ما الذي يحدث؟ أو ما الحدث ؟ ترجمة لبرنامج بات مصدرا للأكاذيب والإشاعات "واتس أب" وسيلة يستخدمها جميع شرائح المجتمع وصار وجبة يومية لا بد من الاطلاع عليها أكثر من الصحف المحلية والمواقع الاجتماعية. هذه الوسيلة تسببت في خلق كثير من الإشكاليات في كثير من القضايا، ولا بد من الحذر منها والتنبيه بخطورتها، فما يكتب بها غير صحيح 100 % ومصدر غير موثوق إطلاقا. هذا التطبيق أو البرنامج يستخدمه كثيرون في بث النكت والحكايات والسوالف والرسائل الطويلة المملة والصور المعدلة والمفبركة والمواعظ والحكم المكرورة، وما يزيده ثراء ونماء هو وجود المجموعات أو ما يسمى بالقروبات. "لمى الروقي" كلنا سمعنا عن قصتها التي رواها عدة أشخاص بمختلف المذاهب والمشارب والأكاذيب! وصلت رسالة لأحدهم في الواتس أب تفيد بأن لمى الروقي مخبأة عند والدها وهو ينتظر ويسأل عن التعويض المادي وأن ما يتداوله الآخرون بشأن وقوعها في البئر عار من الصحة! إذن نحن أمام وكالة أنباء مندسة مهمتها خلق فجوات وتوسيعها بين أوساط المجتمع السعودي لإضاعة الوقت والمال والجهد الذهني وغياب الحقيقة وهذه حرب نفسية يقوم بها أشخاص ليس لهم شأن في الحياة سوى كما المثل الدارج (أكل ومرعى وقلة صنعة). وما يزيدك غبنا هو أن هذا التطبيق لا زال يسيطر على كثير من أفراد المجتمع وبات كاميرا مكشوفة لأسرار البيوت فصارت كل امرأة تعرض بضاعتها لصديقاتها وكل عروسة ترسل صور المدينة التي سافرت إليها في الخارج وكل أم رزقها الله بمولود وكل شخص حصل على شيء مفرح ومزيد من الانفتاح غير الحميد الذي جاء بردة فعل عكسية لصاحبها فليس كل المجتمعات من طبقة واحدة فمثل هذه تسببت في زرع الحقد والحسد والغيبة والنميمة وما شابهها من مذهبات ومميعات الأخلاق. أيضا لواتس اب دور كبير في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر فمثلا يكتب أحدهم تغريدة ويختتمها بكلمة واحدة "منقول" وهو لا يعلم إن كان هذا (المنقول) صحيحاً أم خاطئاً,صالحا للنشر أم طالحا. إحدى هذه الخزعبلات المنقولة صورة لطفل نائم بين قبري والديه كما صور لنا ذلك المشهد وتم التعليق عليها من كبار المثقفين والمشايخ حتى من خارج السعودية اكتشف بعدها أن هذه الصورة لمصور سعودي ذكر اسمه في الموقع والطفل خرج بصورة أخرى وهو يضحك في مشهد عاطفي هز أركان جسد المتابعين والقراء. دعونا نترفع ونترافع عن هذه الثقافة البالية والملهية العديمة الفائدة ونتأكد من صحة أي مقطع أو رسالة أو خبر يصل إلينا قبل النشر وأن نكون محررين أكفاء حريصين على تحري المصداقية وقول كلمة الحق والذود عن تراب هذا الوطن وعن كل ما يسيئ إليه وينقل عنه ويسقط عليه.