آلام أسفل الظهر من أكثر الأمراض شيوعا فلا يوجد أحد سواء كان كبيرا أو صغيرا لم يشتكِ فى يوم من الأيام من آلام أسفل الظهر، أي من كل عشرة مرضى يأتون إلى عيادة العظام منهم ستة على الأقل يشكون من آلام الفقرات، وبالرغم من انتشار هذه الشكوى، إلا أن هناك عددا غير قليل يتم علاجه بصورة خاطئة قد تضره أكثرمن أن تنفعه، وذلك يرجع إلى سوء التشخيص، وكما نقول دائما "عشان نتعالج صح لازم نتشخص صح". فمرضى آلام أسفل الظهر عادة يستقبلون آلامهم استقبالا خاطئا، فمنهم من يستقبل أعراضه بتوتر وقلق شديد وخوف من أن يكون مرضا خطيرا، وبالكشف عليه يتضح أن علاجه بسيط جدا، ولا يحتاج إلى هذا الكم من القلق، وعلى النقيض نجد مرضى مهملين غير مبالين بما فيهم من آلام، وقد تكون هذه الآلام إنذارا بخطورة الوضع وإذا استمر فى الإهمال تكون العواقب وخيمة. آلام أسفل الظهر ممكن أن تكون آلاماً حادة (أى آلاما مفاجئة شديدة إذا تم تشخيصها وعلاجها سيتم الشفاء منها نهائيا وبدون مضاعفات بإذن الله)، أو مزمنة (أى الآلام التى تعود المريض على وجودها والتعايش معها، والناتجة عن مشكلة بالظهر لم ولن يتم الشفاء منها كليا بل جزئيا فقط). من أسباب الآلام الحادة: "الشد العضلى، الانزلاق الغضروفي، التهاب بالمفصل العجزي الحرقفى (ما بين فقرات الظهر وعظمة الحوض)، تمزق بأربطة الظهر، كسر بالفقرات أو كسر بالشريحة الخلفية للفقرات. من أسباب الآلام المزمنة: التهاب بمفاصل الظهر (خشونة الفقرات)، اعوجاجات العمود الفقري، زحزحة الفقرات، أو عدم علاج أى من أسباب الآلام الحادة ينتج عنها آلام مزمنة بالفقرات. لا بد من توجه المريض بمجرد أن يشكو من آلام أسفل الظهر إلى أخصائى العظام فى أسرع وقت ليتم تشخيص سبب هذه الآلام من الأمراض السالف ذكرها عن طريق كشف دقيق وأشعات عادية (أشعة إكس)، وفى بعض الأحيان نحتاج إلى أشعة الرنين المغناطيسي لكى يتم علاجه علاجا صحيحا. علاج آلام أسفل الظهر: لكل مرض من من تم ذكره مسبقا علاج خاص به، وإذا عولج خطأ سيزداد الأمر سوءا، لذا الوحيد القادر على تشخيص المرض ومن ثم علاجه هو الطبيب وليس الأهل والأصدقاء، وحذارى من الانصياع خلف المقولة الشهيرة الخاطئة (أسأل مجرب ولا تسأل طبيب)، ولكن هناك تعليمات عامة لمريض آلام أسفل الظهر، بل هذه التعليمات للسليم أيضا للحفاظ على ظهره وتجنب إصابته فيما بعد، وتتلخص هذه التعليمات فى الآتى: عدم حمل أشياء ثقيلة (إلا المدربين على ذلك) خاصة مع الانحناء للأمام أى حملها من الأرض. عدم الجلوس لفترات طويلة متواصلة (أكثر من ساعة) أى كل ساعة لا بد من القيام والمشي وفرد الظهر والانحناء للجانبين والدوران لليمين واليسار، وذلك لتجديد نشاط الظهر وعضلاته. الجلوس فى الوضع الصحيح يمنع الكثير من مشاكل الظهر، يجب ملاصقة الظهر خاصة أسفله بظهر الكرسي، وفاردا للظهر متوجها للأمام أى ممنوع الجلوس نائما فى السرير (للقراءة) أو مائلا، كما يحدث فى المذاكرة فى السرير. للعاملين فى مجال الحاسبات الآلية (الكمبيوتر) يجب وضع الشاشة فى مستوى العين ليس أعلى ولا أسفل ولا على اليمين أو اليسار، مما لا يضطر مستخدم الحاسوب إلى انحناء الرقبة أو الظهر. وضع مخدة صغيرة تسند أسفل الظهر (صنية الظهر) بينه و بين ظهر الكرسي خاصة للذين يجلسون فترات طويلة. فرد الظهر (نوم القيلولة) ولو لنصف ساعة تجدد حيوية غضاريف الفقرات. القيلولة هى النوم فى الظهيرة (وسط النهار)، والقيلولة لا يُشترط فيها أن تتضمن نوماً، وإن كان مشترطاً فيها الاستراحة فى منتصف النهار. تمرينات لتقوية عضلات الظهر والبطن (يتم تعلم هذه التمرينات بواسطة الطبيب المختص). السباحة من الرياضات الممتازة للحفاظ على الظهر. المحافظة على الوزن المثالي يجنبك معظم أمراض الظهر. محاولة تجنب الإصابات خاصة الوقوع جالسا يحمي من كسور الفقرات. أما العلاج التخصصي فيكون لكل مرض على حدة، ومنه العلاج الدوائي أو الحقن الموضعي أو الجراحي. استشاري عظام