1 يا وارد الماء - اسقني شربيت .. مقطع من أغنية " شدت القافلة " ضمن فلكلور شعبي جميل من لون الخبيتي , الذي تشتهر به مناطق بدر وينبع ورابغ ووادي الصفراء في المسافة بين جدة والمدينة المنورة , ويؤدى في حركات دورانية جميلة وبملابس زاهية .. وطالما أن الحديث هنا عن الماء , وعن شربة لذيذة منه تكون قراحا باردا, فلا بأس من أن نستطرد في الحديث . 2 أقول .. أنت وأنا لم نعد نشرب من مياه الآبار كما كان يفعل أجدادنا , وإنما صرنا نشرب مياها معبأة جميلة الشكل يقال أنها معدنية , ونشعر أنها غاية في النقاء والصفاء , لكن السؤال الحانق هي فعلا مياه صحية وآمنه .. أم أنها ملوثة وخطيرة وبالتالي فنحن مخدوعون بها , ونعيش معها حاله من الوهم والغش , التي يسوقها علينا صانعو تلك المياه ؟ 3 قبل أن أكمل أود أن أقول : أنني ذات مساء خميسي قريب كنت استمع عبر المذياع إلى نبذة عن حياة العالم الهولندي ( أنطوني فان ليفينهوك ) الذي توفي قبل حوالي 300 عام من الآن , وقد سخر حياته للبحث العلمي من خلال استخدام المجهر (الميكروسكوب) .. حيث كانت بدايات تعرف الانسان على الميكروبات الدقيقة , وكان الشيء المذهل أن ذلك العالم قد شاهد تحت المجهر في قطرة ماء صغيرة عالما كاملا من الميكروبات تتوالد وتفقس وتنقسم . 4 نعود لموضوعنا ونقول : طبقا لصحيفة الرياض ( 12 أكتوبر 2008 ) فإنه وبتحليل عينات من مياه الشرب المعبأة والتي تنتج محلياً أو تستورد من خارج المملكة , أظهرت النتائج أن أكثر من 50% من العينات الموجودة بالسوق السعودي تحتوي على نسبة عالية من البرومات (Br03) الخطرة والممنوعة في أوربا . 5 وبالأمس ... عندما كنت في حفلة عامة همس لي صديقي الذي كان يجلس بجانبي , بعد أن فتح احدى عبوات المياه التي كانت أمامنا , موضحا أنه شم فيها رائحة كريهة , وهو ما لاحظته أنا كذلك .. الأمر الذي أدخل كلينا في شك كبير , وكان اللافت أن تلك العبوة معبأة في أشهر مصانع المياه في السعودية . 6 وخلال الأسبوع الماضي .. وطبقا لصحيفة أنحاء الاليكترونية فقد ضبط فرع وزارة التجارة والصناعة بجدة ، عمالة مخالفة تقوم بغش المياه الصحية أثناء تعبئتها، وذلك تفاعلاً مع بلاغٍ تلقته الوزارة من مواطن. ونشرت الوزارة عبر حسابها في "تويتر"، مقطعاً مصوراً يظهر فيه عامل وافد، يقوم بتعبئة مياه البلدية في عبوة حجم 20 لترا، ومن ثم يقوم بتغليفها لإيهام ضحاياه بأنها مياه صحية للشرب. 7 الأن ... ما الدور المطلوب من ( وزارة الصحة ) وهي المعنية بالدرجة الأولى بصحة المواطن , هل ستتحرك وتقود فريقا من عدة جهات أخرى مسؤولة معها , من أجل حمايتنا من هذا الغش الذي تكشفت ملامحه , وبات ضررا صحيا يهددنا , نقول هذا ولدينا أمل , وحتى لا نظل ( يا غافل – لك الله ) نشرب مياها ملوثة غير صالحة للاستهلاك الآدمي وغير مطابقة للمواصفات القياسية , في وقت يزداد ثراء اخواننا صانعي المياه على حساب صحتنا , والله المستعان .