ عن سلسلة القوافل التجارية، ونفحات التلاقي الفكري والحضاري، الذي تميزت به علاقتنا التاريخية، الأمر الذي هيأ لنا إمكانية الإسهام المشترك في صنع ونمو الحضارة الإنسانية، وبلورتها عن طريق علماء الفقه والحديث من أمثال البخاري والسمرقندي والنسائي، وعلماء الطب والفلك والرياضيات على شاكلة ابن سيناء والفارابي والبيروني والخوارزمي وغيرهم من العلماء والمفكرين". إعادة الحيوية لعلاقاتنا وتابع وزير الخارجية قائلاً "إلا أن تداعيات الزمن وانحسار عوامل الاتصال والترابط لأسباب مختلفة ليس هذا مجال الخوض فيها، باعدت فيما بيننا، وأزالت ما كان يربطنا من جسور وما كان يجمعنا من وشائج، وحين نجتمع اليوم فإن أمامنا هدفا واضحا وغاية محددة، يتعين علينا التركيز عليها وبلوغها، وهي تفعيل كل السبل المتاحة لإعادة الحيوية إلى علاقاتنا، وبعث الحياة إلى قنوات الاتصال وتنشيط آليات التعاون، المنبثقة عن روابطنا التاريخية المشتركة والتأسيس لعلاقات مستقبلية مزدهرة، وعلينا جميعا أن نشرع في رسم خارطة طريق تضمن لنا سبل النمو المضطرد لتعزيز التواصل والتقارب الثقافي بين دولنا، عن طريق إقامة المعارض والملتقيات الثقافية المشتركة وتكثيف التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث، وإتاحة الفرصة للطلبة والشباب للتعارف وتبادل الرؤى والأفكار، وإيقاظ حسهم المشترك، لما يربط ثقافتنا من إرث تاريخي ومصالح مشتركة، وحثهم على تلمس آفاق المستقبل". وأكد الفيصل أن المملكة العربية السعودية ومن منطلق رغبتها الأكيدة في إعطاء دفعة للعلاقات فيما بين البلدان العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، فقد أبرمت اتفاقيات إطارية للتعاون الثنائي في المجالات الثقافية والتعليمية مع كافة دول المنطقة، مبينا أن هذه الاتفاقيات تبلور عنها لجان مشتركة تجتمع بشكل دوري وأيضا مجالس مشتركة لرجال الأعمال. .. والعساف يؤكد: المملكة لم تعد مصدرة للبترول فقط في الوقت الذي وقع فيه وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، الاتفاقية ال36، المعنية بمنع الازدواج الضريبي مع الدول الأخرى، مع الجانب الطاجاكستاني، أكد أن المملكة لم تعد مصدرة للبترول فقط، بل إن الصادرات غير النفطية تبلغ 200 مليار ريال سنويا. وأكد العساف خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال الدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان أمس في الرياض، أن لدى المملكة صادرات أخرى، وأن دول وسط آسيا وأذربيجان يملكون ذات الإمكانات الاقتصادية. وأضاف العساف "المملكة ليست فقط دولة بترولية، الصادرات الغير بترولية للمملكة وصلت 200 مليار ريال سنويا، وعندما نفكر قد يكون التفكير بالبتروكيماويات والبترول ولكن غيرها الكثير، وإن ما يدعم التعاون الجديد من هذه الدول، هو توقيع عدد من الاتفاقيات سواء اتفاقية الازدواج الضريبي، أو اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات". وأشار وزير المالية إلى أن الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية لهما نشاط كبير في كل هذه الدول، لافتا إلى أن هذا جانب تعاون تنموي يؤدي إلى زيادة التعاون الاقتصادي ويساعد في تعزيز التبادل بين الجانبين. وفي سؤال عن الإضافة الاقتصادية المرجوة من المنتدى لدول آسيا الوسطى وأذربيجان، أجاب العساف قائلا "صحيح أن هناك تشابه في المنتجات لهذه الدول ولكن بشكل عام هناك تكامل اقتصادي، خاصة في الإنتاج الزراعي والحيواني، ودول وسط آسيا بالذات لديها إمكانات زراعية كبيرة، ولكن كما ذُكر خلال أعمال المؤتمر تحتاج إلى عوامل أخرى، تؤدي إلى زيادة التبادل مثل وسائل النقل والخدمات اللوجستية والخدمات المصرفية". من جهة أخرى، وقع وزير المالية، مع نظيره بجمهورية طاجاكستان عبدالسلام قربانوف، اتفاقية بين الحكومتين لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال، وذلك ضمن فعاليات المنتدى. وأوضح الدكتور العساف أن هذه الاتفاقية تعد إطارا قانونيا مستقرا يحدد العلاقات الضريبية بين البلدين، كما أنها تحدد وبشكل واضح المعاملة الضريبية عند ممارسة مقيم من إحدى الدولتين للنشاط في الدولة المتعاقدة الأخرى، كما أنها تضمن عدم الازدواج الضريبي على الدخل المتحقق من نشاط المستثمر، وبالتالي فإن هذه الاتفاقية تقلل العبء الضريبي على المستثمرين، كما أنها تحقق لهم الشفافية في المعاملة الضريبية. وأشار وزير المالية إلى أن توقيع هذه الاتفاقية خلال انعقاد منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى الذي جمع عددا كبيرا من الدول العربية ودول آسيا الوسطى وتم خلاله بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين هذه الدول، وبحث آليات دعمها وتشجيعها، يدل على حرص قيادتي البلدين في تنمية وتطوير علاقاتهم في كافة المجالات.